وجد الأستاذ حيد قالوكما وزير الشباب والرياضة الاتحادي، نفسه مضطراً بالرجوع لحكماء الوسط الرياضي، وتكوين لجنة لفض النزاع بين الإتحاد السوداني لكرة القدم وأندية الهلال والأمل عطبرة والميرغني كسلا التي أعلنت أنسحابها من مسابقة الدوري الممتاز، وتأكيد ذلك عملياً بعد أن غاب فريقا الأمل والميرغني عن مباراتيهما مع المريخ والأهلي شندي أمس وأمس الأول، مما وضع الموسم على حافة الإنهيار، الشئ الذي أقلق السلطات التي سارعت خطاها من أجل حسم الأزمة في مهدها مع التأكيد على حاكمية القانون، ويترقب الوسط الرياضي اليوم، الاجتماع الأول للجنة الذي تعقده اليوم، بحضور ممثلي الإتحاد السوداني لكرة القدم والهلال والأمل، من أجل الوصول لحل مرض ينهي هذه الأزمة، التي شغلت الرياضيين كثيراً، وتواصلت حلقات الأزمة بالمهرجان الذي اقامه الهلال بمشاركة الأمل عطبرة في تعضيد للعلاقة القوية التي تربط الفريقين اللذين قادا ثورة الإنسحاب وتمسكا بها إلى جانب الميرغني كسلا الذي لم يمنعه الهبوط من تسجيل موقف للتاريخ بعيداً عن صحة القرار او خطئه. أمين مال الإتحاد أشعل النار بدأت قصة قضية الموسم، في الثامن من مارس 2015، عندما حرر الاستاذ اسامة عطا المنان امين مال الإتحاد السوداني لكرة القدم، خطاباً لنادي المريخ بإشراك مهاجمه بكري المدينة، في مباراة الأمل برغم من وجود أسمه في تقرير حكم مباراة الأهلي شندي والمريخ، إستجابة للخطاب الذي تقدم به نادي المريخ من أجل إستثناء اللاعب وإشراكه في مباراة الأمل وتجهيزه بدنياً لأن المريخ أمامه مباراة مهمة أمام الترجي التونسي في ذهاب دور الستة عشر من دوري أبطال أفريقيا ليفتح هذا الخطاب باب الصراع ويتقدم الأمل بشكوى رسمية، رفضتها اللجنة المنظمة واعتمدت نتيجة المباراة كما جاءت في تقرير الحكم مما جعل الأمل يستأنف القرار إلى لجنة الإستئنافات العليا. الإتحاد يتراجع والمريخ يرفض بدأت تفاصيل أزمة الموسم بخطاب رفع الايقاف عن المدينة والسماح له بالمشاركة في مباراة الفريق أمام الأمل بخطاب الاستئناف الذي قدمه نادي المريخ وطالب فيه بالسماح للاعب بالمشاركة بصورة طبيعية على أن يقابل اللجنة بعد مباراة الأمل وطالب المريخ في خطابه بضرورة وقف خطاب اللجنة المنظمة الذي يؤدي إلى إيقاف اللاعب وبالتالي معاقبته قبل ان تثبت إدانته الأمر الذي يؤدي لتعطيل تجهيز اللاعب للمباراة الأفريقية أمام كابوسكورب الأنغولي التي يلعب فيها الأحمر باسم السودان وتسلم المريخ خطاباً من الاتحاد السوداني لكرة القدم عبر خطاب تحصلت الصدى على نسخة منه وجاء في الخطاب أن الاتحاد السوداني وتقديراً لمشاركة المريخ الأفريقية في دوري الأبطال قرر السماح للاعب بكري المدينة بالمشاركة في مباراة الفريق أمام الأمل بصورة طبيعية على أن يقابل لجنة الانضباط بعد ذلك للدفاع عن نفسه في مواجهة ما ورد في تقرير الحكم، وقبل المباراة بساعات أجرى الدكتور حسن أبوجبل الأمين العام للاتحاد السوداني لكرة القدم