* تجاوز الهلال أخطر مباراة في مشواره هذا الموسم وعاد جزء من الابتسامة بالفوز على الأهلي الخرطوم، وحافظ على صدارة الدوري الممتاز، رغم الظروف التي صاحبت المباراة والتوتر الذي سبقها وصاحبها، وأمام اللاعبين فرصة لاستعادة الثقة في أنفسهم والظهور بشكل أفضل في المباريات القادمة، ابتداءً من مباراة النيل شندي، ونحمد للمصري طارق العشري مدرب الهلال اعتماده على اللاعبين الكبار، ويكفي أن من سجل الهدف هو سيف مساوي قائد الفريق وفي نفس الوقت نعيب عليه سحب كاريكا ومحمد عبدالرحمن في توقيت واحد والفريق وقتها كان محتاجاً لخبرة كاريكا بعد أن كشر الأهلي عن أنيابه من أجل التعادل. * مرت المباراة بسلام على الهلال، ولكنها أفرزت لنا انقساماً خطيراً بين جماهير الهلال، وأعادتنا إلى عهد الأمين البرير، بظهور روابط جديدة تدافع عن الرئيس وليس الفريق، في مشهد يؤكد أن النادي يسير نحو منعطف خطير وأن ما يكتبه إعلام (عدي بينا يا ريس) لا يختلف كثيراً عما كان يقوله العراقي الصحاف وزير إعلام حكومة صدام حسين عليه رحمة الله، حيث كان يتحدث لوسائل الإعلام عن سيطرة القوات العراقية على الوضع في الوقت الذي أجتاحت فيه القوات الأمريكية العاصمة بغداد، ولكن الصحاف كان يقول لصدام: إن الوضع تحت السيطرة، حتى وجد نفسه محاصراً داخل قصره. * على السيد أشرف الكاردينال رئيس الهلال، أن يدرك تماماً أن الأمور في النادي ليست على ما يرام، وأن اعتماده على الآلة الإعلامية في تخويف وتخوين المشجعين، لن يجد نفعاً، لأن من يقود الثورة هو مجموعة التراس التشجيعية التي تمثل النبض الحي للنادي والجماهير في المدرجات، والحديث عن أي أسلوب آخر لإسكات هذه المجموعة ستكون نتيجته عكسية على الهلال. * الوضع في الهلال خطير وأن الكاردينال الذي قطع وعداً مع الجماهير بوصول الفريق إلى نهائي الأبطال في 2017 والتتويج باللقب في 2018، عليه أن يدرك أن الفريق في ظل الظروف الراهنة قد لا يشارك الموسم المقبل في دوري أبطال أفريقيا حتى إذا تعاقد النادي مع كريستيانو رونالدو وميسي، لأن الاستقرار هو أساس النجاح والهلال غير مستقر، بل الوضع قابل للانفجار اليوم أو غداً وإذا لم يتخذ الكاردينال خطوة إيجابية نحو الجماهير، عليه أن يتوقع أي شئ. * قلتها من قبل وأقولها اليوم إن كبير البيت هو من يتصدى لامتصاص الغضب ويطيب الخواطر، وينحني للعاصفة حتى تمر وبعدها يمكن أن يتخذ القرارات التي تعيد هيبة المجلس والنادي، وليس النظر إلى ما يحدث من برج عاجي، واضعاً إيد فوق إيد، وكأن الأمر لا يعينه، لأن عودة استقرار الهلال في يد الكاردينال وليس فيما يكتبه إعلام (عدي بينا يا ريس) أو في هتافات الروابط مدفوعة الأجر ومنزوعة القيمة. * ما حذرنا منه قد حصل، وها نحن نعيش عهد السيد الأمين البرير من جديد، الجمهور انقسم على نفسه، وإعلام (عدي بينا يا ريس) يتحدث عن هتاف الجماهير للكاردينال، مع أن ليس هناك أي مشجع هلالي وجه إساءة واحدة للكاردينال، أنما عبَّرت الجماهير عن رأيها بصراحة وطالبت المجلس أو قل الكاردينال بالتغيير إذا كان راغباً في إعادة الاستقرار للنادي، والقاصي والداني، وأتمنى أن لا يكون صحيحاً ما يتداول الآن عن التعليمات التي أصدرها الكاردينال بإعلان الحرب على مجموعة التراس التي تمثل أحد الروابط التشجيعية في الهلال وأكثرها تواجداً في كل المباريات. * خلاصة القول إن الأمور في الهلال تسير نحو الأسوأ وإذا تجاهل الكاردينال ما حدث في مباراة الأهلي الخرطوم أمس الأول، تبقى مصيبة، ونهاية حلم بناء فريق المستقبل، وأتمنى أن يبقى قليلاً في السودان، والتعامل مع الوضع بكل جدية، وإعادة الاستقرار إلى النادي وقبل ذلك إصدار القرار الذي سيرضي كل أهل الهلال ويجعل الجماهير هي خط الدفاع الأول للمجلس والنادي وليس كتائب القسام أقصد (كتائب الجوهرة الزرقاء). فالجمهور يريد التغيير وليس الرحيل يا ريس. والسلام.