متى نشاهد انديتنا ومنتخبنا وهم يعتلون منصات التتويج الافريقية والعالمية؟....هل سقف وطموح انديتنا السودانية وقف عند احراز البطولة المحلية؟! حال الكرة في السودان اصبح لغزا محيرا جداً ولم نجد له تفسيرا على الرغم من ان كرة القدم تعتبر اكثر الالعاب تطورا والأكثر شعبية ومشاهدة في كل العالم وتجد اهتماما كبيرا على مستوى الدولة من حيث المنشآت والاستادات والاهتمام بدعم الأندية والمنتخبات لما تقدمه من انجازات والقاب كل هذا يحسب الى الدولة من حيث السمعة ودعم خزائنها وتصبح مفخرة لها لذلك اصبحت كل الدول تولى اهتماما كاملاً على تطور كرتها من اجل تحقيق افضل النتائج والألقاب.التطور في كرة القدم اصبح ملحوظا في كل الدول بصورة واضحة ومع كل هذا تظل كرة القدم السودانية دون تطور ودون انجازات هنا يكمن السؤال لماذا نحن على هذا الحال الي الآن؟ هل المشكلة من الدولة ، أم من الاتحاد العام ، أم من اداريي الأندية ، أم من اللاعب السوداني؟! على صعيد المنتخب الوطني .. منذ انشاء بطولة كأس الأمم الافريقية عام 1957م تأهل المنتخب السوداني الى النهائيات ثماني مرات فاز المنتخب في احدها وهي عام 1970م وكنا نملك حين ذاك منتخبا قويا يصول ويجول في كل الملاعب وبعدها وقف المنتخب على ذلك وظل ساكنا طوال هذه السنين لم يقدم ما يشفع له لكي يشارك في النهائيات وبعد هذه المدة وصل المنتخب اخيرا الى نهائيات 2008م بغانا كانجاز فريد ومجهود جبار شارك المنتخب في النهائيات ولكن سرعان ما وقف قطاره نتيجة الى فارق الامكانيات المستويات بين اللاعبين وخرج من البطولة بطريقة محزنة جداً وقف المنتخب عن المشاركة منذ 2008 ويأتي هذا العام ليعيد التاريخ نفسه وبعد ثلاثة اعوام يتأهل المنتخب الى نهائيات 2012م بغينيا والجابون تأهل جاء بعد عناء وشق الأنفس وبحسابات مختلفة ومن ثم شارك المنتخب في بطولة ال جي الدولية بالمغرب قدم عرضا سيئا واداء غير مقنع وكان من اضعف الفرق وخرج بهدف وحيد من مباراتين.
المريخ .. وعلى صعيد البطولة الافريقية وخلال مشاركته نجده انه حصل على كأس مانديلا عام 1989م في نظامها القديم وكاس سيكافا عام 1983 وبعدها وقف عند مكانه ولم يتقدم ودائماً الخروج من التمهيدي او الدور الاول واقصى حد وصل اليه دور المجموعات.
الهلال .. وعلى الرغم من انه لم يحصل على الكأس ولكنه ظل مشاركاً باستمرار في البطولة الافريقية وصل الي النهائي مرتين عامي 1987 و1992 ووصل الي دور المربع الذهبي اربع مرات ولكنه دائماً ما يخرج من هذا الدور دون الوصول الى النهائي وتحقيق الكأس ..
على الرغم من ان انديتنا تصرف مليارات الدولارات في جلب المحترفين والاجانب ولكن دون دراسة ودقة ورؤية فنية لذلك لا يقدم اللاعب المستوى المطلوب ولا يفيد الفريق يعني اموال طائلة تهدر على الفاضي..
الدوري السوداني من اضعف الدوريات ودون المستوى وعلى الرغم من كثرة الاندية التي تشارك وبعضها يمثل في بطولة الكونفدرالية الى انه مازال كأس الممتاز ينحصر بين ناديي القمة دون وجود منافس لهما وحتى الفرق بين المركز الثاني والذي يليه يكون كبير جداً.
اسباب كثيرة ادت الى وقوف الكرة السودانية عند حالها دون تطور منها:
الاتحاد العام لكرة القدم .. هو المسئول عن النشاط الرياضي وتطوير كرة القدم السودانية واصدار القرارات ولكن وزارة الرياضية في السودان ماهي الا تكملة عدد ليس الا اصدار قرارات دون تنفيذ منذ سنين ونحن نسمع بانشاء مدينة رياضية ضخمة وعلى احدث مستوى اين هي الآن ولماذا لم تر النور الى الآن؟ هل الانشاء يستغرق كل هذا الزمن ام هو تقصير وتهميش من قبل الوزارة .. الاتحاد العام قراراته هشة وضعيفة ولا يقدر على حسم الامور بكل حنكة واقتدار ولا يقدر على مواجهة المشاكل والصعاب ، هو المسئول من تحقيق الانجازات والبطولات وفق التخطيط السليم بفكر منهجي وواقعي حسب المعينات الموجودة والتي تساهم في تطبيق الفهم السليم وفق القواعد والنصوص التي تحكم الادارات الرياضية في انحاد العالم ، لماذا لا يتم الجلوس والتفاكر والتشاور بعد انتهاء كل موسم رياضي والعمل على تقييم الموسم من كل الجوانب ودراسة كل عثرات الماضي ومعرفة اسباب الاخفاق على مستوى الاندية والمنتخب حتى نبدأ الموسم الجديد أكثر تطوراً وتعم الفائدة على الجميع.