اتصالاً بالمكتب التنفيذي لنادي المريخ وطالب باسترداد الخطاب لكن المكتب التنفيذي رفض إعادة الخطاب ليجري أبوجبل اتصالاً هاتفياً بمجدي شمس الدين وأخطره برفض المكتب التنفيذي للمريخ إعادة الخطاب وبعدها أمّن مجدي على الخطاب الذي تم إرساله وقرر السماح للاعب بأداء مباراة الأمل. لجنة الإستئنافات تعيد المباراة في الحادي و العشرين من أبريل 2015، قررت لجنة الاستئنافات التابعة للإتحاد السوداني لكرة القدم؛ إعادة مباراة المريخ وضيفه الأمل عطبرة؛ والتي جرت ضمن جولات الأسبوع السابع من مسابقة (دوري سوداني الممتاز) وعرفت فوز المريخ بهدفين دون مقابل؛ ويأتي قرار إعادة المباراة بعد شكوى الأمل عطبرة في قانونية مشاركة اللاعب بكري المدينة؛ وكانت لجنة الإستئنافات قد إتخذت قرارها خلال إجتماعها قبل أسبوع وأرجأت الإعلان عنه انسجاماً مع المباراة الإفريقية المهمة التي كانت تنتظر المريخ أمام الترجي التونسي؛ وأعتبرت اللجنة في حيثيات قرارها أن أسامة عطا المنان، أمين مال الإتحاد كان قد رفع قرار الإيقاف عن المدينة دون إمتلاكه السلطات والصلاحيات التي تخوّل له هذا الإختصاص.. الجدير بالذكر أن الأمل عطبرة كان قد طالب في شكواه بنقاط المباراة المذكورة مع دفعه رسوم الشكوى؛ لكن لجنة الإستئنافات إستندت في قرارها على اللائحة التي تشير إلى إعادة المباراة حال مشاركة الإتحاد العام في الخطأ. رفض مريخي للقرار رفض المريخ القرار الذي أصدرته لجنة الإستئنافات بإعادة مباراته مع الأمل، وهاجم أعضاء مجلس المريخ لجنة الإستئنافات ووصف القرار بالأستهداف الصريح للفريق وأن ايادي الهلال داخل اللجنة قد عبثت بالقرار، وحرمت المريخ من إنتصار مستحق وذهب متوكل أحمد علي نائب الأمين العام للمريخ واسامة الشاذلي عضو المجلس إلى أبعد من ذلك وقالا أن المريخ لن يلعب المباراة المعادة حتى اذا أنطبقت السماء على الارض. الأمل يطالب بالبرمجة وبعد صدور القرار طالب مولانا جمال حسن سعيد رئيس نادي الأمل العطبراوي اللجنة المنظمة ببرمجة المباراة ووصف القرار بغير العادل وقال أن ناديه يريد النقاط كاملة وليس إعادة المباراة ولكن إحتراماً للقانون فإن ناديه جاهز لأداء المباراة المعادة ولكنهم في إنتظار برمجتها من قبل اللجنة المنظمة. الإستئنافات تفقد شرعيتها في الوقت الذي تقدم فيه الإتحاد السوداني لكرة القدم، بطلب فحص للقرار إلى لجنة الإستئنافات وجد أن اللجنة قد فقدت شرعيتها بإستقالة 3 من أعضائها مما أدى إلى بحث طلب الفحص في الإدراج إلى أن قام الإتحاد السوداني لكرة القدم في أغسطس الماضي بتعيين 3 اعضاء جدد باللجنة حتى تكتسب قانونيتها، والنظر في القضايا المدرجة في أعمالها. رزاق يعقد الأزمة حمل الثاني عشر من أغسطس الماضي خبراً سيئاً للمريخ الذي تلقى هزيمته الثانية في الدوري على يد مضيفه الأمل عطبرة حمل توقيع المحترف الغاني رزاق، هذه الخسارة أجبرت المريخ على البحث عن شكوى يعيد بها النقاط ووجد ضالته في القضارف عندما حصل