* منذ أن أعلن الحكم الجابوني عن نهاية مباراة الإياب بين الهلال و ضيفه الأهلي الليبي ومغادرته البطولة الأفريقية من دورها الأول، إلا و كثر الحديث عن قضية الخروج وكانها كارثة حلت بالفريق الهلالي، نعم جميعاً كان يطمح في الوصول لمرحلة أقصى من الدور نصف النهائي الذي وصل إليه الفريق في أكثر من ثلاث مرات في أخر السنوات وأخرها الموسم الماضي و لكن لم يكن خافياً على أهل الهلال النواقص على مستوى فريق الكرة من خلال افتقار المهاجم القناص الذي يركل الكرة في الشباك بسهولة مع الاحترام لباقي الأسماء ولكن جميعهم فشل في إثبات الذات و تأكيد قيمته كنجم يعوَّل عليه، وأمر المهاجم القدير ليس بجديد على الفريق الذي عانى من ذات المعضلة في الموسم الماضي نتيجة للفشل الكبير الذي لاحق الوطنيين والأجانب ويكفي ذكر البرازيلي جوليام والبوركيني أبو بكر كيبي، ولكن الإدارة الهلالية لم تفطن للأمر وتعاقدت مع أكثر من لاعب في مركز صناعة اللعب وكلاهما لم يكن مقنعاً بالقدر الكافي والمقياس هو البطولة القارية فلم يؤثرا في نتائج جولتي الذهاب والإياب، وحتى عموم التسجيلات لم تولد نجماً، بل وجد الجدد فرصة اقتحام التشكيلة الأساسية وهم شباب لم يخوضوا الكثير من التجارب على مستوى اللعب الدولي رفقة فرقهم السابقة، هناك عدة أسباب معلومة للجميع أدت للخروج الحزين من البطولة وبكل تأكيد مهما يكن ليس من العدل أن تتواصل الحرب الإعلامية والإضرار بالروح المعنوية والاصطياد في المياه الهلالية وتلويث الأجواء، نعم كلنا تألم وحزن لخروج الفريق ولكن التعرض للأمور الزرقاء بهذا الشكل أمر غير كريم و لا يؤدي للوصول لحلول سريعة، بل العكس سيؤدي إلى تفاقم وتعقيد العديد من الأمور الهلالية الخالصة، و في ظل تواصل هذا النقد بلا هوادة وإقحام العديد سيحاول الكثير من الأشخاص من خارج البيت الهلالي نشر الفتن و الشائعات التي سيكتوي بلا شك الجسد الهلالي و ستؤدي إلى إضعاف عافيته . تجديد الثقة في العشري قرار ذكي * خيراً فعل مجلس الهلال و هو يعلن عن نيتهم الإبقاء على الجهاز الفني الحالي بقيادة طارق العشري و باقي أفراد طاقمه المعاون وبكل تأكيد الخطوة تصب في إطار المحافظة على الأجواء اللطيفة بسب الخروج المفاجئ من دوري أبطال أفريقيا و يا حبذا لو جلست إدارة النادي برئاسة أشرف الكاردينال في لقاء مكاشفة ومصارحة ويعتذروا رسمياً لجماهير الهلال المحبة التي لم تبخل على النادي وكانت بالقرب منه في السراء و الضراء، و يواصل الفريق في صدارته للبطولات المحلية حتى التتويج بلقبي الدوري الممتاز وكأس السودان الغائبان عن الخزانة الزرقاء في الموسم الماضي فداءً للقانون إبان الصراع الطاحن الذي لم يفد النادي كثيراً أمام الاتحاد العام للعبة . لماذا لا يعود الأسد لعرينه ؟ * الكابتن فوزي المرضي شخصية لا تحتاج لتذكية وتاريخه العريض مع الهلال ناصع البياض وقدم للفريق الكثير من الأشياء التي ظلت خالدة في خاطر المحبين لاعباً أو مدرباً أو حتى إدارة وفي كلاهما حقق النجاح والأسد شخصية مقبولة وسط الهلاليين وظل قريباً من النادي و دخل أغلبية المجالس الهلالية في السنوات الماضية لإخلاصه وتفانيه في العمل بالإضافة لخبراته الكبيرة و دوماً ما يسبق الفريق للدول الخارجية وينظم للمعسكرات وخلافه ونجح تماماً، وظل لوقت قريب يعمل في مهمته في دائرة الكرة إلا مجلس الإدارة أعفى الرجل من منصبه دون ذكر أسباب مقنعة والرجل عضو مجلس وظل موجوداً في قلب الأحداث وثمَّ سؤال يطرح نفسه لماذا لا يعود كابتن فوزي المرضي لممارسة عمله في القطاع الاستفادة من قدراته العالية وخبراته الكبيرة بالإضافة للقبول الذي يحظى به وسط اللاعبين الذين يعدونه مثل الأب؟، فهل تفكِّر إدارة الكاردينال في الأمر وتعيد الأسد ويستفيد منه نجوم الهلال خاصة صغار السن. التفكير في مجزرة شطب ستقود لنتائج كارثية * علت بعض الأصوات المنادية بشطب عدد من النجوم الكبار باعتبار التقدم في السن وانخفاض المردود الفني و لا نتفق معهم و لا نختلف و لكن طرح الأمر في هذا التوقيت بالذات سيصيب الفريق بالشلل و يخفق في الوصول لنتائج مرضية في البطولات التي يشارك فيها ويبلي بلاءً حسناً رغم تربعه على صدارة الترتيب برصيد " 25 " نقطة وبعد نهاية الموسم يمكن تقييم جميع اللاعبين وشريطة إضافة لاعبين أفضل حتى لا تكرر التجارب الماضية ، نعم قد يستاء الكثيرون من فكرة الاكتفاء بالبطولات المحلية و لكن الواقع يفرض ذلك والبطولة الأفريقية مدخلاً للبطولة الخارجية . مجلس الكاردينال في أخطر امتحان * النكسة التي أصابت الهلال و خروجه مبكراً يضع الكاردينال و أعضاء مجلسه في أخطر امتحان يستدعي الحكمة واتخاذ قرارات سليمة تحافظ على تماسك اللاعبين و كسب تعاطف الجمهور ومواصلة الكفاح في بقية المشاريع مثل الجوهرة الزرقاء، فهل ينجح الكاردينال في هذا الامتحان العصيب و يدلل على قدرته على إدارة أخطر الملفات ؟ .