الشارع الاثيوبي ...مازال يترقب مباراة المنتخب السوداني مع نظيره الاثيوبي بشيء من (التوجس والشحن الاعلامي الكبير). بدأ بعض (التوتر) يسيطر على الكثير من السودانيين في اديس ابابا. غير ان الطرب والموسيقي لا تغيب عن الاثيوبيين حتى في ظل اتجاههم الرياضي هذا في احدي الكافتريات ..يصدح الفنان كمال ترباس ب (الناعسات عيونو عيون الصيد)..ويطرب الاثيوبيون لذلك الشدو كل الطرب. يطلبون الشية والمحدقات والزغني ..ويلتهمون هذه الوجبات وهم يستعمون لكمال ترباس وهو يغني (الناعسات عيونو). الاحباش ..لا يحبون السكريات ..ولا يتناولونها ..وسكرهم مقارنة مع السكر السوداني لا طعم له. لذا من النادر ان تجد الاثيوبيين في حالة من حالات البدانة التى اصبحت المشترك الاعلي للناس في العالم. مع اتجاههم الموسيقي ذاك ..تأتي مباراة السودان واثيوبيا في اجواء مشحونة ..مع التوجس والشحن الاعلامي الكبير الذي ينعكس سلبا على تصرفات الناس. يبقى التوجس والشحن الاعلامي الكبير منذرا بالكثير من المخاوف. توجس من قبل المنتخب السوداني ...وشحن اعلامي من جانب المنتخب الاثيوبي. غير ان كل التوجس ..وكل الحذر ..يتلاشي تماما في بساطة الشعب الاثيوبي وفي حبهم للسلم ...والهدوء. تغيب الاصوات العالية في شوارع اديس ابابا ..وفي عربات نقل الركاب ..اذ لا تسمع لهم صوتا ..إلا في اشارة خافتة. يكتفون في مجمل خطاباتهم على (الاشارات) ..لذلك فان الهدوء هنا ..شئ يدعو الي الطمأنينة والسلام. هذا لا ينفى وقوع الكثير من عمليات النصب والاحتيال ...لكن حتى طريقتهم في الاحتيال تختلف عن طريقة الاخرين ..فهم لا يتخلوا عن (هدوئهم) حتى في الاحتيال.% في شوارعهم من النادر ان تسمع صوت (البوري)..واذا سمعته بالغلط يبقى في الغالب الاعم ان يكون ذلك الصوت صادرا من (اجنبيا). لذا احسب كما اشرنا في مكان اخر ..ان المباراة سوف تخرج في منتهى الهدوء ..رغم الضغط الاعلامي والشحن الذي يمارسه الاعلام الاثيوبي منذ فترة. ورغم تخوف السودانيين في اديس ابابا ..بعد التحذيرات التى وصلت اليهم من زملاء العمل. المباراة سوف تخرج الي بر الامان ..ولن تقع احداث تخرج عن الخلق الرياضي الذي يتوافق تماما مع الخلق الاثيوبي هذا ما شعرنا به ونحن نتابع مران المنتخب الوطني في ملعب المباراة امس قد يكون الحضور الامني والشرطي الكبير ..ووجود رجال الاتحاد الافريقي والفيفا في الاستاد يوحي ان المباراة مباراة تسيطر عليها المخاوف ..وإلاما وجدت كل هذا الاهتمام والترتيبات الامنية الدقيقة. ان مباراة المنتخب الاثيوبي والمنتخب السوداني المؤهلة الي (جنوب افريقيا) كأس الامم الافريقية تشبه الي حد كبير فاصلة الجزائر ومصر التى لعبت في الخرطوم وكانت مؤهلة الي (جنوب افريقيا)...لكن في نهائيات كأس العالم. الاعلام الاثيوبي والجمهور في اديس ابابا يتعامل مع هذه المباراة بنفس الفهم الذي كان سائدا عن مباراة الجزائر ومصر في الخرطوم. وهذا شيء بالتأكيد غير جيد. الجمهور الاثيوبي الذي كان موجودا حول الملعب وفي مدرجات الاستاد في مران المنتخب الامس كان في منتهى الهدوء ..لم يصدر منهم ما يشير الي ان المباراة يمكن ان يحدث فيها ما يعكر صفوها. بل ان الجمهور الاثيوبي تداخل مع البعثة السودانية في تآلف ومودة. ولكن في نفس الوقت الترتيبات الامنية للمباراة تؤكد ان مخاوف الاتحاد الاثيوبي والاتحاد الافريقي من المباراة كبيرة. وهذا يعني ان هذه المخاوف ليس من قبل الاعلام السوداني فقط ..