مدرب شباب نادي الخريطيات القطري يفتح النار في حوار مثير مع قوون اختبارات ميشو لاربعة محترفين أفارقة تفوح منها رائحة السمسرة مازدا يمضي بنحاح مع الصقور وقدامي لاعبينا مظلومون من الاتحاد ثنائي الخريطيات الشاب طموحاته قيادة العنابي في كأس العالم
تصوير أشرف كامل
كابتن خالد احمد علي الشهير ب(خالد حلبي) نجم النيل الخرطومي الموهوب السابق ولاعب منتخبنا (ماسا) الوطني للناشئين الذي مثل السودان في ايطاليا والمدرب الحالي بمراحل الفئة العمرية بنادي الخريطيات القطري والذي احترف لمدة أربع سنوات قبل ان يتحول الي مدرب بالنادي يعتبر من الكفاءات السودانية واحد الطيور المهاجرة التي تعمل بدول الخليج وصل السودان خلال اليومين الماضيين في اجازة قصيرة سجل من خلالها زيارة لقوون ، واستغلت الصحيفة وجوده واجرت معه حوارا مثيرا تحدث فيه عن مختلف الامور والقضايا الفنية التي تتعلق بتطور كرة القدم السودانية والعربية والخليجية على وجه الخصوص , حيث تحدث حلبي بجرأته المعهودة وثقافته الرياضية التي اكتسبها بفضل الاحتراف ومهنته كمدرب حيث طرق جوانب مهمة وحساسة في غاية الأهمية ، معا نتابع حديث حلبي الساخن الذي فجر من خلاله قنابل مدوية فيما يتعلق بانتقالات اللاعبين في أندية القمة الهلال والمريخ ، فالي مضابط الحوار عبر المساحة التالية..
ابتدر كابتن خالد حلبي مدرب الفئات العمرية حديثه متطرقا لعمله كمدرب بنادي الخريطيات ، قائلا ان الخريطيات يعتبر من الاندية العريقة بدولة قطر الشقيقة ، وبفضله حصلت على شهادات قيمة (C) و(B) و (A) من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وتدرجت فيه لاعبا محترفا لمدة اربع سنوات بعدها تحولت لمهنة التدريب وتم تكليفي بالاشراف على المراحل السنية وهذه مهمة صعبة واستعد الآن لعمل دبلومة في علم التدريب كمدرب محترف ببريطانيا ، وهذا ما يشغل تفكيري الآن وما حصلت عليه يعتبر قفزة هائلة في مسيرتي التدريبية .
انجازات مرئية
واكد المدرب خالد حلبي انه يفتخر بما حققه من انجازات مرئية تتحدث عن نفسها بالفريق الاول و الناشئين والشباب بنادي الخريطيات ساعده على النجاح فيها توفر البنيات التحتية والامكانيات المادية التي ساهمت في تطوير مستوى كل الاندية القطرية ، حيث تم تخريج اكثر من ثمانية لاعبين من مدرسة الخريطيات ابرزهم عبد الرحمن عرفة وصالح علي صالح اللذان يلعبان بمنتخب الناشئين ، واتوقع ان يكونا مستقبل قطر وسيقودان العنابي في كأس العالم 2022م لانهما يتميزان بكل مقومات لاعب كرة القدم. وكل هذا يعود الى نادي الخريطيات. فادارته كانت حريصة على صناعة لاعبين على مستوى عال بقيادة الشيخ حمد بن تامر وخليفة بن تامر واحمد بن تامر.
الخريطيات يمضي في السلم
امتدح المدرب خالد حلبي نادي الخريطيات قائلا ان يملك فريقا متطورا بفضل ادارة واعية تعرف واجباتها وبفضل ذلك استطاعت ان تصنع فريقا جيدا مؤسسا بطريقة علمية ومدروسة وذلك بفضل الوعي الاداري ، وحديثي هذا ليس بسبب انتمائي لنادي الخريطيات الذي قفز في السنوات الاخيرة الى ترتيب متقدم في روليت الدوري القطري ، ويمر الآن بأحسن حالاته حيث شارك في المنافسات الخليجية بعد الحصول على المركز الثالث.
