* كانت توريت هي آخر مدينة استعادتها القوات المسلحة من التمرد، قبل توقيع السلام، الذي أفضى للانفصال، تذكرت هذه الواقعة وأنا اتابع سيناريو شرف الدين شيبوب لاعب المريخ الذي هرب من المريخ إلى الهلال بإرادته وتطوعه واختياره بحثاً عن تحسين وضعه، والتقييم المناسب، وهو مابين الهروب والعودة وكأنه واحد من أبطال تلك المعركة وأعاد الناس إلى مربع أفلام التسجيلات قبل عشر سنوات، وأصبح حديث المجالس الخاصة والعامة والسؤال المكرر عند الجميع. * أعتقد أن شيبوب لاعب محظوظ من الدرجة الأولى، والصراع الدائر حوله بين الهلال والمريخ الآن هو قدر مسطر ورزق ساقه له الله، وليس لنا اعتراض على ذلك، لأن المريخ الذي رفض منحه 800 مليون، ضاعف له المبلغ الآن، ولو لا تدخل الكاردينال ونقله إلى جوبا، لما وجد اللاعب من يهتم به، حتى في وسائل الإعلام، والجمهور ولا حتى من بعض أقطاب المريخ الذين حاولوا أن يصنعوا منه بطولة وعنتريات. * لا أجد تفسيراً غير الحظ لحالة شيبوب الذي سيطر على الأحداث وسحب بالبساط من الجميع، وأصبح أهم شخصية في المجتمع، برغم أنه ليس خارقاً بل أمثاله كثيرون.. ولكن قصته أخذت الأهمية من واقع أنه لا زال في كشف المريخ، ووضعه كهاو منحه هذه الفرصة لتصحيح أوضاعه ومنح نفسه ما يريده من الاهتمام والمال.. ولن يخسر شيئاً إذا استمر مع المريخ أو تعاقد مع الهلال، بل كسب الكثير ولا يهمه بعد ذلك ما يقوله الناس وردود الأفعال. * أكثر ما يدهش هو تناقض إعلام المريخ الذي قال في اليوم الذي سافر فيه اللاعب مع وفد الهلال إلى جوبا أنه مصاب ويحتاج لعام حتى يعود، وعندما هرب اللاعب من الهلال قالوا أنه موهوب وصغير في السن ويجب مسامحته على فعلته لأن المريخ محتاج له، ولا أعرف عن أي حاجة يتحدثون ما دام هو مصاب ولن يعود إلا بعد عام. * كان بإمكان الهلال أن ينهي صفقة شيبوب في هدوء تام، وتوجيه الصفعة للمريخ ولكن بعض رجال الكاردينال أفسد الصفقة، من أجل تصفية حساباته مع بعض الصحف لشئ في نفس يعقوب، مما أدى إلى إرهاق خزينة النادي، وتعريض الصفقة إلى الخطر الحقيقي، لأن المريخ لا يمكن أن يتفرج على لاعبه يهرب منه، ويوقع في الملكية جوبا ومن ثم العودة للهلال في مايو. * مهما كانت نهاية قصة شيبوب، أتمنى أن يأخذ منها السيد أشرف سيد أحمد الكاردينال الدروس والعبر، ويقف كثيراً عند الذين يكلفهم بمثل هذه المهمات التي تحتاج إلى شخص صاحب نية بيضاء ولا يجيد الضرب تحت الحزام ويمتاز بالصدق والصمت والأمانة، حتى لا يتعرض لمثل هذه الموافق التي تهدر مجهود النادي كثيرا وتمنح أهل المريخ فرصة لخلق بطولات زائفة، وتشكك في القدرات الإدارية للنادي. * لو كنت مكان السيد أشرف سيد أحمد الكاردينال، لصرفت النظر عن شيبوب بعد أن أخلف وعده ونكص عن العهد، وأصبح يزايد مع علمه التام أن خزينة المريخ خاوية على عروشها، وليس فيها فلس واحد، ولكنه يريد أن يزيد ويخادع للحصول على مبلغ لم يكن يحلم به على الإطلاق.. وما حدث منه وهروبه من الفندق خير دليل على ذلك، ولا يستحق أي تعاطف أو اهتمام لأن اللاعب الذي يزايد في المال يمكن أن يفعلها في أي وقت. * تفاصيل قصة شيبوب جاءت في غير وقتها، وزمانها ولو لا تدخل الهلال، لما أهتم به أحد، ومن حسن حظ شيبوب أنه جلس مع الكاردينال وتحدثت عنه صحف الهلال، ومنحته ما يستحقه وما لا يستحقه من اهتمام، وأعود وأقول أن شيبوب محظوظ والدنيا حظوظ.. والسلام. *