بل حتى في ترتيبات المباراة هناك ما يوحي الي ذلك. واظن ان الاعلام الاثيوبي لو كان يخاطب الشعب الاثيوبي باللغة العربية..لوقع بين الشعبين السوداني والاثيوبي ما وقع بين مصر والجزائر. لكن الحمد لله ...انهم لا يفهمون ما يكتبه الاعلام السوداني ..وما تأتي به المنتديات السودانية ...في الوقت الذي يستعصى على السودانيين ان يفهموا ما يصدر من الاعلام الاثيوبي الذي عرفنا انه شحن المباراة ..وحمل السودان وزر المباراة السابقة وما حدث لمنتخبهم في الخرطوم. المخاطر الحقيقية التى يمكن ان تهدد المنتخب السوداني في مباراة اليوم في وجهة نظرنا تتمثل في ان الحضور الجماهيري اليوم سوف يكون كبيرا ..اخر تعداد سكاني في اثيوبيا تجاوز ال 90 مليون نسمة...ويقطن في العاصمة الاثيوبية وحدها قرابة الي 6 مليون نسمة...غير الذين يدخلون لها في الصباح ويخرجون منها ليلا يزدحم استاد اديس ابابا بالجماهير ...وهو رغم انه الملعب الوحيد إلا ان استاد اديس ابابا اصغر في الحجم من استاد الخرطوم...وهو ملعب متواضع وتعاني مدرجاته من ضيق في (المقاعد). سعة الاستاد 15 الف مشجع ...إلا ان الاثيوبيين وبما عرف عنهم يمكن ان يبلغوا في مباراة اليوم حوالي 25 الف مشجع ..علما ان الاتحاد الاثيوبي حدد مدرجا يقع يمين المقصورة للجالية السودانية التى يمكن لها ان تشاهد المباراة من داخل الاستاد. وفي هذا نوصي ...كل السودانيين الموجودين في اديس ابابا بالدخول اليوم لاستاد اديس ابابا من اجل مساندة المنتخب السوداني ..وقد علمنا ان كثيرا من المشجعين السودانيين يتخوفون من مشاهدة المباراة من داخل الاستاد بعد ان نصحهم الاثيوبيون من عدم مشاهدة المباراة من داخل الاستاد في ظل احداث العنف التى يمكن ان تقع في اثناء المباراة. وقد يتجه الكثير من السودانيين الموجودين في اديس ابابا الي قناة الشروق لمتابعة المباراة من منازلهم في ظل توتر اجواء المباراة ..وضيق الاستاد الذي يمكن ان يشكل خطرا حتى على الاثيوبيين انفسهم. لكن كل ذلك كما اشرت لا يتوافق مع الاثيوبيين وتعاملهم السلمي..وابتعادهم عن العنف. يبقى فقط ان نتخوف من التدافع الجاهيري الكبير الذي سوف يتابع المباراة من داخل الاستاد ..اذ يتوقع ان يتجه الاثيوبيون الي ملعب المباراة منذ الساعة الثامنة من صباح هذا اليوم.لا سيما وان المباراة ينظر لها الاثيوبيون على انها طريقهم الذي يمكن ان يعدوا به الي نهائيات الامم الافريقية بعد انقطاع سنوات طويلة من نهائيات الامم الافريقية. والحلم يداعب كل الاثيوبيين في هذه المباراة ...وهم يعتبرون ان انتصارالسودان في مباراة الذهاب كان بسبب حكم المباراة. وللمنتخب الاثيوبي تجارب مشرفة في استاده امام منتخبات كبيرة وصاحبة انجازات وبطولات. لذلك هم يدخلون المباراة اليوم بدوافع قوية ..ومتعددة ..وفي ظل ظروف ومناخ يخدم اجندتهم. المباراة سوف تكون فوق سطح البحر ب (8000) قدم ..وهذا شيء لوحده يصب في مصلحة المنتخب الاثيوبي. من هنا تأتي صعوبة المباراة ..والتى يتابعها الكثيرون ويراقبها الافارقة بشيء من (التوجس) الذي سبق ان اشرنا اليه.% مباراة الامس التى لعبها المنتخب الاثيوبي تحت 17 سنة امام نظيره التونسي ضمن التصفيات الافريقية ..شهدت تدافعا جماهيريا كبيرا من قبل الاثيوبيين الذين شجعوا منتخبهم وساندوه مساندة قوية. يتوقع ان يكون اليوم التدافع اكبر ...