* ما يمر به المريخ من مشاكل مالية هذه الأيام يجعلنا نخشى الهلال من ذات المصير، وبذات التفاصيل لإن الفرد مهما دفع وصرف من جيبه الخاص مسنوداً بدعم الحكومة سيجد نفسه مجبراً على التوقف والهروب، بعد أن أصبحت الرياضة في السودان طاردة ولا يوجد ما يشجع على الاستمرار، ولا بد من البحث عن وسيلة أخرى تجعل الأندية جاذبة للعمل والتضحية ونكران الذات؟ * برغم من أن السيد جمال الوالي رئيس نادي المريخ ظهر في موسم 2002 وحكم المريخ ل13 عاما ورحل الموسم الماضي من تلقاء نفسه بعد أن فتر من الصرف والدعم الذي لا ينقطع لم يجد المريخ بديلاً له وها هم المريخاب يطالبون الرجل بالعودة بعد أن فشلوا في إيجاد البديل المناسب لقيادة النادي، وعودة الوالي لن تكون هي الحل لأن الرجل سيجد نفسه مجبراً على الرحيل مرة أخرى وقد يكون بلا عودة. * من حقنا أن نخاف على مستقبل الهلال لأن أشرف الكاردينال الذي يصرف على النادي سيفتر هو الآخر عن الصرف خاصة في ظل تغيير موازين القوى الاقتصادية والارتفاع الجنوني للدولار، بجانب عدم وجود داعمين إلا الحكيم طه علي البشير رئيس النادي الأسبق الذي دعم المجلس ماليا قبل فترة، مما يؤكد أن الأمر بجد خطير وإن مستقبل الهلال في خطر وعلى جماهيره الانتباه. * صحيح إن الكاردينال فطن إلى ملف الدكاكين وقام برفع الإيجارات ولكن هذه الدكاكين لن تكون الحل الأمثل ولن تحل مشكلة الصرف في الهلال، لأن فريق الكرة يحتاج لأكثر من مليار ونصف في الشهر، وفي ظل عزوف الجماهير عن دخول المباريات وتراجع الدخل، فإن الكاردينال هو يتولى أمر الصرف الآن لأنه رئيس الهلال ولكن في النهاية سيتوقف حتى اذا امتلك مال قارون. * الحل الوحيد في الخروج من دوامة دعم الأفراد وربط الأندية بمصيرهم هو الاستثمار في الجماهير والهلال بشعبيته الكبيرة التي تتخطى الحدود وينافس بها أندية عريقة وكبيرة في الوطن العربي وأفريقيا، يستطيع أن يسير أموره ويعتمد على جماهيره اذا امتلكت هذه الجماهير عضوية النادي وحرصت على تسديد الاشتراك الشهري ومن المشاركة في اختيار أعضاء مجلس الإدارة الذين يستطيعون قيادة النادي بطريقة راشدة ويحققون الأحلام. * على جماهير الهلال أن تنهض وتبادر وتحرص على امتلاك بطاقة النادي، حتى يكون لها صوت مسموع في الجمعيات العمومية واذا حصل 100 ألف مشجع هلالي من جملة العشرين مليون الذين يشجعونه ودفع كل مشجع 10 جنيهات في الشهر فإن الهلال لن يحتاج بعد ذلك لدعم الدولة أو هبات المؤسسات ولن يربط مصيره بفرد واحد، وهذا ليس بالأمر الصعب لأن معظم جمهور الهلال يملك عضوية النادي التي تحتاج للتجديد فقط ومن يريد اكتساب عضوية جديدة فان أبواب النادي مفتوحة ولا يمكن أن يرفض المجلس منح أي مشجع بطاقة العضوية. * الأهلي المصري باسمه الكبير يعتمد فقط في تسيير أموره على اشتراكات جماهيره وحقوق الرعاية والبث ولا يعتمد على جيوب الأفراد والهلال لا يقل شأناً عن الأهلي، وهو صاحب الشعبية الأولى في السودان وجاذب للمستثمرين والرعاة وفي ظل مشروع الجوهرة الزرقاء الذي شارف على النهاية فان الباب أصبح مفتوحاً لجماهير الهلال لتساهم في دعم النادي عبر الاشتراك الشهري. * برغم من عدم منطقية المقارنة ولكن بايرن ميونخ الألماني هو النادي الوحيد في العالم الذي لا يحصل على قروض من البنوك لتسيير دولاب العمل فيه ويعتمد على اشتراكات جماهيره التي تكفي حاجته وتزيد وكذا الحال لدورتموند الذي يعتمد هو الآخر على اشتراكات أعضائه وشركات الرعاية، مما يؤكد أن الجمهور يستطيع أن يحل كل المشاكل المالية. * هروب رجال المال من العمل بالأندية مبرراً خاصة الهلال والمريخ ومن يعملون الآن يتحكمون في مصير النادي لأنهم يصرفون من جيبهم الخاص، وبالتالي ما يقومون به يبقى مقبولاً ومبرراً وعلى جماهير الهلال أن تساهم في دعم النادي عبر الاشتراكات الشهرية، خاصة بعد فشل مشروع تحويل الرصيد والدعم عبر الحسابات المفتوحة بالبنوك وإذا لم تشارك الجماهير في دعم الأندية مالياً سيأتي اليوم الذي لن نجد فيه من يوافق على العمل، وعلى جماهير الهلال أن تبادر وأتمنى أن تقوم قروبات الواتساب بهذا العمل وتبدأ ضربة البداية وتشجع كل الجماهير على اكتساب العضوية لأن الهلال بدون جماهيره لا يساوي شيئاً والجماهيرية ليس تواجداً في المدرجات ولبس الشعار بل المساهمة بالمال حتى يكون له دور في صناعة القرار.. والسلام.