وصل الهلال في وقت مبكر الى العاصمة المالية باماكو وبدأ تحضيراته للقاء الفاصل امام دجوليبا في نصف نهائي الكنفدرالية , ليؤكد المدرب غارزيتو بذلك انه يقود الفريق بشكل منظم دون ان تكون هنالك اية عقبات تعطل مسيرته حتى الان .. لاشك ان المباراة صعبة للغاية وشخصيا كنت قلقا من الاجواء الاحتفالية التي عاش فيها الفريق على اثر نتيجة الذهاب , لاننا نعرف شخصية اللاعب السوداني الذي يتأثر عادة بالاجواء المحيطة , ويتسلل اليه الاسترخاء سريعا عند تحقيق نتيجة مريحة .. من خلال تجارب عديدة لم تكن كرة القدم مضمونة , ولن نذهب بعيدا لان هذا الفريق نفسه سبق وتفوق على الهلال في الدور ربع النهائي لبطولة الكنفدرالية 2010 عندما فزنا عليه في ام درمان 2-1 وعاد ليتخطى الهلال ايابا 2-0 .. اذاً لامجال للاعتماد على نتيجة الذهاب واعتبار انها جواز المرور الى النهائي وتفكير البعض في الكاس منذ الان سيضيع عليهم التأهل وسيحل مكانه الندم والتفريط في فرصة تاريخية .. لانريد ان يلدغ الهلال مرة اخرى وينجح هذه المرة في قطع تاشيرة الصعود الى النهائي , واتمنى ان يكون دور اللاعبين هو الحاسم لهذا اللقاء , من خلال ابراز شخصيتهم وتوظيف خبرتهم .. المدرب غارزيتو اعتقد انه اثبت قدرته في قيادة الفريق بنجاح بعيدا عن الاضواء والفلاشات ونثق في انه سيضع الخيارات المناسبة للمباراة , الا ان الدور الابرز سيكون للاعبين .. كلما كانت الانتقادات تطاله كان غارزيتو يرد من خلال عمله في الملعب , واعتقد انه تحمل ضغوطات كبيرة لا يتحملها اي مدرب , لانه ببساطة يسعى خلف اللقب الافريقي ويريد ان يمنحه للازرق .. نتيجة لقاء المريخ الذي سيلعب قبل الهلال لايجب ان تشغل لاعبي الهلال , لان التفكير في النهائي قبل خوض مباراة دجوليبا قد يكون بداية النهاية ويمكن ان يفقد الفريق تركيزه وبالتالي يقطع في المحظور .. احترام الفريق المالي امر لابد منه والتعامل مع المباراة بكل تفاصيلها سيكون مطلوبا , لان التراخي في دقائق معدودة قد يكلفنا خسارة قاسية , فكل المؤشرات تؤكد ان الفريق المستضيف يخطط للانتقام ورد الاعتبار .. اتوقع ان يستخدم مدرب الهلال ذات السلاح الذي انتهجه في مباراة الذهاب والذي يتمثل في الضغط على دجوليبا من مناطق متقدمة تبدا من سادومبا وسانيه وكاريكا وتمر بوسط الملعب .. هذه الطريقة في الدفاع العالي والضغط على الفريق المنافس التي تبدأ من مهاجمي الهلال اثبتت نجاحها لانها ساهمت في تقليل الاخطاء بدفاع الهلال الذي نعرف انه يعاني من جملة مشاكل في الموسم الحالي .. كنا نطالب دائما بانتهاج طريقة تساهم في تخفيف الضغط على دفاع الهلال , وحاليا اصبح لكاريكا على سبيل المثال دور دفاعي بارز يكشف ان المدرب الهلالي يقوم بعمل كبير ويعرف كل مشاكله ويسعى لحلها دون اي توتر .. غابت عناصر مهمة عن الهلال في الذهاب ولكن العلاج كان موجود , وفي اللقاء الثاني يوم الاحد سيغيب اكثر من لاعب ولكن اتوقع ان يقوم المدرب بدوره ويختار الاسماء القادرة على تحمل المهمة وقيادة الفريق الى بر الامان .. اقترب الحلم الافريقي كثيرا ولكن تحقيقه الى ارض الواقع لازال في حاجة الى جهد وتركيز , فالبطولة لن تاتي بالاماني والنوم في عسل اللقاء الاول ..