الدوري السوداني المقلوب وهو من مهمة الاتحاد السوداني بالنسبة للبرمجة هل تتناسب مع المشاركات القارية؟ دائما ما نجد المشاركة في التنافس الافريقي بعد نهاية الموسم التنافسي الداخلي او عند مشارفته على الانتهاء مما يجعل اللاعب السوداني في حالة بدنية مرهقة نتيجة للارهاق والجهد المبذول وهي مشكلة كبيرة ودائماً ما تعاني الأندية المشاركة في البطولات الافريقية من البرمجة الضاغطة لذلك لابد من تغيير النظام المتبع.
ادارة الاندية .. على الرغم من ان كرة القدم اصبحت علما يدرس وحرفة تحترف ولها اسس وقواعد يعمل بها وبفكر عالي ولكن في السودان تدار الاندية بطريقة عشوائية جداً فهم بدون فهم والألمام بكل خبايا كرة القدم ، اصبحت تعتمد على المال فقط دون الاهتمام بالاشياء الاساسية ، كل من لديه مال يريد ان يدير نادي لذلك دائماً ما نجد المشاكل والخلافات بين الاعضاء ، الكل يريد ان يشتهر ويصبح نجما الكل يعمل من اجل مصالحه الشخصية ، لا توجد منهجية محددة ودراسة دقيقة ووفق استراتيجيات وخطط سليمة وهذا ما جعلها تكون خصما على انديتنا ، المال وحده لا يحقق البطولات والانجازات.
اللاعبون .. اللاعب السوداني لا يملك ثقافة النهائيات والفوز ليس لديه طموح ولا يعمل على تطوير نفسه ، غير مسؤول وعدم الثقة بالنفس واستهتار ، لاعب لا يلتزم بالبرنامج الموضوع له نجد البعض منهم يغيب عن المعسكر والتدريبات دون سبب مع السهر حتى الصباح ، لا يهتم بصحته البدنية والمحافظة علي لياقته وايضاً عدم الغيرة على الشعار سقف طموحه لا يتعدى سوى البطولة المحلية او المشاركة في البطولة الافريقية دون طموح الوصول الى النهائي والحصول على الكأس.
الاعلام .. تضخيمه للأمور والتمجيد والتطبيل لمن يستحق ومن لا يستحق واثارة الفتن والكراهية والبغضاء بين الأندية ، الكل يريد ان يمجد فريقه دون اظهار نقاط الضعف والوقوف عند مستوى اللاعبين ، إعلام كل يوم يثبت انه فاشل.
مشاكل واسباب عديدة يجب الوقوف عندها وعمل ندوات واقامة الورش للمناقشة كل المشاكل والعقبات والسلبيات بكل شفافية ووضوح ومعرفة اسباب الفشل ومواطن الخلل والضعف وايجاد الحلول السليمة وفق رؤية فنية ومنهجية ووضع الاستراتيجيات والخطط.
لكي يتم النهوض بالكرة السودانية يجب الاهتمام بالاتي:
1- تغيير الاتحاد العام الحالي وتعيين اعضاء علي قدر عالي من الفكر والاحترافية.
2- الاهتمام بالبنيات التحتية والمدارس السنية والبراعم والناشئين وتوفير مدارس لهم مع تجهيزها بكل المعينات واساتذة بخبرة عالية وانشاء استادات ذو سعة كبيرة ومجهزة باحدث طراز.
3- الطبيب النفسي وجوده مهم جداً مع كل فريق وله دور اساسي من حيث معرفة الحالة النفسية للاعب وتهيئته لخوض المباريات والتخفيف من التنشنة وعدم الاتزان قبل المباراة.
4- طبيب التغذية .. ويكون مسؤول عن النظام الغذائي للاعبين وبرنامج التغذية والوجبات المناسبة وموعد الوجبات يعني العمل على برنامج غذائي متكامل.
5- توجيه مسار الالة الاعلامية ووضع شروط وضوابط يعمل بها الاعلامي واتخاذ العقوبات اللازمة في حالة الخروج عن النص والقواعد والتشهير.
6- مدرب اللياقة البدنية .. ويكون على قدر عالي من الكفاءة والخبرة..
في الختام نتمنى ان نشهد تطور للكرة السودانية بشكل افضل والاهتمام بها بصورة كبيرة حتى نحقق البطولات والانجازات على صعيد المنتخب الوطني والاندية.