على معلومة تشير إلى أن مشاركة عمر عثمان لاعب الأمل والموردة القضارف السابق غير قانونية لأنه موقوف لعام بعد تعديه على حكم أحد مباريات فريقه في الممتاز. المنظمة ترفض والأحمر يلوح بالانسحاب تقدم المريخ بشكوى إلى اللجنة المنظمة طاعناً في قانوية مشاركة عمر عثمان لاعب الأمل، الموقوف لعام، إلا أن اللجنة المنظمة رفضت شكواها، وأكدت أن مشاركة اللاعب صحيحة خاصة بعد أن أكد إتحاد القضارف أن اللاعب غير موقوف، وقابل المريخ قرار اللجنة المنظمة برفض شديد وصل إلى التلويح بالانسحاب من الممتاز قبل أن يخرج السيد جمال الوالي بتصريحات صحفية يؤكد فيه أن ناديه لن يتعامل بإنفعال ويتبع الطرق القانونية لاسترداد حقوقه جمع المريخ مستندات أكد بها ورود أسم اللاعب عمر عثمان في تقرير الحكم، مما جعل لجنة الاستئنافات تحكم لصالحه وتعيد مباراتيه مع الأمل، ومن ثم تقدم إتحاد الكرة بطلب فحص للقرار رفضته لجنة الإستئنافات وقالت أن الاتحاد العام لم يقدم أي مستندات جديدة. الامل يعلن العصيان رفض نادي الأمل عطبرة، قرار لجنة الإستئنافات قررت بإعادة مباراته مع الأمل التي برمجتها اللجنة المنظمة بعد 48 ساعة من صدور القرار، في الوقت الذي تجاهلت فيه اللجنة برمجة المباراة الأولى التي صدر قرار إعادتها في أبريل الماضي مما أدى إلى إنفجار براكين الغضب في الأمل الذي سخر من القرار. الهلال يتدخل تدخل الهلال في القضية وزاد من تعقيد الأزمة بعد أن قال مسؤولوه أن ما يحدث ما هو الا تجاوزاً للقانون ومحاباة للمريخ الذي فقد فرصة المنافسة على اللقب ودعا الهلال لإجتماع طارئ حضره مناديب الأمل وهلال كادوقلي والأهلي مدني والميرغني كسلا مع أخذ موافقة الرابطة كوستي، وخرج الإجتماع بتقديم مذكرة أعلنت فيها الأندية إنسحابها من منافسة الدوري الممتاز، قبل أن تتراجع أندية هلال كادوقلي، الأهلي مدني والرابطة كوستي عن الإنسحاب فيما رفض إتحاد الكرة الإنسحاب الجماعي وطالب الأندية المنسحبة بكتابة خطابات منفردة، وهذا ما لم يفعله الهلال والأمل حتى أمس. المدينة القاسم المشترك بنفس الطريقة التي بدأ بها الموسم الحالي مشتعلا، بسبب إنتقال بكري المدينة إلى المريخ برغم من إتفاقه مع الهلال وسيطرته على الأحداث في بداية الموسم، ها هو اللاعب يعود مجدداً ويصبح القاسم المشترك في أزمة الموسم التي قد تقود إلى نسف الدوري الممتاز. الوزير يلجأ إلى لجنة الحكماء وصل الاستاذ حيدر قالوكما وزير الشباب والرياضي الإتحادي إلى أن البيان الذي أصدره بشأن قضية الإنسحاب ليس كافياً لحل الأزمة وإعادة الأمور لوضعها الطبيعي وكون لجنة خماسية أطلق عليها (لجنة الحكماء) برئاسة الفريق عبد الرحمن سر الختم، وعضوية كل من: محمد الشيخ مدني، مولانا أحمد حسب الرسول بدر، مولانا عبد الباسط سبدرات و السيد مامون النفيذي. وتعقد اللجنة أول إجتماعاتها صباح اليوم، للتفاكر حول القضية قبل الإجتماع بالأطراف المعنية واسدال الستار على القضية التي أصبحت تهدد الموسم.
