فتح الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) الباب على مصرعيه، لأخذ أمر فحص المنشطات على لاعبي كرة القدم محمل الجد، بعد أن أثبتت الفحوصات تعاطي الجزائري يوسف بلايلي، صانع ألعاب اتحاد العاصمة لمادة منشطة محظورة، خلال عملية فحص الدم التي أُجريت له قبل مباراة فريقه مع مولودية العلمة، في الجولة الرابعة لمرحلة مجموعات دوري أبطال أفريقيا هذا الموسم، مما جعل بعض الأندية تخشى من تورط لاعبيها في عملية منشاطات مماثلة، إلا أن نتائج كل الفحوصات جاءت سلبية، بالرغم من أن أصابع الاتهام تشير إلى أن هناك أكثر من يوسف بلايلي في دوري أبطال أفريقيا لم ينكشف أمره، إلا أن تراجع أداء بعض اللاعبين في المباريات التي تلت اكتشاف حالة بلايلي أثارت عديد علامات الاستفهام من جديد.. وهذا ما أشار إليه الدكتور منذر محمد إدريس الطريفي، الذي خضع لدراسات في الكشف على المنشطات بلندن، في الحوار الذي أجرته معه (قوون) وكشف فيه المثير عن خفايا وأسرار استخدام مواد محظورة وأضرارها وإيجابياته وكيفية فحصها وإثباتها. دكتور منذر نريد تعريفاً علمياً للمنشطات؟ المنشطات أو المنشط هو كل مادة أو دواء يدخل الجسم، بكميات غير اعتيادية لغرض زيادة الكفاءة البدنية للحصول على انجاز رياضي أعلى وبطريقة غير مشروعة ويسبب اضرار صحية عند الاستمرار في تعاطيه. - من هم أول من استعمل المنشطات؟ استخدمت المنشطات أولاً من قبل الفراعنة لغرض رفع اللياقة البدنية، كما استخدمتها قبائل غرب أفريقيا، التي استعملت مادة خليط من الكولا والافدرين، لتنشيط الجهاز العصبي وكان تعاطي قبائل غرب أفريقيا لمساعدتها على رفع اللياقة البدنية عند أداء الرقصات الشعبية في المناسبات والأعياد، كما استخدمها الإنجليز والألمان خلال الحرب العالمية الثانية لرفع اللياقة البدنية عند المحاربين. كما استخدمها الرياضيون في النصف الثاني من القرن العشرين للحصول على انجازات عالمية مما أدى إلى حدوث وفيات أثناء المناسبات. - ما المقصود بكلمة منشطات بالمفهوم الرياضي؟ هي كافة المواد التي عند إثبات تعاطيها من قبل الرياضيين، قبل أو أثناء المنافسات، يعاقب عليها، حسب لائحة اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحادات القارية والوطنية. - ما هي أنواع العقاقير؟ منبهات الجهاز العصبي المركزي والعقاقير التي ترفع كفاءة الدورة الدموية والجهاز الدوري، والهرمونات النباتية والهرمونات البكتيرية. - لماذا حرمت المنشطات؟ لانها تسبب أَضراراً صحية واجتماعية ونفسية، من خلال استخدام جرعات دوائية أكثر من المسموح بها طبياً، سواءً استخدام الدواء مما يؤدي إلى حدوث حالات مرضية ومضاعفات كثيرة. وكذلك أضراراً اجتماعية ونفسية وعلاقات غير متوازنة داخل المجتمع، بجانب الأضرار التربوية بتحقيق كسب غير مشروع، وهذا يخالف القيم الأخلاقية السامية للرياضة. - هل للمنشطات آثار إيجابية؟ نعم، هناك الكثير من التأثيرات الإيجابية للمنشطات، تحدث نتيجة تعاطي الأنواع المختلفة للمنشطات، منها زيادة الوزن، زيادة القوة البدنية.. التحسين الوظيفي وتحسين الإنجاز الرياضي. ولكن السلبيات الناتجة من تعاطي المنشطات تفوق إيجابياتها، بسبب الأعراض الخطيرة التي تظهر على جسم الرياضي. - وما هي أضرارها؟ لابد من معرفة نوع المنشط وطريقة الاستخدام والجرعات، ولكل نوع أضرار، وكلما زادت فترة الاستخدام والجرعات، كلما زادت المخاطر وبالتالي الوصول إلى مرحلة الإدمان عند الرياضيين. - لماذا يحصل الإدمان؟ بسبب سوء الاستخدام، حيث تكون البداية باستعمال نوعية محددة من المنشطات لزيادة الكفاءة البدنية، مما يجعل الرياضي يزيد من الجرعة المنشطة المستعملة، لرغبته في نتائج أفضل، وفي كل مرة يضطر لزيادة الجرعة مما يقوده إلى الإدمان (كما حدث للنجم الأرجنتيني الشهير دييغو أرماندو مارادونا، الذي دخل لمصحة خاصة من أجل العلاج).. وبعد ذلك تظهر أعراض مرضية غير طبيعية تقود إلى الإنهيار، ومن ثم الوفاة كما حدث لكثير من الرياضيين الذين ماتوا في الملاعب الخضراء. - كيف يتم الكشف عن المنشطات؟ هناك عدة طرق للكشف عن المنشطات، منها تحليل البول وهذا غير مجد، لأن البول يمكن استبداله أو وضع مادة تحجب المنشط، وهناك الكشف عن طريق بصيلات الشعر. - ما هي أكثر المنشطات استعمالاً؟ الامفتامين هو دواء يقلل من الشهية ويساعد على تخفيف الوزن ويؤدي إلى الكآبة، وهناك الكوكايين: هو نبات يعمل على تحفيز الجهاز العصبي المركزي في بداية استخدامها ومن ثم يهبط ويقل نشاطه بصورة واضحة.. وهذا يمكن أن تلاحظه خلال أداء اللاعب الذي يكون في قمته، ومن ثم يهبط بصورة تثير التساؤلات وتترك أكثر من علامة استفهام؟. وأيضاً هناك مادة الكافيين، وهي توجد في الشاي والقهوة والكاكاو ويجب المحافظة على نسبة قليلة منها في الدم وإذا وصلت نسبتها إلى 12 مايكرو غرام / س س، في الدم تعد منشطا،ً علماً أن الشاي يحتوي على نسبة أقل منها. - ما المقصود بالمنشط الصناعي؟ هو استخدام وسائل التنشيط الصناعي، باستخدام وسائل اصطناعية عدة أهمها: التنشيط بالدم وذلك يتم عن طريق نقل الدم بسحب ما يتراوح بين 500 س س/ إلى 750/ س س، من دعم الرياضي وحفظه في بنك الدم، قبل 4 شهور من البطولة أو المنافسة المشارك فيها، وتعد هذه المدة كافية لتعويض الجسم الدم المفقود، واسترجاع الهيموقلوبين نسبته الطبيعية وقبل المباراة بيوم أو 4 ساعات يعاد إعطاء الرياضي الدم عن طريق الوريد، هذا ما يؤدي إلى زيادة كبيرة في هيموقلوبين الدم وبالتالي زيادة الكفاءة الأوكسجين بنسبة تصل إلى 25%. ولكن هذه الطريقة تعتبر ناقل جيد للأمراض خاصة الكبد الوبائي أو الحساسية القاتلة، في حالة عدم تطابق الدم، ويتضح ذلك من خلال (حك) اللاعب لجسمه باستمرار أثناء المباريات، مع ظهور حالات الإعياء عليه أثناء المباراة. والنوع الثاني هو التنشيط الصناعي عن طريق التنبيه الكهربائي، للعضلة هو إجراء لتحفيز العضلات عن طريق التيار الكهربائي ومن مضارها أنها تجعل اللاعب يعاني من تمزق العضلي بعد كل مباراة. وهناك مجموعات دوائية ذات استخدامات محددة لزيادة كفاءة الجسم. - لماذا يتعاطى الرياضيون المنشطات؟ هناك عدة أسباب أدت إلى التسابق بين الرياضيين في العالم لتعاطي المنشطات، بطرق مختلفة من أجل تحقيق الإنجازات العالية، خاصة وأن الوصول إلى مستوى أرقام أعلى أصبح صعب بالطرق العادية وهذا ما دفع الكثيرين لاختصار طريق الوصول للقمة وتحقيق طموحاتهم المادية والنفسية والاجتماعية، عن طريق تناول المنشطات. - كيف نكتشف أن اللاعب استخدم طريقة التنشيط الصناعي التي أشرت إليها سابقاً؟ للأسف لا يمكن إلا من خلال اعتراف اللاعب أو المدرب.. من الصعب اعتراف المدرب، لأنه مغيّب تماماً من قبل الإدارة.. واللاعب لا يمكن أن يدين نفسه. ولكن بطرق تحليل الدم الفحص يمكن اكتشاف ذلك إذا لم يتم التلاعب في العينات. - هل يمكن لأي شخص أن يعرف اللاعب الذي يتعاطى المنشطات؟ إلا عن طريق الملاحظة فقط.. فهناك مثلاً لاعباً بعينه يؤدي في منافسة بصورة مختلفة عن مستواه المعروف والمعلوم لكافة الناس.. قد تحدث طفرة في أداء اللاعب من واقع أن فريقه يملك مدرب لياقة بدنية عالية، ولكن علينا أن نراعي عامل السن.. وأحياناً يؤدي لاعب أو فريق بعينه بصورة غير اعتيادية ولافتة من خلال سرعته وحركته واندفاعه البدني العالي طوال زمن المباراة المعنية، مما يترك علامات استفهام. وفي المباراة التالية ينخفض مستوى اللاعب بصورة محيرة وتراه في حالة يرثى لها ويعاني من شبه انهيار ويضع يديه على ركبتيه بصورة مستمرة. هذه حالة غير طبيعية تقود مباشرة إلى أن هناك شئ غير طبيعي، وربما يكون اللاعب تعاطى أحد المنشطات. - هل هناك حالات تعاطي للمنشطات في السودان؟ من الصعب إثبات ذلك.. قد تكون موجودة أو غير موجودة، لأن الاتحادات الرياضية في السودان لا تقوم بالفحص على المنشطات بالرغم من أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ظل يقوم بفحص المنشطات في المباريات باستمرار، وآخر مرة تمت معاقبة يوسف بلايلي لاعب اتحاد العاصمة الجزائري. بالرغم من أن هناك دلائل تشير إلى وجود حالات تعاطي منشطات لم يتم الكشف عنها.
