{ طربت الجماهير الهلالية أيما طرب ورقصت في المدرجات بعد طول غياب وعادت بسمتها الأنيقة من جديد بعد أن عاشت تكشيرة عشرة أشهر فيها ملامح تكشيرة غارزيتو وأعوانه التي كُشفت عشية أول من أمس ... { البرنس يصنع تمريرة ولا في الأحلام ولا في خيال سانييه والمتلقي يودع في الشباك منقذاً الهلال من تعادل كان قاب قوسين أو أدني وكان سيقضي علي غارزيتو وأعوانه ويبدد أحلامنا بالبطولة التي كاد غارزيتو أن يفقدنا لها في آخر ثلاث مواجهات .. البرنس يصنع هذه التمريرة والجماهير توزع في الإبتسامات في المدرجات وعبر الشاشات في الوقت الذي كان فيه غارزيتو ومعاونوه يقبحوَن وجوههم بتكشيرة تعتبر الأسوأ والأقبح بين كل التكشيرات في العالم ... { والبرنس يعاود التمرير الذكي والفنان بتمريرة سحرية للقادم من الخلف مهند الطاهر يهز بها الشباك هدف ثالث أعاد الطمأنينة للجماهير التي عادت لتبتسم من جديد إبتسامة هي الأعرض في الوقت الذي كان فيه غارزيتو والذين حوله في تكشيرتهم القديمة التي فضحتها كاميرات التليفزيون ... { ابراهيما سانييه الذي لم يشاهد هيثم مصطفي بجواره منذ أن قدم للسودان أصابته الحيرة الممزوجة بالدهشة والإستغراب .. كيف يُهمل لاعب بهذه المواصفات طيلة الفترة الماضية وكيف يُهمل مع سبق الإصرار والترصد وهو الذي يعرف كيف يصنع الهدف والمهاجم بتمريرة واحدة هكذا كان يفكر سانييه في اللقطة التي أشاد بها الجميع والتي أكدت أن سانييه كان يبحث عن صانع ألعاب بهذه المواصفات التي يتمتع بها القائد هيثم مصطفي ... { هيثم مصطفي لم يكتف بهاتين التمريرتين واللتين لو إكتفي بهما لتوج بهما نجماً للمباراة ، لم يكتف وهو يهدي كاريكا تمريرة أحلي وأخرى أحلى منها لعمر بخيت وأخرى كعبية أوربية لم تدرس لغارزيتو في فرنسا أهداها لمعاوية فداسي عند دخوله ... { جاءت فرصة ذهبية للذين يترصدون هيثم أن ينفوا عنهم التهمة فقط بالإعجاب بما قدمه في أقل من نصف ساعة مثلما فعلوا عندما استخلص فداسي إحدي الكرات بطريقة إنزلاقية فراحوا يبتسمون وغارزيتو يصفق وهو الذي لم يصفق عندما مرر هيثم لسانييه وعندما أبدع مع مهند وكاريكا وعمر بخيت ... { أعترف إنني خفت علي هيثم عندما زج به المدرب في أصعب الأوقات خفت وغارزيتو يبعد نزار حامد في أحسن حالاته والفريق ناقص بعد طرد المحترف الأهوج أكانقا .. بدد هيثم الذي كان يعرف قدر نفسه مخاوفي منذ أول لمسه وحوَل يدي التي كانت علي قلبي تحسب دقاته إلي يدي الأخرى تصفيقاً للنجم الذي أحدث الفارق وأحرج الذين ترصدوه وصوروه بغير صورته بل ضللوا المدرب المسكين عندما قالوا له أن الأقلية فقط يقفون مع البرنس حتي إكتشف بنفسه أن السودان كله خلف البرنس وأن الأجانب أيضاً يحبونه وما قام به سانييه ويوسف محمد خير برهان .
باقي أحرف { كان في إمكان هيثم مصطفي أن يرفض المشاركة في هذه المباراة والمدرب يدفع بمحترف الروابط أكانقا أساسياً علي حساب من هم أكثر جاهزية .. قبل هيثم أن يجلس في الإحتياطي يتفرج علي عك أكانقا وتوهان عمر بخيت وسلبيه سانييه وكاريكا .. قبل أن يجلس أيضاً لخاطر جماهير الهلال التي عوَلت عليه كثيراً وهتفت بإسمه أكثر من أي لاعب لعب للهلال منذ الثلاثينات وحتي كتابة هذه السطور ... { غارزيتو الذي يسمي نفسه بالخبير أين خبرته هذه وهو يُضلل في نجم كبير في قامة هيثم مصطفي عندما إرتضي لنفسه محاربته رغم أنه من يصنع الفارق { ودائرة الكرة التي تتابع هيثم مصطفي في حركاته وسكناته وترصد عنه كل صغيرة وكبيرة أين هي من هذا المحترف الهائج أكانقا وهو يمارس الفوضي في وسط الملعب ويتسبب في فقدان الفريق لهيجانه طيلة 90 دقيقة؟ .. ماذا كانت ستقول لو فقد الهلال هذه المباراة بسبب رعونة هذا الأكانقا ؟؟ { إنتصر البرنس بهذا التألق الرائع لنفسه وأكد علو كعبه وأنه الأميز والأفضل والأقدر علي الإبداع وإنتصر قبل ذلك لعشاق فنه المنتشرين علي إمتداد مساحة الوطن وإنتصر للإعلام الحر وللأقطاب الكبار ... { بعد الدرس الذي قدمه البرنس عشية أول من أمس نتمنى أن يتعامل معه غارزيتو بفهم جديد يختلف عن ذاك التعامل الذي دُرس له .. { وهل ما زال غارزيتو يعتقد أن هيثم بطيئ وكيف سيكون الحال لو كان سريعاً كما يريد غارزيتو ؟؟؟!! { علمت أن عددا من الجماهير الهلالية في العديد من القرى خرجت في مسيرات فرح ليس لأن الهلال إنتصر علي هلال كادوقلي ولكن لأن سيد الكرة وملكها المتوج عاد كما تريده الجماهير ... { خيل خلف الله موسى تجقلب في تأهيل ملعب وإستاد الهلال والشكر لحماد البرير ... { مجهودات مقدرة بذلها خلف الله موسى نتمنى أن يجد التقدير عليها ... { عاد الملك عوداً حميداً مستطاب وعادت البسمة لجماهير الهلال .