* كتب للهلال دوماً مواجهة الصعاب، وأن ينتقل من تحد إلى تحد مع أن كرة القدم في الأصل هي لعبة تحديات وإثارة وندية.. وليس خيار اليوم أمام الهلال غير الفوز على الأقل بهدفين نظيفين عندما يواجه الأهلي طرابلس عصراً بام درمان، في مواجهة عنوان التنافس الشريف بعيداً عن لغة الثأر. * وعودنا الهلال أن يكون دائماً بطل الحوبة وفارس الرهان ويكفيه فخراً إجباره الكاف على منح السودان مقعدين في دوري الأبطال ومثلهما في الكونفدرالية قياساً على نتائجه الرائعة وتواجده مع الأربعة الكبار الشئ الذي جعل جماهيره تراهن على تخطي كبوة ملعب الشاذلي بن زويتن والوقوف شامقاً لا تهزه الرياح كالجبال تماماً. * مباراة اليوم لا تقبل أنصاف الحلول وخيار الأزرق العاتي الفوز فقط، وأن نطالب اللاعبين بفوز كاسح ،بل بانتصار مريح يجعل الفريق يتأهل إلى دور ال16، كما رشحه خبراء اللعبة بتخطي الفريق الليبي ونحن واثقون من قدرة الفريق على فعل ذلك وأكثر. * الهلال الذي جندل الزمالك والأهلي والترجي والنجم والأفريقي والوداد وأسيك العاجي ومازيمبي الكنغولي والقطن الكاميرون وصف طويل من أبطال القارة السمراء، قادر على تجاوز عقبة الأهلي بنغازي برغم من العنتريات والتصريحات الخنفشارية التي أطلقها مدربه جمال بو نوارة الذي توعد بدفن الأزرق في المقبرة، وسيندم على تصريحاته عندما يشاهد فريقه يدفن في المقبرة الزرقاء من عصراً بدري. * يملك الهلال اليوم كل مقومات التفوق على الأهلي الليبي، وليس هناك أدنى مقارنة بين الفريقين، وإذا لعب اللاعبون بروح الهلال المعروفة فإن أراهن على اختصار هذا الفريق منذ نصف الساعة الأول من عمر المباراة وتشيعه إلى مثواه الأخير دون رحمة أو رأفة لأن من يتطاول على الهلال مصيره الدفن دائماً. * تقع على عاتق المصري طارق العشري المدير الفني للهلال، اختيار التشكيل المناسب لهذه المباراة ومعالجة الأخطاء التي ارتكبها الجهاز الفني في لقاء الذهاب، مع أن راعي الضان في الخلا يعرف التشكيل التي من المفترض أن يلعب بها الهلال اليوم ولا نريد التدخل في حق المدرب وسلب اختصاصه ومطالبته بإشراك فلان وإعلان، مع أن تشكيلة مباراة اليوم واضحة ووضوح الشمس في رابعة النهارى وكل الذي نتمناه أنه يلعب لنا العشري بالعربي بعيدًا عن الفلسفة الضارة. * أمام اللاعبين الكبار في الهلال وأعني بشه وكاريكا والشغيل وبوي فرصة لقيادة الفريق إلى الفوز والتأهل، بعد أن اختفوا في مباراة الذهاب ونافسوا بعضهم في السوء، وإذا كان كاريكا في يومه واستعاد الشغيل مستواه المعروف لن يقدر أي فريق أفريقي على الصمود ناهيك عن أهلي طرابلس الذي لم يصدق جمهوره حتى الآن أنه فاز على الهلال سيد أسياد أفريقيا. * رهاننا على الهلال يبقى قائماً مهما كان اسم ومستوى المنافس، بل أن معدن الهلال أصيل يظهر في الأوقات الصعبة ولا توجد مباراة أصعب من لقاء اليوم الذي يمثل تحدياً لكل الهلالاب حتى يفوز الفريق كما هو متوقع ويقدم الأداء المقنع ويتأهل مع فائق الاحترام لأهلي طرابلس الذي سيجد نفسه في ملعب الجحيم وسيدفن في المقبرة بإذن الواحد الأحد. * وجماهير الهلال لا تحتاج لنداء أو حشد، بل ستكون حاضرة منذ صلاة الظهر في الملعب، مشجعة للاعبين وشاحذة للمهم، وعندما يكون جمهور الهلال في الملعب فليس أمام المنافس غير الاستسلام والانصياع لأوامر الهلال وعلى جمهور الهلال الوفي أن يضع تحذير الكاف نصب عينيه ويبتعد عن الألعاب النارية والشماريخ ورمي قارورات المياه في الملعب، تجنباً للعب المباريات القادمة بدون جماهير واعتقد أن جمهور الهلال الذي حصل على جائزة التشجيع المثالي سيكون عند حسن ظننا فيه. * وقبل الوداع لا نملك إلا أن نردد مع شاعرنا الشاب محمد حسن: وقف مشاهدك يازمن راجع دفاترك يامحال في السكة موج أزرق هدر تاريخ ندر أزرق هدر تاريخ ندر اسمو الهلال سيد البلد.. سيد البلد .. وفي الختام يبقى الهلال هو الهلال.. والسلام.