شعور بالرضى عن اداء المنتخب السوداني عم الشارع الرياضي في الفترة الأخيرة .. ورغما عن بعض الأصوات ( النشاذ ) إلا أننا ومنذ فترة طويلة لم نجتمع على شيء كما نجتمع هذه الأيام ونقف بقلوبنا ومشاعرنا مع صقور الجديان في نهائيات غانا والجابون .. ! قلت لمحدثي أمس : ليس هنالك اجمل من أن يتصدر المنتخب العناوين الرئيسية لصحفنا الرياضية وبعض الصحف السياسية .. وتأخذ أخبار المنتخب حيزا محترما جدا في صفحات الصحف رغما عن العدد القليل من الصحفيين الذين رافقوا المنتخب إلي غينيا والجابون .. وفي هذا الغياب محمدة بلا شك .. فأنا على قناعة ان التواجد الكثيف لممثلي الصحافة الرياضية يأخذ الكثير جدا من تركيز اللاعبين .. فمن صرح لفلان ولم يصرح لعلان ( دقس ) .. ومن التقط صورة مع مراسل إحدى الصحف ولم يلتقط نفس الصورة مع مراسل الصحيفة المنافسة .. يشيل شيلتو .. فنحن وللأسف الشديد لا نتعامل مع الأشياء بمهنية .. رافقت بعثات صحفية من قبل وشاهدت كيف يكسل البعض حتى عن كتابة التقارير اليومية فيلجأ إلى زملائه لإرسال نسخة بها قليل من الإختلاف من نسخة كاتبها إلى صحيفته ..!! المهم نعود لموضوعنا الرئيسي وهو الإجماع الكبير للشعب السوداني وإلتفافه حول المنتخب .. فكرة القدم هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يوحد مشاعر الملايين ممن يختلفون في لغاتهم وأديانهم و إنتمائهم الديني والقبلي .. وليت الدولة تعلم هذا السر .. إذا لما بخلت أبدا في الصرف على كرة القدم وكل الرياضات الجماهيرية حتى تجمع الناس جميعهم في قلب رجل واحد في زمن تمكنت فيه الحزبية من تقسيم القلوب وتشتيت المشاعر ..!! نمارس هذه الأيام التحضر بعينه ونحن نشجع منتخب بلادنا .. وللمعلومية فإن من التحضر أن تشجع منتخب بلادك وتسانده وتهتف وتشجع كل من يرتدي قميصه .. اما التخلف الذي (خلقه الله ) يتمثل في تلك العصبية البغيضة للاندية المحلية التي تتحكم في مشاعرك تجاه منتخب بلادك .. وإني لأرثى لحال أولئك الذين قالوا أن بشة ( لاعب الهلال ) هو من احرز هدفي التعادل ونسو أن بشة ( لاعب المنتخب ) هو من احرز الهدفين بمساعدة زملائه ..!! اليوم مباراة أبطال النيلين المصيرية امام منتخب بوركينا فاسو الذي قدم هو الآخر مستواً رفيعا أمام منتخب ساحل العاج وخسر بهدفين أحدهما هدف عكسي نتج عن سوء التفاهم بين المدافع وحارس المرمى .. ! وبغض النظر عن كل شيء فإن خصم منتخب صقور الجديان اليوم ينبغي ان نحترمه وان نتعامل معه بكل حذر سيما وان جرح الخروج من الدور الأول يحتاج على الأقل لثلاثة نقاط لكي يبرأ ويتوقف ألمه ..! منتخبنا وبحمد الله أصبح الآن يمتلك اللياقة المعنوية والفنية اللازمة للتعامل مع هذه المباراة التي اعتقد أنا أنها من أصعب مبارياته في هذه البطولة .. ولا يكمن السبب فقط في ان الخصم سوف يسعى بكل قوة لتعويض خروجه من البطولة بالحصول على نقاط هذه المباراة .. ولكن لأن تركيز لاعبي منتخبنا ربما يكون مقسوما ما بين ملعب مباراتهم أمام بوركينا فاسو .. وملعب مباراة ساحل العاج وأنجولا .. وهنا نتمنى ان يكون الجهاز الفني قد وجه لاعبيه بعدم التفكير أبدا في المباراة الثانية التي تجري في نفس التوقيت والتركيز فقط فيما يليهم على ملعب المباراة .. فخسارة ساحل العاج أو تعادلها مع انجولا .. أو حدوث أي تواطؤ لا قدر الله لن يلفت نظر المراقبين طالما خسر منتخبنا مباراته أمام بوركينا فاسو أو حصل فقط على التعادل فيها .. !! ينبغي علينا ان نعلم تماما أن حصول اللاعبين على أي اخبار من الملعب الثاني أثناء أدائهم لمباراة بوركينا فاسو سوف يخصم كثيرا جدا من تركيزهم .. يجب أن ننسى أمر المباراة الثانية وأن لا نأبه بما يحدث في ملعبها طوال زمن مباراة السودان .. نرجو ونتمنى ان يعمل الجهاز الفني جاهدا لكي يعزل أولادنا عن المباراة الثانية .. وفي ذلك خير كثير إن شاء الله ..!! رسالة مهمة نرغب في أن نوصلها لأبطال النيلين في تلك الدولة الإفريقية البعيدة .. حتى وإن لا قدر الله جاءت الريح بما لا تشتهي سفننا وخسرت ساحل العاج وهو امر وارد .. أو تواطات لصالح انجولا وهو أمر وارد أيضا فإن حصول منتخبنا على نقاط بوركينا فاسو كاملة وخروجه من البطولة بأربعة نقاط سوف يزيد من إحترمنا وتقديرنا لكم .. فما قدمه المنتخب من مستواً رفيع لفت انظار كل المراقبين وإحراجه لمنتخبات ساحل العاج وأنجولا المدججة بمحترفي الدوريات الأوربية وحصوله على اربعة نقاط من هذه المجموعة الصعبة هو إنجاز في حد ذاته إذا ما نظرنا للإهتمام الضعيف من قبل الدولة والإمكانيات المتواضعة التي يدار بها المنتخب ..!! إنتو بس ( فوسو ) لينا علي بوركينا فاسو .. ونحن بنعتبركم متأهلين .. ولله جد . داخل الإطار نحن جند الله جند الوطن إن دعى داعي الفداء لن نخن نتحدى الموت عند المحن نشتري المجدً بأغلى ثمن هذه الأرض لنا .. فليعش سوداننا علما بين الأمم يا بني السودان هذا رمزكم يحمل العبء ويحمي أرضكم والأرض التي هي لنا هي إفريقيا التي علمناها كرة القدم .. وكنا من أوائل من مارسها وحقق بطولاتها .. وحق لنا أن يكون منتخبنا علما بين ( الأمم ) الإفريقية والعربية جميعها قف : فاسو .. وأخد مقاسو