ويضم الفريق في صفوفه محترفين كبار على رأسهم النيجيري يحيى كيبي ، والمدافع المغربي جمال ، والنيجيري بحريني الجنسية (جيسيون) ، وفي عملية الاحلال والابدال انهى النادي التعاقد مع المدرب الفرنسي سيموندي الذي يشرف على تدريب المنتخب القطري الاولمبي بالاضافة للثنائي الموزمبيقي داريوكان ، والعراقي عبد الزهرة.
القمة اتصلت بداريوكان
وسألنا المدرب خالد حلبي عن صحة اتصالات القمة بداريوكان ، فقال ان اتصالات القمة به حقيقة لا ينكرها احد، فقبل خمسة اشهر من نهاية عقد اللاعب اتصل جمال الوالي رئيس نادي المريخ بشخصي الضعيف مع النادي طالبا التعاقد مع اللاعب بصورة رسمية ، واستفسر عن المدة المتبقية له مع الفريق ، وقد تحدث الوالي مباشرة مع اللاعب داريوكان عبر هاتفي وبعد ايام قلائل اتصل رئيس مجلس ادارة نادي الهلال الجديد الامين البرير بذات الخصوص طالبا خدمات اللاعب.
ولكن يبدو ان القمة قد طلبت داريوكان اداريا ورفضته فنيا لان رئيسي الناديين اجريا اتصالات مباشرة ورفضه الطاقم الفني بالفريقين ، البدري وميشو ..
وفي اعتقادي كلاعب ومدرب ان داريوكان يعتبر افضل لاعب ، وكعنصر جاهز بدنيا وفنيا يمكن ان يفيد الهلال بدوري الثمانية لان الوقت الذي طلب فيه الهلال والمريخ كان ليس وقت تجريب او اختبارات لاعبين جدد واحترمت وجهة نظر اللاعب الذي قال انه اذا ما عاد للسودان سيلعب للهلال لانه عاش اجواء الازرق داخل وخارج الميدان ، وكان يبدو عليه التعلق بجماهيريته الطاغية.
ميشو ظاهرة جديدة في الهلال
واستطرد المدرب خالد حلبي في حديثه قائلا ان مدرب الهلال ميشو الذي فضل عملية اختبار اللاعبين الافارقة على الاسماء الجاهزة رغم تدخلات الادارة حسب علمنا الا انه كان يبحث بنفسه عن لاعبين يكون تسجيلهم على يديه في صورة تشبه عملية (السمسرة) ، وكنا مسؤولين عندما اختبر الهلال اللاعبين (الكنغولي ، اليوغندي ، المالي) ، رغم ان الهلال فريق تعدى هذه المراحل بحكم عراقته وصيته الذائع بعد ان تم تصنيفه من ضمن الاندية الكبيرة في القارة والتي يبحث عنها اللاعبون ، ولا يبحث الهلال عنهم ، ولكن ابى المدرب ميشو الا ان يحضر لاعبين بمواصفات اقل من قامة الهلال بصورة مثيرة للدهشة.
قدامى لاعبينا مظلومون
دافع المدرب خالد حلبي عن قدامى لاعبي السودان الذين اعتزلوا الكرة وقال انهم اصبحوا مهمشين من انديتهم خاصة نجوم الاندية الكبيرة على رأسهم نجوم الهلال والمريخ والذين مثلوا السودان في المحافل الدولية. واصبحت تتخطاهم حتى الوظائف الصغيرة في انديتهم التي بذلوا من اجلها واعطوا وحققوا انجازات ساهمت في كتابة تاريخ هذه الاندية.
وطالب حلبي هذه الاندية والاتحاد العام بمكافأة هؤلاء اللاعبين المظلومين حتى تستفيد الكرة السودانية من خبراتهم.
الخريطيات اهتم بتأهيلي
قال خالد حلبي ان نادي الخريطيات القطري والاتحاد القطري قد ساهما بقدر كبير في تأهيله كمدرب حيث حصل على ارفع الشهادات في مجال التدريب في الخارج ، حيث قال انه لم يدفع (مليما واحدا) وقال انا سوداني ولست قطريا وفي أية لحظة يمكن ان اخرج من قطر ، وتلك النجاحات تتحقق بفضل ان الاندية والاتحاد يعملان بتفاهم وتناغم وانسجام ، ويهتمان بصورة كبيرة بتطور الكرة القطرية وليس المصلحة الشخصية.
