رسالة سوسة وفد المقدمة «أ» - محمد الجزولي-عدسة محمد دفع الله فرض الفرنسي جيان ميشيل كافالي، المدير الفني للهلال، شخصيته على اللاعبين وأقنعهم بمنطقه وأسلوبه، مما أكسبه احترام الجميع ووصفه الكابتن فوزي المرضي بالمدرب المنضبط، صاحب الشخصية القوية والبداية المثالية، وما يقدمه كافالي حتى الآن مع الفريق بالرغم من أنه لا زال في طور البداية، إلا أنه أكد به إمكاناته العالية في مجال التدريب وقدرته على ترويض اللاعبين في كل الظروف دون أن يخسر لاعباً واحداً، بل الجميع يقابله بابتسامه من واقع شخصيته المرحة، واتباعه الأسلوب النفسي في التعامل معهم، ويبدو أنه استفاد من فترة عمله بالسعودية والجزائر والمغربي في كيفية التعامل مع اللاعب العربي والأفريقي، ويسيطر كافالي على الأمور بقبضة من حديد بعد أن وزع المهام على أعضاء الجهاز الفني، وسلم برنامج المعسكر للمهندس عاطف النور، مدير الكرة وانصرف هو إلى واجبه مع الفريق رافعاً شعار (الوقت للعمل)، وعمل على إعادة صياغة الهلال من جديد، بوضع كل لاعب في الخانة التي يجيدها، مع معالجة بعض العيوب.
يبدأ بالمحاضرة وينهي بمحاضرة أكثر ما يميز كافالي في عهده الجديد، تمسكه الكامل بشرح ما يريد تنفيذه في أي حصة تدريبية للاعبين في محاضرة قصيرة تستمر لعشر دقائق فقط وبعدها يترك اللاعبين للمران ويقوم هو بدور المراقب، لكل ما يدور في الملعب، وفي نهاية التدريب وقبل انصراف اللاعبين يقوم بإلقاء محاضرة أخرى يوضح فيها للاعبين درجة تنفيذهم للتدريبات بالصورة الصحيحة ويطالبهم بالقتال والعمل الجاد والاستفادة من هذا المعسكر بقدر الإمكان.
سر البداية بالمقلوب لا زال بعض الناس يتساءلون عن سر التدريب بالكرة في أول يوم للفريق بالمعسكر، قياساً على العادة الراسخة في أذهان الناس أن الأيام الأولى يجب أن تكون مخصصة لاكتساب اللياقة عبر الجري حول الملعب، وتخطي العلامات وتقسيم الإعداد للمراحل، إلا أن كافالي اختصر الطريق على نفسه واختار ملامسة اللاعبين للكرة من أول تدريب حتى يتعرف على إمكاناتهم ومهاراتهم، ويختصر على نفسه الزمن الذي كان يحتاجه لمعرفة قدرات لاعبيه وفي نفس الوقت قسم فترة الإعداد إلى مرحلتين اكتساب اللياقة بالكرة والثاني مرحلة المباريات الودية.
دقيق ومنضبط الدقة والانضباط، هما أكثر ما يميزان كافالي الذي يحضر إلى الملعب قبل اللاعبين، رفقة طاقمه المعاون، ويقف على التجهيزات، ويطلق صافرة بداية التدريب في الوقت المحدد له وينهي التدريب بنهاية الزمن المحدد، وكأن التدريب عن كافالي يعني المباريات، يمارس سلطته كمدير فني على الجميع، وحدد اختصاصات كل فرد في الجهاز الفني، بجانب شخصيته القوية التي تظهر دائماً عندما يفكر في اتخاذ القرارات.
اللاعبون معجبون بطريقته يحظى كافالي بإعجاب كبير من اللاعبين الذين ارتاحوا تماماً للطرق المتعددة التي يتبعها في التدريبات بجانب اعتماده على التدريب بالكرة كجزء أساسي في اكتساب عنصر اللياقة البدنية، هذا ما جعل اللاعبين يقبلون على التدريبات بكل حماس دون أن يشعروا بالملل أو يشككوا في قدرات الفرنسي كمدرب، من واقع تعدد طرق التدريب عنده.
نظرته مختلفة عن الجزولي إذا كان المهاجم صلاح الجزولي، لا يجد القبول من إدارة النادي من واقع فشله في إثبات نفسه مع الفريق في الموسمين السابقين، ونفس الوقت لا زال مرفوضاً من الجماهير، إلا أن نظرة الفرنسي كافالي المدير الفني للفريق، مختلفة تماماً ويرى فيه اللاعب الهداف وظل يستعمل معه طرق التدريب النفسية حتى يستعيد ثقته في نفسه، ويفيد الفريق وانعكس ذلك على أدائه في التدريبات وطريقة حركته في الملعب واستعادة خاصية التهديف ومغازلة الشباك.. وتركيزه على تفجير إمكانات الجزولي ولم يخف المدرب إعجابه بلاعب الوسط العاجي شيخ مكورو الذي يقدم مستويات لافتة في التدريبات بجانب مهارت العالية في الاستلام والتمرير والمراوغة وصناعة اللعب.
بدأ في رسم التشكيل الأساسي وضح من التدريبات الخمسة التي أداها الهلال حتى الآن بمعسكر سوسة أن كافالي قد بدأ في اختيار التشكيل الأساسي الذي سيؤدي به أول المباريات الودية يوم السبت المقبل مع فريق الملعب السوسي أحد أندية الثانية بالدوري التونسي، وظل يدفع بكل من عبداللطيف بوي، أتير توماس، الغاني أبيكو إينسون، السنغالي سليمانو سيسيه، نصر الدين الشغيل، نزار حامد، بشه، الغاني نيلسون، العاجي شيخ موكور، صلاح الجزولي ووالي الدين في تقسيمة واحدة مع الاستعانة بأطهر وأبوعاقلة ووليد علاء الدين، وبدأ الانسجام واضحاً بين هذه المجموعة.
متعاون مع مساعديه ومنح ثقته للبرنس أكثر ما يميز كافالي روح التعاون والجماعة التي تسيطر عليه بشكل كامل، حيث ظل في حالة تشاور وحديث متواصل مع مساعديه قبل التدريبات وأثنائها وبعدها ومراجعة عملهما أولاً بأول، وقد منح ثقته الكاملة لمساعده الأول هيثم مصطفى الذي كلفه بتدوين الملاحظات وكتابة التقارير، وفي نفس الوقت المشاركة في وضع علامات التدريب بجانب المغربي مولاي الحسن مدرب الأحمال، كما يشاوره في كل كبيرة وصغيرة.
مهتم بالشباب لم يخف كافالي اهتمامه الواضح باللاعبين الشباب، وظل يوجه نصائح لهم باستمرار، ويعالج أخطاءهم في التدريبات أولاً بأول، ويحظى المهاجم والي الدين موسى باهتمام خاص من كافالي الذي يحرص دائماً على معالجة عيوب والي الدين وتنبيهه للطريقة الصحيحة للتعامل مع الكرات التي يجدها أو يصنعها لنفسه، وحثه على التعاون والبعد عن المراوغة غير المجدية لأنها تفسد الهجمات وتمنح المنافس فرصة القيام بهجوم مضاد.