* بلا شك كل من نشأ وترعرع في بلاد ملتقي النيلين وأن لم يحمل هويتها دعكم من أن يكون سودانياً كامل الملامح والأوصاف ، يحمل جينات المزيج والمزاج ، يصطفى ويحتفي بالجلابية والسديري والعمة والتوب والسيف والسكين ويقدل على أنغام الربابة والطنبور والنأي وينجلد بالسوط * بلا شك كل سوداني شعر بالأسى والتحف الحسرة وتوسد السقم وتباريح الألم ولازمه الوجع النزيف والجرح الحريق وهو يشاهد من داخل إستاد كريمة أو على شاشة التلفاز مباراة منتخبنا الوطني ونظيره الزامبي مساء أمس الأول في جولة الذهاب للتصفيات الأفريقية الأولية المؤهلة لنهائيات الأمم الأفريقية وكأس العالم التي خسرها منتخبنا الوطني بهدف نظيف . * هذا السقم وتباريح الألم ليس لأن منتخبنا قدم مستوى ضعيف ومخيف وخسر بهدف على أرضه ووسط جمهوره ، لا فالمكسب والخسارة أمر وارد في كرة القدم ولا يستدعي الأسف العميق وينكأ الجرح المنوسر الغريق ، ولكن تمدد وتحكر وتجدد الوجع فينا من الحالة السيئة الكئيبة المخجلة المزرية التعيسة التي ظهرت عليها أرضية ملعب إستاد كريمة والتي جعلت حضور الأستوديو التحليلي للمباراة يفرد مساحة من زمن الأستوديو فاقت وتفوقت على زمن التحليل الفني للمباراة ليقف على الأسباب التي جعلت الجهاز الفني لمنتخبنا يرهق لاعبيه باللعب على أرضية ملعب يعرضهم لخطر الإصابات قبل أن يعيق تحركاتهم والكرة. * الكل شعر بالوجع المقيم والجرح اللئيم والنزيف النديم إلا السادة الأباطرة الفطاحل قادة الاتحاد العام لكرة القدم المفترى عليها في بلادنا، قادة الاتحاد الذين هربوا بالمباراة إلى كريمة وهم يعلمون حال ملعب إستادها الذي يكحل عيون الناظرين بالعشى والأذى ، هربوا ليضعوا البلاد والعباد مكان سخرية وتهكم واستهزاء البعض وإشفاق بعض آخر ، دون أن تعلو وجه أحدهم حمرة خجل أو تتملكه وخزة ضمير أو ضجة تأنيبه، هربوا ليتحاشوا غضبة الجمهور الذي لحق به الضرر والأذى من سوء إدارتهم وتجاوزاتهم ومحاباتهم واصطلى نار غرورهم وفتورهم مهاداً. * بالطبع لا ولن نلوم لاعبي منتخبنا الوطني وأن تجرعوا هزيمة مذلة ، لا ولن نلومهم لأنهم لم يجدوا الاهتمام المتعاظم من أحد ولم يحظوا بالإعداد الأمثل ولا حتى التحضير المناسب للمباراة ، بل تم تجميعهم كما البراميل قبل ساعات من اللقاء ورموا بهم في ملعب قاحل ليلاقوا مصيرهم المحتوم * فعلاً ( ميتة وخراب ديار وشيل حال ونقع طار كمان ) فقد قدم لاعبونا أسوأ المستويات من جميع النواحي وتجرعنا الهزيمة على أرضنا ووسط جمهورنا وخرجنا مبكرًا من التصفيات المؤهلة لنهائي بطولتين وشهد العالم على ذلك وللأسف شاهد على أرضنا أسوأ ملعب كرة في العالم. غيض * قادة الاتحاد العام هربوا بالمباراة إلى كريمة ليتحاشوا ثورة وغضب الجمهور الحانق على سوء إدارتهم وتلاعبهم بالقانون وتجاوزاتهم ومجاملاتهم وانحيازهم السافر الذي أدخل البلاد والعباد في نفق الأزمات * الجمهور لحق بهم في كريمة وعندما حدثت الهزيمة على أسوأ ملعب في العالم شيعهم بالتقريع واللعنات وردد هتافه المحب .. عائد عائد يا شداد * تفشي بالأمس على مواقع التواصل الاجتماعي خبر استقالة الأخ معتصم جعفر رئيس الاتحاد العام من منصبه ، وسرعان ما نفى الرجل الخبر ليؤكد إنهم جاثمون على صدر الكرة السودانية وأنفاس جمهورها. * لا أدرى لماذا نطالب قادة الاتحاد العام بالاستقالات ونحن نعلم أن المسؤولين في دول العالم المتحضر المتقدم يتقدمون باستقالاتهم عندما يفشلون في تنفيذ برامجهم ، وناس معتصم جعفر ما عندهم فكرة ولا عندهم علاقة بكرة القدم ولا عندهم برنامج ولا عندهم موضوع. * قلنا ليكم ناس الاتحاد العام ديل علاقتهم بالتشريعات والقوانين وكرة القدم واللقيمات زى علاقة العبد لله بجراحة المخ والأعصاب والفلسفة. * ناس الاتحاد العام سلموا نادي هلال السودان خطاب العقوبة شاملة الغرامة المالية وخصم النقاط ولم يشيروا لعقوبة رئيس النادي الأخ الأستاذ أشرف الكاردينال لأنهم بعد فوات الأوان عرفوا إن اللجنة المنظمة أخطأت * شئ طبيعي اللجنة المنظمة تشطح وتعاقب رئيس هلال السودان إذا كان ناس الاتحاد ما عارفين أن كل مواد القوانين لا تعلو على مادة في الدستور * شخصياً عرفت الكلام ده عندما شرع الاتحاد المادة (14 ) ليحرم الهلال من محترفيه المجنسين ، وقابلت أخونا الدكتور معتصم وتناقشنا في القضية وقال لى ما بتلعبوهم كلهم في مباراة واحدة وبعد ده تشتكونا لله * قلت ليهو يا دكتور القاعدة القانونية الثابتة المعمول بها في كل دول العالم بتقول: إذا تعارضت مادة مع قانون يسري القانون الأعلى وأضفت المادة (14 ) التي حرمت مواطن من العمل تعارض مادة في الدستور كفلت للمواطن حقوق من بينها حق العمل ومواد الدستور هي الأعلى.. لما قلت ليهو الكلام ده قعد يعاين لي التقول سرقت منو موبايلو وصحن لقيمات * طبعاً جمهور وإعلام وكل منسوبي نادي نجمة المسالمة مبسوطين لأنو الممتاز جاهم ومعاهو صحن لقيمات بقرار من مولانا سمير فضل. * عرفنا بطولة الممتاز شلتوها من داخل المكاتب بى صحن لقيمات وسكر مسحون ، أها التسجيلات برضو عايزين ليها زيت صباح ودقيق سيقا . * قالوا عايزين يقعدوا مع غارزيتو ، وكمان يقعدوا مع لاعب نادي الأمير النعسان عشان يسجلوه.. تقعدوا معاهو تسووا شنو وأنتو قروش ما عندكم ؟ إلا تغنوا ليهو ( أنت نايم ولّا صاحى ولّا طرفك من طبعو نعسان). * التحية للأخ الزميل الموضوعي الفاهم ياسر قاسم الصحفي بدولة الإمارات الذي تحدث لقناة (اسكاى نيوز) قبل مباراة منتخبنا وتناول أزمة الكرة السودانية بموضوعية عميقة وتحليل علمي وحياد ومهنية عالية .