لا تدفنوا رؤوسكم في الرمال وابحثوا عن اسباب عنف الملاعب!! ظلت الصحافة الرياضية تتعرض للهجوم اللاذع من قبل كل من تتاح له فرصة الاطلالة عبر احد الاجهزة الاعلامية من قنوات فضائية أو محطات اذاعية أو حتى صحف ، ففي الاسبوع الماضي شن كل هؤلاء غضبهم والهبوا ظهور الصحافة الرياضية بسياط نقدهم غير الموضوعي وغير المؤسس متهمين اياها باثارة الفتنة والتأجيج لنار الخلافات بين جمهوري العملاقين الهلال والمريخ مما ادى للاحداث التي صاحبت لقاء القمة الأخير متناسين عمداً ومع سبق الاصرار والترصد ان احداث العنف في ملاعبنا ليست قاصرة على مباريات الهلال والمريخ معاً او مع الفرق الاخرى والتاريخ القريب والقريب جداً يحدثنا عن احداث عنف صاحبت مباريات دوري الدرجة الاولى بدار الرياضة بام درمان وبالأمس القريب اشتعلت الاحداث في كريمة في المباراة التي جمعت اتحاد نوري بهلال كريمة وهنالك ايضاً الاحداث التي صاحبت المباراة التي جمعت الاهلي شندي بالنيل الحصاحيصا وغيرها الكثير المثير الخطر الذي لا يتسع المجال لذكره. فهل كانت الصحافة الرياضية هي القوة الدافعة والمحركة لكل هذا العنف؟! مالكم كيف تحكمون!! سادتي النقد الموضوعي يتطلب وبالضرورة البحث عن جذور المشكلة والتحديات الماثلة مع وضع مقترحات للحلول الناجعة وعليكم البحث عن الاسباب الحقيقية التي جعلت هذا الجمهور الرياضي يميل الى العنف بدلاً عن البحث عن شماعة جاهزة هي الاعلام الرياضي المفترى عليه .. الاعلام الرياضي ظل وعلى الدوام يعمل في ظروف بالغة التعقيد يصل العاملين به ليلهم بنهارهم حتى يملكوا القارئ الكريم والمحترم كل الحقائق غير آبهين بحرارة الصيف او زمهرير الشتاء .. ظلوا يرافقون الاندية والمنتخبات في حلها وترحالها في الاحراش الافريقية معرضين حياتهم للخطر في كثير من الاحيان وحين تفرض عليهم ظروف العمل الجلوس على مدرجات بها مشجعين متعصبين لانديتهم ولا يرحبون بالغرباء .. لقد حدث هذا في مالي ونيجيريا والكنغو وغيرها من الدول. لقد ظل البعض من العاملين في الصحافة الرياضية ودون وعي وللأسف الشديد يحرضون اجهزة الدولة على الاعلام الرياضي .. يطالبون برؤوس الزملاء وصحفهم ولهؤلاء نقول ان التاريخ لا يرحم وان الكلمة المكتوبة تبقى لمئات بل آلاف السنين .. هذه الصحف يعمل بها عمال وموظفون غير الزملاء من الصحفيين فلماذا تعملون على تشريد اسرهم أم انكم لا تنظرون ابعد من ارنبة انوفكم؟ عليكم دائماً ان تنظروا الى الجزء الملئ من الكوب .. والصحافة الرياضية بها الكثير من الاشراقات فقد اسهمت هذه الصحافة الرياضية المفترى عليها في الترويج لكرة القدم السودانية حتى باتت تجد الرعاية من الشركات والكيانات الاقتصادية الكبرى العاملة بالبلاد وقد اسهمت في تأهل منتخبنا الوطني الى النهائيات الافريقية مرتين في غاما 2008 وغينيا الاستوائية والجابون في 2010م بعد غياب دام لأكثر من ثلاثة عقود وهاهو الهلال ظل زبوناً دائماً لنهائيات البطولات الافريقية وحالياً ثلاثة فرق سودانية هي الهلال والمريخ والاهلي شندي تنافس في دوري المجموعات لبطولة الكونفدرالية الافريقية وبعد كل هذا يتحدثون عن سلبيات الصحافة الرياضية ويغضون الطرف عن ايجابياتها الكثيرة والمتعددة والظاهرة لكل ذي بصر وبصيرة.