اداريون لا يفقهون
وتساءل خالد حلبي بقوله ان الكرة السودانية لن تتطور ما لم يتطور الفهم في كيفية الادارة ، وتأسف بشدة قائلا ان الهلال والمريخ يمثلان القدوة في الكرة السودانية وما زال هناك اداريون لا يفقهون في كرة القدم شيئا ، ولكنهم يتدخلون في تشكيلة الفرق وخطط اللعب ، ومجاملة لاعبين بعينهم وهي الطامة الكبرى التي اقعدت الكرة السودانية التي ما زالت تدور في حلقة مفرغة ، متمنيا ان يدرك المسؤولون في الاجهزة الرياضية والشبابية ذلك من اجل مصلحة الكرة في البلاد.
عقدة المدرب الاجنبي مؤثرة
واسترسل خالد حلبي في حديثه قائلا انه ما زالت عقدة المدرب الاجنبي في الكرة السودانية تسيطر على الاندية ، وقال ان المدرب الاجنبي وحده كإضافة لن يطور الكرة ما لم تكن هناك اكاديميات ومعينات ومعسكرات مبرمجة بطريقة علمية ، وضرب مثلا بالمدرب السوداني مازدا وقال انه حقق ما عجز عنه (الخواجات) واستطاع ان يقود السودان لنهائي امم افريقيا بغانا وظل يجتهد مع ابنائه اللاعبين في التصفيات الافريقيات من اجل التأهل للنهائيات بغينيا والجابون.
السودان غني بالموارد
وفي رده على سؤالنا حول كيفية تحول مفهوم الكرة السودانية قال المدرب حلبي ان الكرة السودانية مشكلتها معروفة لكل انسان خارجيا وداخليا ، مؤكدا ان السودان قطر ملئ بالموارد والامكانات والمواهب التي تحمل المهارة والقوة البدنية ، ولكن يبدو ان المسؤولين بادارات الاندية والاتحادات يفضلون هذا الاسلوب غير المرتب في تأسيس بنيات تحتية واقامة مدارس سنية والتي توجد حتى في افقر الدول من حولنا والتي قفزت بفضل الاهتمام بالتدريب الحديث والتهيئة السليمة ، مثل تنزانيا والسنغال التي تملك اكبر اكاديميات الكرة وشكلت نقلة في تاريخها الكروي بعد ان ساعدت لاعبيها في الدخول للدوريات الاوروبية.
دور الاتحاد غائب
وذكر المدرب حلبي ان هناك اعداء للنجاح من الاداريين في الاندية الذين لا يعرفون مهامهم ويتغولون على صلاحيات وحقوق ومكتسبات قدامى اللاعبين ، مؤكدا بانه تحسر جدا لمنع قدامى اللاعبين من الدخول لانديتهم لممارسة حقوقهم ، وهذا ما يؤكد بانهم محاربون من اولئك الاداريين الذين لا يقدرون تاريخ وعطاء اللاعب ، وهذا ما يؤكد ان دور الاتحاد غائب في الاهتمام باللاعب وتأهيله فنيا عبر الكورسات التي يفشل بعض اللاعبين في الالتحاق بها نسبة للظروف المادية وبإمكان الاتحاد ان يدفع نثريات الكورسات المحلية والتي تعتبر مبالغ زهيدة يمكن ان يستقطعها بعد ذلك بالكيفية التي يراها مناسبة.
المراحل العمرية هي الاصعب
وذكر مدرب المراحل السنية بالخريطيات الكابتن خالد حلبي ان مراحل صناعة اللاعب في الاكاديميات تعتبر هي الاصعب بالنسبة للمدرب، حيث يعتبر اللاعب صغير السن عجينة تحتاج لمن يصنعها بعقل متطور وصدر اوسع وبارع في توصيل المعلومة شفهيا وعمليا.
وهناك مهارة فطرية واخرى مستمدة في اللاعب الناشئ وتطويرها يعتبر من اهمية المدرب الذي يشرف على هؤلاء الصغار ، وشخصيا اجد المتعة في تدريب الصغار ، هذه الوظيفة التي لا يستطيعها كل مدرب ، بوصفي كنت لاعبا مهاريا يستخدمني المدربون في التنفيذ والآن جاء دوري لأعكس هذه المهارات في التهديف والمراوغة وتمرير الكرة بصورة صحيحة حتى يتعلم النشء ذلك.