* تحولت الرياضة في الكثير من الدول إلى عملية احترافية وصناعة تقوم على أسس محددة لتكون مصدرا لدخل يتجاوز ملايين الدولارات سواء لدول معينة أو لأندية ثرية اتخذت من صناعة الرياضة مهنة احترافية لها، وتحولت بعض الأندية في العالم إلى شركات تجارية ضخمة، وهذا ما شجع العالم من حولنا إلى التحول إلى الاقتصاد الرياضي، وأصبح الاستثمار الرياضي يشكل للدول مصدرا للدخل مثلما نشاهد في بطولات كأس العالم التي تستضيفها الدول وتجني من ورائها الملايين . * ونحن هنا ما زلنا ندور في فلك دعم الأفراد وإسهاماته للأندية مع غياب تام للدعم الحكومي وأن دعومات وإسهامات الأفراد مهما كبر حجمها وداوم الفرد على الدفع لا بد أن يأتي يوم يضعف هذا الدعم لأسباب كثيرة ومختلفة ما أكثرها في واقعنا الرياضي السوداني الطارد لما به من منغصات وكلنا يعلم أن جميع الأندية السودانية سواء كانت في الدرجة الممتازة أو باقي أندية الدرجات الأخرى تشتكي لطوب الأرض من انعدام الموارد وأن الميزانية المتاحة تأتي من جيب فرد أو جيوب أفراد وعجزت بعض الأندية في الفترة القريبة الماضية عن الوفاء بالتزاماتها تجاه اللاعبين والمدربين على حد سواء ودخلت الأندية نفق الديون المستمرة والمتصاعدة عاما بعد عام . *وهنا لا بد لنا ونحن مجبورون لتنفيذ دوري المحترفين أن تتغير نظرتنا للرياضة من حيث كونها هواية لإمتاع الجماهير إلى صناعة كاملة من كافة النواحي إداريا وفنيا وجماهيريا وأن تتحول الأندية إلى شركات للاستثمار الرياضي أو على الأقل يكون لكل ناد شركة للاستثمار . * فالوضع الحالي في الرياضة السودانية لا يساعد في التطور ولا أقول يعرض الأندية للخسارة المادية لأن تاريخنا لم يكتب لها ربحا بل إن نظرة الربح والخسارة هي ما نحن بصدده الآن لذلك لا بد أن تتجه مجالس إدارات الأندية جميعها وليس طرفا القمة فقط عليها أن تتجه لإعطاء مساحة كبيره وكبيرة جدا للفكر الاستثماري والسعي لاستغلال كل ما يملكه النادي من جماهير وأقطاب ليكون له مصدر للدخل مثل حقوق النقل التليفزيوني ونسب الإعلانات وشعار واسم النادي ولاعبيه على الملابس الرياضية المتشرة في الأسواق وتستخدم بصورة مسئية . * ندرك جيدا أننا أردنا أو لم نرد لا بد من نظرة وفهم جديد وفكر جديد يواكب التطورات المطلوبة لأن تطبيق دوري المحترفين في البلاد يتطلب في المقام الأول إعادة النظر في مؤسساتنا الرياضية بما فيها الأندية ولا يمكن أن يحل علينا دوري المحترفين وواقع أنديتنا لا يبارح مكانه وعليه يجب العمل من الآن على تأسيس شركات المساهمة للأندية لأن عملية خصخصتها وبيعها لفرد أو أفراد تحتاج زمنا طويلا لذلك علينا بداية بتأسيس شركات لها . * بيع الأندية سيكون أمرا شاقا وصعبا في الوقت الراهن لأن أي عمل كبير كهذا لا بد أن يسبقه عمل تعبوي من أجل التبشير والوعي بذلك وهذا يحتاج لبرامج معدة سلفا وفي الوقت الراهن لا بد من شركات للأندية بشكل مدروس يحقق لهذه الأندية عائدات مالية كبيرة ما يمكنها من إعادة استثمار عوائد الشركة في بناء ملاعب جديدة على المستوى العالمي كما أن شركات الأندية ستعين على الكف من مطالبة بدعم الدولة غير الموجود أصلا كما يريح الأفراد الذين دفعوا الكثير ولم يستبقوا شيئا . اعتقاد أخير * سعيد باتجاه مجلس المريخ لإيلا موضوع الاستثمار حيزا كبيرا واهتماما أكبر وأطالب إدارات الأندية أن تبدأ مبكرا في موضوع تأسيس شركات وتطرحه على رأس أجندتها وتجتهد في البحث والدراسة حتى تخرج هذه الإدارات بنتائج تساعدها على تجهيز بيئة صحيحة وسليمة لدوري المحترفين وألا تقف بعض العقليات أمام قطار التطور الرياضي بدعوى أن الرياضة هواية فقط ولا نريد لها أن تتحول إلى عمل استثماري، الرياضة في العالم والدول المجاورة لنا منها ما اتجه فعلا ومنها من سبقنا بالمحاولة للخروج من طور الهواية إلى عالم الاحتراف.