خسر رجال الهلال رهان الذهاب ، ولكنهم وكما عودونا (رجال) دواس وحراب ، ومازال في كنانتهم ما يلزم من سهام وحراب لحسم معركة الإياب ومواصلة رحلة البحث عن الألقاب . نعم تعثر الهلال في (تونس) وسمح لخصمه بفرض أسلوبه والتقدم عليه وظهر بمستوى باهت أقلق أنصاره ، وجعل نبضات قلوب عشاقه تتسارع والخوف يجد مدخلاً إليهم ،بل يسكن ويعشعش ويفرخ . لكن سوابق كثيرة ، وثقة لا تنقطع في كل من يتسربل بالأزرق الأنيق لباساً ويحمله في الفؤاد هوًى ونبراساً جعلت مساحات الأمل باقية والتمسك بأهداب الحلم واقعاً ، وكما يقولون : (لكل سيف نبوة ولكل جواد كبوة) .. ولكن سيف الهلال مازال صقيل .. ومازالت خيوله مسرجة تمارس الصهيل .. وتتحدى عناد المستحيل . مازال الأزرق في قلب المعركة وفارق الهدف يسهل رتقه دون تلف ومن قبل خسر الأزرق بثلاثية أمام (ناساروا) النيجيري خارج قواعده ولكنه لملم أطرافه وعالج أوجاعه وأحزانه وعاد من خرائب الموت ومن تحت رماد الإبعاد كطائر الفينيق الخرافي ، وكان في الميعاد فأسعد البلاد ونشر الأعياد وتأهل رجالة وقوة وفتوة . نعم ، خسر الهلال النتيجة والعرض في مباراته خارج الأرض ولكن ذلك كان أمراً منطقياً لأنَّ الخصم الليبي (على علاته) كان الأفضل فِي كل شئ ، أما مدرب الهلال العشري (سامحه الله) فقد ذبح فريقه مِن الوريد إلى الوريد بقراءته الخاطئة للمباراة قبل أن تبدأ وانحيازه لخيار (عدم الخسارة) بدلاً من أن يقاتل من أجل (الانتصار) كما أن (ابن النيل) لم يحسن التشكيل ولا التبديل ولم يحسن توقع طريقة لعب الثوار قبل بدء المشوار ولم يحسن قراءتها أثناء المباراة . التعويل على الخروج بأقل الخسائر فِي أرض المنافس أصبح من التاريخ .. واللعب الآن أصبح دائماً على النقاط الثلاث ، ولكن دون تفريط (في الفرصة) أو إفراط (في الثقة) ، فقد يكون ثمن حجب الثقة (حذرٌ) فاقع ، كما أن الإفراط فيها يعني (قدرٌ) واقع . ما مضى لن يعاد ، والأمل ما انفك قائم في عودة الأسياد في ليلة (النار والتأر) ودحر ثوار أبونوار . رفاق الكابيتانو (كاريكا) و(الجامد) نزار حامد جاهزون للنزال ولتحقيق الانتصار ودحر الثوار وقطف الثمار . مباراة الأحد ، مباراة لاعبين فقط ، لاعبين رجال يأكلون النار ويعدلون المسار . بالأقدام ، لا بالحناجر والأقلام سيتحقق المرام . الجماهير ستكون في الموعد ، وهي لا تحتاج لحشد أو تحريض ، ولكن النصر سيكون بأقدام فرسان الأزرق عالي المقام حين يتركون التراخي ويرفعون التمام . مباراة تحدٍ خاااص للاعبين ، فأنتم (فقط) ، لا (الصحاف) ولا التشجيع والهتاف من سيحرز الأهداف . نعم ، نحن نعلم أن الفرسان في حاجة للكيتة والنحاس وإلهاب الحماس ، ولكنهم قبل ذلك يحتاجون للعب بالغيرة والإخلاص وبذل العرق حتى آخر الأنفاس . فألعبوها يارجال الهلال بعزيمة الأبطال .. (فلا محال أبداً تحت سماء الهلال ) . سننظم الصفوف .. ونضرب الدفوف ونحرق الكفوف ونطرد الخوف. وسنهيئ بالصياح طريق الأفراح .. وبالحماس والإخلاص سنحسم الدواس . لا اعتقد أن قرار اللعب ليلاً كان خاطئاً فقد استخدمنا سلاح اللعب عصراً وحتى نهاراً وكان دوماً (علينا) وذلك لطبيعة اللاعب السوداني الهشة فنحن نتأثر بسخانة الطقس دوماً أكثر من الضيوف مهما كان موطنهم ولم ولن يتعود لاعبونا على اللعب في كل الأجواء . نتمنى أن لا يكون معسكر المحروسة كما أسبوع سوسة أبوعافية مدسوسة، ونتمنى أن يعيد للفرسان الثقة أولاً فالإعداد النفسي حالياً أهم زاد وعتاد لليلة الميعاد . نتمنى أن تتحلى الجماهير بالهدوء وأن لا تتدخل في خيارات الجهاز الفني ورؤيته لجولة الإياب وأن تتفرغ لمهمتها في التشجيع والمؤازرة ولا ، وألف لا لمحاولات فرض بعض النجوم الشباب كما يدور وسط جماهير الأزرق . اعطوا الثقة للفرسان وسيكونون في الموعد بإذن الخالق الرحمن .. ولنا عودة .