( 1 ) * الحديث عن الواقع الرياضي السوداني يبقى حديثاً صعباً جداً للحال الذي وصلت إليه الرياضة السودانية على الأقل في الوقت الحالي، حيث تعاني من كثير الإشكالات التي قد لا تنفع معها الإسعافات الأولية وإنما تحتاج لعمليات ضخمة تبدأ من الدولة على الأقل لكنس آثار الدمار التي وصلت له * وقد يرى الكثيرون أن الحديث ربما يكون نتيجة تشاؤم أو ردة فعل لكن للأسف تلك هي الحقيقة الصادمة جداً, وحال الرياضة وصل إلى درجة عالية من التدني وقد تكون الدولة هي المسؤولة الأولى عن التردي الحاصل لأنها منحت أهل الرياضة حبل الديمقراطية المهتري ورفعت يدها تماماً * ببساطة شديدة يمكن لأي شخص بحسابات بسيطة أن يحسب قيمة الصرف الذي يصرف على القمة ويقارن النتائج بالصرف ويجد أن هناك اختلالاً واضحاً في الميزان * أول عيوب الرياضة هي تلك الديمقراطية التي لم توفق الرياضة في الإيفاء بمطلوباتها وتطبيقها على المؤسسات الرياضية ابتداءً من الأندية ومروراً بالاتحادات وحتى وزارات الرياضة التي أصبحت مناصب إرضائية لأهل الحسبة وغيرهم من كبَّل الرياضة بقيود حديدية * الانتخابات في كل مؤسسات الرياضة ظلت نسخاً مشوَّهاً يفوز فيها من يدفع وبعدها يعوس عواسته ويأتي غيره , وأصبحت المؤسسات الرياضية سواءً في الأندية أو الاتحاد وكراً للاسترزاق وضاعت معها رسالة الرياضة السامية * الآن في مثال بسيط منتخباتنا تفشل في الفوز حتى في أرضها أمام منتخبات عرفت الكرة بعدنا بعشرات السنين وعلى مستوى الأندية نخسر من الجولات الأولى ونغادر دون أن نعرف الأسباب * في القمة الآن تمرد في المريخ بسبب المال وشتات وفرقة في الهلال بسبب السياسات الإدارية التي اندلعت بعد الخروج الأفريقي * ومجمل الوضع الرياضي الآن مزري جداً.. أندية بلا قوة لمقارعة رصفائها في القارة دوري ضعيف ووزارات رياضة متفرجة من الطراز الفريد وصحافة تجنح عن دورها التبصيري والتثقيفي وتهرع للإساءات دون أن تكون هناك محاسبة من أي جهة * والوضع الماثل حالياً يحتاج لمشارط في يد الدولة تجري بها عمليات مستعجلة تستأصل بها ( المرض ) من الجسد الرياضي الهلكان والمتعب * البداية لابد أن تكون بقوانين رادعة جداً وتعيين وزراء رياضة يعرفون معنى الرياضة وتقليص عدد الأندية الكبيرة التي ترهق بالصرف البذخي على تسيير الأنشطة الرياضية مع التركيز على أندية القمة التي لابد أن تراجع فيها الديمقراطية التي قيدتها ورمتها في يد أصحاب الجيوب الكبيرة والعقول الصغيرة الذين ليس لديهم أدنى علاقة بكرة القدم * وفي مصر القريبة جداً من شروط التقدم لمجالس إدارات الأندية أن يكون المتقدم لاعب سابق أمضى على الأقل أربع سنوات في الكشف ويستثنى فقط أمين المال الذي يشترط فيه أن يكون خريج أحد الكليات المصرفية والمالية * ولو كنت صاحب قرار في الدولة لابتديت بالقمة والاتحاد العام واللجنة الأولمبية واستقطبت لهم رتب ضخمة من القوات النظامية لتعمل وفق انضباط ويبتعد عنها أصحاب الإطراء والهتيفة وتمنح تلك الإدارات الوقت الكافي وتصدر قرارات صارمة على التناول الإعلامي المضر وبعدها سنرى كيف يتغيَّر الواقع * الجمهور السوداني بدأ يتناقص بعض الشئ ومتابعة الشباب للدوريات الأوربية والتدافع الكبير لدور وأندية المشاهدة في الأحياء لحضور المباريات والصياح الذي يملأ الحواري ضجيجاً من تهديفات رونالدو ومراوغات ميسي ونيمار تشير إلى خلل قد يحدث قريباً جداً في ميزان الرياضة السودانية ( 2 ) * السادة المسؤولون لابد من ثورة حتى لا نرى مزيد من الخيبات واللافتات في ملاعب الكرة السودانية * والديمقراطية واقع كذوب * وكذوب جداً كمان * ودي قسمتنا كدا * نقول شنو ؟ اللهم فأشهد