الشارع الرياضي- محمد احمد دسوقي * النفرة التي اقيمت برئاسة الجمهورية لدعم المريخ لا تستحق الضجة الاعلامية التي اثيرت حولها من بعض الاقلام الهلالية لان الاحمر هو الفريق السوداني الوحيد الذي لا يزال موجودا في ساحات التنافس الافريقي ويستحق ان تدعمه الدولة حتى يتمكن من مواصلة المشوار حتى النهاية. * ظلت جماهير الهلال تفخر دائما بان الهلال هو نادي الشعب وليس الحكومات منذ ان اسسه الخريجون الاوائل للمشاركة في النضال لانتزاع استقلال الوطن من براثن الاستعمار البريطاني وهو بذلك لا يحتاج لدعم من جانب الدولة لاعتماده في تمويله علي دخل المباريات وتبرعات الاثرياء من رجال الاعمال اضافة لذلك فان الاهلة يعتزون كثيرا بشعار الله الوطن الهلال والذي يرمز للايمان بالواحد الاحد ورافع السماء بلا عمد ،وللارتباط بالوطن والتضحية من اجله بكل مرتخص وغالي ،والتمسك بأهلية وديمقراطية الحركة الرياضية والتي تعني ان الهلال نادي نشاطه اهلي بعيد عن أي تدخل حكومي ويتم اختيار مجالس ادارته بالانتخابات الحرة المباشرة عبر ممارسة ديمقراطية يدلي فيها الاعضاء باصواتهم بعيدا عن أي ضغوط او اغراءات، فليس هناك ما يضير الهلال اذا قدمت الدولة المساعدة للمريخ ممثل الوطن في البطولة الافريقية وهو يعاني من ازمة مالية حادة اثرت بشكل مباشر على اداء الفريق ودفعت بعض اللاعبين للتوقف عن ممارسة نشاطهم لعدم حصولهم علي مستحقاتهم من متأخرات الرواتب والحوافز لذلك عندما يتعلق الامر بفريق يمثل الوطن تسقط كل الولاءات والانتماءات وتبقى مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات. * اكد بعض كتاب الهلال الذين ازعجتهم النفرة المريخية ان الاموال التي منحتها الدولة للنادي الاحمر هي اموال الشعب السوداني ولا ينبغي منحها لنادي واحد دون سائر الاندية وهو امر غير صحيح لان الدولة سبق ان دعمت الهلال والخرطوم الوطني والاهلي الخرطومي واهلي شندي والامل عطبرة اضافة للدعم الذي يقدمه ولاة الولايات لكل الاندية المشاركة في الممتاز كهلال كادوقلي وهلال الابيض وهلال ومريخ الفاشر والرابطة والمريخ كوستي والامل والاهلي عطبرة وبقية الاندية التي لولا دعم الدولة لها لما تمكنت من اعادة بناء فرقها وتجهيزها لمنافسة اندية الخرطوم والتفوق عليها في بعض الاحيان. * واذا كان الهلال هو هلال الشعب والاموال التي منحت للمريخ هي اموال الشعب فان الذي يمول المريخ هو الهلال سيد البلد والزعيم الحقيقي للامة بتاريخه الوطني والرياضي والاجتماعي والفني ويكفي انه الاول في كل شيء فهو اول نادي سافر خارج البلاد ورفع علم الوطن في مصر الشقيقة وهو اول نادي اسس فرق مسرحية وغنائية وكشفية وهو اول نادي كون فريقا لرائدات السلة في الستينات وهو اول نادي احضر فريق عالمي هو سانتوس البرازيلي بقيادة الملك بيليه في مطلع السبعينات وهو اول نادي سوداني يصل لنهائي بطولة الاندية الافريقية مرتين عام 87 و 92 وهو اول نادي سوداني يصل لنهائي البطولة العربية للاندية بتونس في عام 2002 وهو اول نادي تلقى لاعبيه الامير منزول والاسطورة جكسا عروضا للاحتراف بانجلترا والارجنتين وهو اول نادي يتم اختيار احد لاعبيه نجما لنجوم البطولة العربية وهو المدافع الفنان امين زكي وهو اول نادي يزور العراق في الثمانينات ويعامل رئيسه الطيب عبد الله معاملة رؤساء الدول وهو أول نادي كان منارة للآداب والفنون ويكفي ان كرومة كروان الوطن واحد اساطين الاغنية السودانية كان لاعبا بفريق الهلال العظيم و هو النادي الذي لم يتخلف يوما عن تلبية نداء الوطن منذ ايام الاستعمار وفي كل العهود الوطنية ليؤكد انه ليس نادٍ في وطن ولكنه وطن في نادي. * الدعم الذي قدمته الدولة للمريخ وهو على حافة الافلاس اكد ان هلال الشعب ليس في حاجة للدعم الحكومي لانه غني برجاله القادرين على ادارته مهما ارتفع سقف المنصرفات ووصل للمليارات شهريا فقبل الكاردينال كان هناك شيخ العرب يوسف احمد يوسف والامين البرير والحاج عطا المنان والارباب صلاح ادريس والمدهش عبد الرحمن سر الختم وحكيم الهلال طه علي البشير والراحلان العظيمان الطيب عبد الله زعيم امة الهلال وعبد المجيد منصور قاهر الظلام والآن تقدم الصفوف صابر الخندقاوي الذي اعلن ترشحه للرئاسة في الانتخابات القادمة وأكد جاهزيته لكل متطلباتها المالية والادارية، فالهلال لا يعيش ازمة قيادات او اموال في حالة استقالة أي رئيس او سقوطه في الانتخابات فيما يعاني المريخ من عدم وجود قيادات تمتلك الكفاءة والقدرة المالية لمنافسة جمال الوالي على الرئاسة منذ اكثر من 13 عاما وهذا هو الفرق بين الهلال الذي توجد به مئات الكوادر التي تملك كاريزما القيادة وبين المريخ الذي يظهر له قائد بقدرات جمال المادية والفكرية كل نصف قرن من الزمان.