* تناولت في هذه الزاوية أمس بأن الهلال يحتاج إلى مدير فني خبير وقدير وعلى مجلس الإدارة إقالة المدير الفني الحالي طارق العشري فوراً. * ولكي لا نلقي القول على عواهنه ,نقول إن العشري بطريقته الدفاعية العقيمة في مباراتي الهلال أمام الأهلي طرابلس قد تسبب في خروج الأزرق من بطولته المحببة ,بطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري. * العشري يلجأ لأسلوب اللعب الذي يجنب الفريق الخسارة ولا يلجأ للتنظيم الذي يقود الفريق لتحقيق الفوز ,فمثل هذا الأسلوب لا يتناسب مع الهلال ,ودونكم مدرب الهلال الأسبق الفرنسي ديجو غارزيتو والذي يلعب دوماً من أجل تحقيق الفوز. * وبهذا الأسلوب تسبب مدرب الهلال السابق نبيل الكوكي في إخراج الهلال من الدور نصف النهائي للبطولة أمام اتحاد العاصمة الجزائري الضعيف وهو يواجهه بمهاجم وحيد في الجزائر. * نجح غارزيتو مع مازيمبي الكنغولي والهلال والمريخ لأنه يعرف كيفية تدريب الأندية الجماهيرية الكبيرة ونتمنى أن يفكر السيد أشرف الكاردينال في إعادته مجدداً لأنه ببساطة مدرب بدرجة خبير. * في الرياضة مثلما في عالم المال والأعمال هنالك فرصة حقيقية للشخص بأن يصبح ألد أعداء نفسه,فذلك يحدث دوماً في عالم التجارة وإدارة الأعمال ,خاصةً عندما تبدأ الأعمال التجارية في رحلة النجاح لتبدأ السياسات في التغيير مما ينعكس سلباً على المؤسسة فتأتي الخسائر. * هناك مثال في كرة القدم لما ذكرته أعلاه,ففرق كرة القدم تلجأ إلى الدفاع الكامل في تنظيم يدعى(الدفاع الوقائي) عندما تبدأ المباراة في لفظ أنفاسها الأخيرة أو ما يعرف في مجال كرة القدم بالزمن القاتل. * وتتمحور الفكرة في منع الفريق المنافس من تنظيم هجماته على أمل أن ينتهي الزمن المقرر للمباراة دون أن يتمكن المنافس من التسجيل في مرمى فريقك,ولكن هذه الطريقة يمكن أن تجعل الأمور سهلة بالنسبة للمنافس لتنظيم هجماته بصورة متواصلة قد تؤدي إلى انهيار تنظيمك الدفاعي وبالتالي قبول فريقك للخسارة. * وتنظيم (الدفاع الوقائي) هو ببساطة الانتقال من حالة الهجوم إلى حالة المحافظة أو الدفاع ولذلك يمكننا أن نطلق عليه تنظيم اللعب(من أجل عدم التعرض للخسارة عوضاً عن اللعب من أجل تحقيق الفوز). * والسخرية في هذا التنظيم (اللعب من أجل عدم التعرض للخسارة) تكمن في تخليك عن الأشياء التي جعلتك في موقف اللعب من أجل تحقيق الفوز في المقام الأول. * معظم فرق كرة القدم التي تنهي الشوط الأول متقدمةً على منافسيها وتدخل لشوط اللعب الثاني من أجل الدفاع عن تقدمها الذي حققته في الشوط الأول تتعرض في النهاية لخسارة المباراة,والسبب في ذلك أنها تبدأ في اللجوء لتنظيم (الدفاع الوقائي) من أجل حماية تقدمها وتفشل لأنها تعطي الفريق المنافس الإحساس بالقوة وأن في إمكانه التسجيل وقلب الطاولة مما يمنح لاعبيه الثقة من أجل تحقيق التعادل ومن ثم الفوز . * ولذلك ومن أجل المحافظة على النجاح في كرة القدم وفي مجال الأعمال على حد سواء علينا أن نتذكر دوماً العوامل التي جعلتنا نحقق النجاح في الأعمال أو نتقدم في المباريات ,ففي الأولى من الواضح أن السوق يتقبل ما تقوم به ,وفي الثاني أي مجال كرة القدم فتحقيقك للتقدم يعني أن طريقتك التي تتبعها ناجحة . * ولهذا يمكننا تطبيق المثل القديم (لا تلجأ لإصلاح شيء لم يتعرض للكسر),وهذا لا يمنعنا من القول إن التغيير في الأسلوب في مجال الأعمال والرياضة شيء حتمي ولابد منه ولكن على أن يكون بحسابات دقيقة. * التعبير(لا تلجأ لإصلاح شيء لم يتعرض للكسر),يعني أنه إذا كان الشيء يعمل بصورة صحيحة فعليك أن تتركه وحاله ولا تحاول إصلاحه,وقد اشتهر هذا التعبير في فترة إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ,وتحديداً عندما أطلقه السيد (بيرت لانس) مدير مكتب الإدارة والميزانية في حكومة الرئيس جيمي كارتر في العام 1977م وأوردته صحيفة الغرفة التجارية الأمريكية في مايو من العام 1977م. * كان بيرت لانس يؤمن بأنه بإمكانه المحافظة على بلايين الدولارات للعم سام إذا تبنت الحكومة شعار(لا تلجأ لإصلاح شيء لم يتعرض للكسر) "ويوضح ,هذه هي مشكلة الحكومة: أنها تلجأ لإصلاح أشياء لم تتعرض للكسر ولا تقوم بإصلاح أشياء قد تعرضت للكسر" . * أسلوب (اللعب من أجل عدم التعرض للخسارة) يأتي بسبب الخوف,خوفك من عدم تمكنك من المنافسة,فخوفك من أن الأمور في المستقبل سوف تتغير سوف يحطم نجاحك.وإذا كان اللعب من أجل عدم التعرض للخسارة يعني العيش في خوف ,فإن اللعب من أجل تحقيق الفوز يعني العيش في ثقة. * وعلينا دوماً أن نعزز ثقتنا في أنفسنا ,فالثقة تزودك بالعزيمة لتؤدي بأفضل ما عندك من إمكانات ,على عكس اللعب من أجل عدم التعرض للخسارة فهو يملأ جوانحك بالخوف مما يعرضك لهزيمة والانكسار. * ظل الهلال وبطريقته الهجومية يحقق النجاحات على مستوى التنافس الداخلي وفي البطولة الأفريقية ولا يلجأ للدفاع أو اللعب بخوف , ليأتي العشري ويحوله إلى حمل وديع يلعب من أجل عدم التعرض للخسارة وإذا حقق الفوز فإنه يحققه بشق الأنفس وبهدف وحيد. * العشري ليس مدرب المرحلة في الهلال، فالفريق في حالة بناء ويحتاج لخبير يستطيع صهر اللاعبين القدامى والجدد في بوتقة واحدة ليخلق فريقاً يهز الأرض تحت أقدام المنافسين. * العشري والكوكي هما ألد أعداء نفسيهما بطريقتيهما الدفاعيتين العقيمتين ولذلك على مجلس الهلال إلحاق العشري بالكوكي والنظر في التعاقد مع الفرنسي الخبير ديجو غارزيتو. * الهلال عالم جميل.