* في بداية كل موسم كرة القدم في البلاد موعودة بالأزمة ما بين أندية الممتاز والاتحاد العام لكرة القدم بما يتمثل بالبث وعائد الرعاية للأندية طوال الموسم الكروي، ولكن ختام الموسم الكروي هذا الموسم شهد بدعة جديدة في عالم الساحرة المستديرة بالعصيان الذي مارسته بعض الأندية من الدرجة الممتازة وأطلق عليها أندية التحالف بقيادة كبيرهم الموج الأزرق وأندية هلال كادوقلي والأهلي مدني والرابطة كوستي والميرغني كسلا وأعلنوا التمرد على الاتحاد العام لكرة القدم السوداني ومقاطعين كل البطولات التي تقام تحت إشراف اتحاد الكرة بالبلاد وذلك اعتراضاً على قبول لجنة الاستئنافات بالاتحاد كرة القدم لشكوتي المريخ ضد ناديي الأمل عطبرة وهلال كادوقلي التي مضى عليها الدهر وشرب من تاريخ تقديمها من قبل المريخ قبل أن تتراجع أندية هلال كادوقلي والرابطة كوستي والأهلي مدني من قرار الانسحاب خوفاً من أن تطالهم يد الفيفا التي هددهم بها الاتحاد السوداني لكرة القدم بقيادة الدكتور معتصم جعفر وصمدت أندية الهلال العاصمي والميرغني الكسلاوي والأمل عطبرة صفاً واحداً من أجل تصحيح المسار وإعادة الهيبة للرياضة بالبلاد والتحرر من سياسات الاتحاد ، وأقام الناديين مباراة ختاماً للموسم الكروي وتسريح اللاعبين عقب المباراة على بطولة سميت بكأس العدالة وكانت التعبئة الجماهيرية كبيرة جداً للناديين وأثناء المهرجان الكبير الذي شملته المباراة وتخللته فواصل غنائية رقصت معها المدرجات طرباً فتح رئيس الهلال الدكتور أشرف سيد أحمد الكاردينال النار على الاتحاد العام منتقداً سياساته وكيفية القرارات التي تتخذ لتتدخل بعد المباراة اللجنة المنظمة للدوري الممتاز وعقدت اجتماعاً طارئاً وأصدرت عدداً من العقوبات بحق رئيس الهلال أشرف الكاردينال وناديي الهلال والأمل عطبرة مما ألهب ذلك القرار فتيل الأزمة وأصبحت الاتهامات تتبادل من كل أطراف النزاع وفشلت لجنة المساعي الحميدة التي كونها وزير الشباب والرياضة حيدر يعقوب جالكوما من أجل إخماد فتيل الأزمة، وفشلت اللجنة في حسم الأمر بعد التعنت الذي واجهته من قبل أطراف النزاع بقضية الموسم وعقدت مؤتمر صحفي وضحت فيه الأسباب التي حالت دون الوصول إلى حل يرضي لكل الأطراف ليعقب ذلك تدخل وزير العدل بتفاؤل يحسد عليه بالرغم من أنه وجد مناهضة لذلك من قبل الاتحاد الذي أكد فيه عدم تدخل الدولة في الشأن الرياضي وإلا لأصدرت الفيفا وابل من العقوبات للرياضة تهدد الحراك الرياضي بالبلاد ورغم كل التهديدات استمات وزير العدل وتم تحويل الملف إلى البرلمان بعد سماع تقرير الأزمة من وزير الشباب والرياضة الأستاذ حيدر يعقوب جالكوما ليتدخل البرلمان من أجل حل القضية التي أصبحت هاجس للجميع وإخراجها إلى بر الأمان وبعد شد وجذب تم تحويل الملف برمته إلى مفوضية هيئات الشباب والرياضة التي أكدت قبول طعن الأمل شكلاً ومضموناً ، ولكن تم تحويله إلى الجمعية العمومية متعللة بأن ما يليها الجانب الإداري ، أما الفني فهو من اختصاص الجمعية العمومية للاتحاد السوداني لكرة القدم وعقد الاتحاد اجتماعاً طارئاً أعلن فيه ضرورة انعقاد جمعية عمومية طارئة يرتب وينسق لها رئيس الاتحاد الدكتور معتصم جعفر وذلك من أجل وضع حد للأزمة التي أرهقت الجميع وانعقدت الجمعية وسط ترقب من الجميع تمخض بوضع حلول مرضية لكل أطراف النزاع تمثلت على شرعية لجنة الاستئنافات والبقاء على الأمل عطبرة بالدرجة الممتازة مع اعتماد صعود النيل شندي ورفع العقوبة المالية من ناديي الأمل والهلال ورفع العقوبة كذلك من رئيس الهلال الدكتور أشرف سيد أحمد الكاردينال واعتماد نتائج مباريات الدوري الممتاز بتتويج المريخ بطلاً لأندية الدرجة الممتازة والهلال وصيفاً له مع اعتماد الهلال والمريخ بالمشاركة وتمثيل السودان خارجياً على بطولة أبطال أفريقيا في البطولة القادمة . ماذا جنى الهلال من الأزمة ؟ * السؤال العريض الذي يطرح نفسه والعالق بأذهان الجميع بعد انقشاع سحابة الأزمة وأسدل الستار عنها هو ماذا جنى الهلال من أزمة الموسم ؟ * وهو حق مشروع لكل فرد أن يسأل هذا السؤال لأن الهلال هو الدينمو في تحريك الركود وسط أندية الممتاز وهو المبادر في الثورة على الاتحاد السوداني لكرة القدم وأعلن العصيان ما لم يتحسن الحال بأروقة الاتحاد العام لكرة القدم السوداني وفتح رئيس الهلال وبقية أركان حربه النار من كل الاتجاهات على الاتحاد العام ولجنة الاستئنافات . * الهلال استمات في هذه القضية ورفض التراجع إلى الخلف والتراجع عن قراراته التي أصدرها وضحى بالبطولة المحببة للبيت الأزرق من أجل انصلاح الحال بأروقة الاتحاد متمثلاً في حل لجنة الاستئنافات واقتلاع الاتحاد من جذوره ولكن كل ذلك لم يحدث والاتحاد تعامل بدبلوماسية مع القضية ورفع العقوبات عن الهلال ورئيسه وعفى الهلال من الهبوط للدرجة الأدنى التي هدده بها إبان انطلاقة شرارة الأزمة ورغم كل المضايقات والمصاعب التي واجهها الهلال استماتة الإدارة ووقفت سداً منيعاً أمام كل العواصف وضحت بكبرى البطولات وخرجت من الموسم بلا حمص عدا بطولة الدرع التى كسبها الهلال في استهلالية الموسم الكروي وكل مرحلة تغيير لابد من أن تتخللها تضحية على كل المستويات والاتحاد وعى الدرس تماماً والهلال دفع ثمن الاستعجال في اتخاذ القرار بكل أمانة . ما هي الدروس المستفادة ؟ * في كل عملية تغيير أو اتخاذ قرار حول موقف أو إشكالية معينة تواجه الإنسان في حياته أو مؤسسة لابد أن تعقبها دروس وعبر يستفيد منها الفرد أو المؤسسة أو الكيان ، فمن خلال التأني والنظر للأزمة من كل الزوايا نجد أن هناك دروساً مستفادة على مستوى فريق الهلال فالإدارة استعجلت بعد الشيئ في اتخاذ قرار الانسحاب ومقاطعة أنشطة الاتحاد والهلال كان على بعد حجر من التتويج بالدوري الممتاز وكان يتصدر بأريحية بابتعاده بست نقاط عن أقرب ملاحقيه نده التقليدي المريخ، وكذلك كانت حظوظه متباينة في الظفر بكأس السودان، وأتمنى من إدارة الهلال أن تعي ذلك الأمر جيداً وكذلك من الدروس المستفادة استماتة أندية الأمل عطبرة والميرغني الكسلاوي مع الهلال في خندق واحد من أجل إفشاء العدالة وإعادة الحقوق إلى أصحابها وأيضاً من الدروس المستفادة التراجع السريع من قرار الانسحاب لأندية هلال كادوقلي صاحب القدح المعلى في الأزمة وكذلك ومن الدروس المستفادة كذلك عقد اتحاد القضارف لمؤتمر جامع وأعلن فيه بطلان قرار لجنة الاستئنافات، وأكد تزوير التقرير حكم مباراة الموردة القضارف والمستقبل وظهر في الساحة الرجل الشجاع رمزي يحيى سكرتير اتحاد الكرة بولاية القضارف، وأيضاً من الدروس انسحاب نادي الرابطة كوستي وهنا وضح المعدن، وكذلك إحساس الاتحاد بالخطر بالرغم من أنه لوّح بعصا الفيفا إلا أنه تدارك الموقف وأحس بالخطر ونتمنى أن يستفيد الجميع من الأخطاء ويسلك الطريق الصحيح في الموسم المقبل وتطبيق شعار الرياضة جسر للصداقة والمحبة والإخاء الذي يصدح به دائماً الأستاذ معتز الهادي مقدم البرنامج المنتشر على ربوع الوطن الحبيب عالم الرياضة عبر أثير الإذاعة القومية.