خاصة ان اليوم هو يوم العطلة الرسمية في اثيوبيا. لكن يبقى في ظل كل هذه الاوضاع ..والمخاوف ..امل السودان كبير في التأهل الي النهائيات. المعنويات والثقة في الجانب السوداني عالية ..والطموحات اكبر ..كما ان خبرة لاعبي المنتخب وجهازهم الفني يرجح كفة المنتخب السوداني الاقرب الي النصر والتأهل ان شاءالله. المدير الفني للمنتخب محمد عبدالله مازدا ..ظل يؤكد في كل تصريحاته التى اطلقها من اديس ابابا ان المنتخب السوداني واجه ظروفا اصعب من هذه الظروف ..ولعب في اجواء اصعب من هذه الاجواء. على العموم سوف ننتظر ما سيحدث في مباراة اليوم ...ونسأل الله التوفيق والنصر لمنتخبنا السوداني. ملحوظة : الساعة اربعة ما بعيدة. هوامش مازدا درب سداسي المنتخب هيثم مصطفي وفيصل العجب ومهند الطاهر واحمدالباشا ورمضان عجب وقلق على الضربات الترجيحية.% السداسي الذي سدد اكثر من ضربة جزاء في مرمي المعز محجوب والدعيع..سجلوا جميعهم ...وفشل المعز والدعيع في صد أية ضربة في مران المنتخب الاخير في اديس ابابا. طبعا مستحيل تنتهي نتيجة مباراة الاياب بمثل النتيجة التى خرج بها المنتخب السوداني والاثيوبي في مباراة الذهاب. لذلك فان الضربات الترجيحية مستحيلة. لكن ربما هذه حسابات خاصة لمازدا ..وقد تكون هناك رسالة قصد ان يرسلها المدير الفني للمنتخب. في اثيوبيا الحديث كله عن اللاعب صلاح الدين. الاثيوبيون يعرفون معظم الفنانين السودانيين ولكن يجهلون اسماء لاعبي المنتخب. رياضيا ..لا يعرفون الا القليل ...ولكن فنيا ما تعدش. مباريات التصفيات التى لعبت امس ..شهدت احداثا ساخنة ..وينتظر ان تتكرر هذه المشاهد اليوم. مهند الطاهر يبدو قريبا من التسجيل اليوم ...انتم على موعد مع هوبة فوق سطح البحر ب (8000) قدم. فيصل العجب ظهر بصورة رشيقة ..ونقص وزنه كثيرا ...وهو ان شارك من دون شك سوف يضع بصمته.. الانظار تتجه لمحمد احمد بشة المحترف في الدوري السعودي. احمد الباشا من نجوم المنتخب الذي يتوقع ان يحقق نجومية مباراة اليوم. صديق على صالح كان حاضرا في اديس ابابا وذلك لمتابعة لاعبي المريخ...الذين تنتظرهم مواجهة هامة مع الهلال في 20 اكتوبر. مندوب الهلال كالعادة كان غائبا. الوفد الصحفي المرافق للمنتخب اصبح كبيرا ..ويتكون من مجموعة من الصحفيين الذين يمكن ان يشكلوا جالية سودانية في المباراة.% بعض الزملاء تخوف من تمرين المنتخب الوحيد في اديس ابابا ...المنتخب تدرب تدريبا واحدا ...وفترته كانت محدودة ..وذلك لأن الاستاد كان يستعد لمواجهة المنتخب الاثيوبي والمنتخب التونسي تحت سن 17 سنة حتى تمرين المنتخب كان عند الساعة 12 ظهرا ...وكان يفترض ان يكون في توقيت المباراة ...لكن كما اشرنا الاستاد كان مشغولا بمباراة اثيوبيا وتونس. الاعلام الاثيوبية وقمصان المنتخب الاثيوبي تباع على جنبات الاستاد وعلى مداخله. قلت في فقرة سابقة استاد اديس يشبه استاد الخرطوم ...ولكن اتضح لي ان استاد اديس يشبه استاد شندي ..خاصة في الحجم. لكن طبعا استاد اديس ...استاد دولي. حمودة بشير ..قد يشارك في مباراة اليوم ...غير ان زحمة الوسط تجعل المنافسة بين لاعبي الوسط قوية. كذلك يمكن ان يشارك رمضان عجب في الشوط الثاني ...خاصة وان المنتخب الوطني سوف يكون محتاجا لتهديفاته الي جانب تهديفات مهند الطاهر التى يمكن ان تحسم نتيجة مباراة اليوم. دعواتكم بس.