فتح الخروج المذل للقمة من نصف نهائي كاس الاتحاد الافريقي وقبلهم المنتخب الاول من تصفيات كاس افريقيا بابا للاسئلة حول واقع كرتنا التي فشلت في الاختبارات الافريقية , حيث تعددت الاسباب ولكن الخروج كان واحدا .. لاشك ان فشل الهلال للمرة الخامسة في فك عقدة الدور نصف النهائي اصبح لغزا لم ينفك مع تعدد المدربين وتوالي الادارات التي ظلت تكرر في نفس الاخطاء ولاتستفيد من الدروس المجانية التي حصلت عليها .. ظلت اندية صغيرة في حجم دجوليبا وليوباردز تقدم لنا دروسا في كيفية التعامل مع كرة القدم , لان اللاعبين في هذه الدول يتعلمون كرة القدم منذ الصغر لديهم طموحات كبيرة وفي سنوات معدودة يتطورون ويحصدون البطولات رغم انهم افقر منا . المال وحده لايصنع كرة القدم , فالامكانيات التي تتوفر لناديي الهلال والمريخ لايملك ربعها نادٍ في حجم دجوليبا الذي قدم لنا درسا كبيرا في لقاء العودة بباماكو وتسبب في خروجنا بشكل مهين .. لن نحقق البطولات اذا لم نعترف بفشلنا , ولن نفوز اذا لم نعرف لماذا نخسر دائما في الادوار النهائية والتي تظهر فيها شخصية اللاعب الذي يعرف كيف يتعامل مع الضغط والجمهور والحكام .. لن تحقق فرقنا البطولات القارية اذا لم نتخل عن عادتنا السيئة , فجمهورنا هو الوحيد والفريد من نوعه الذي يستقبل اللاعبين المحترفين في المطار ويحملهم على الاعناق قبل ان يلمسوا الكرة لنوضح لهم بالتالي مدى سذاجتنا .. جمهورنا العاطفي هو الذي يكافئ اللاعبين عندما يخسرون ويزحف للمطار ويحملهم على الاعناق نكاية في الفريق الثاني وتحت شعار الحب والود وغيرها من الشعارات البالية التي لامكان لها في كرة القدم . اذا لم نتعامل مع الكرة بالاسس والمعايير المعروفة والتي تتمثل في مبدأ المحاسبة والتقييم الفني الصحيح للاعبين لن نتقدم وسنظل ندور في حلقة مفرغة لمئات السنوات القادمة لاننا ببساطة اثبتنا فشلنا وعلينا الا ان لانكابر . حتى على مستوى الاندية ليس لكرتنا موقع في الخارطة الافريقية , اعلامنا يجيد الصراخ والتهويل ونفخ الاداريين واللاعبين ورصيدنا الفعلي في الكرة صفر كبير على شمال الحياة .. منذ فترة الانتقالات في شهر يونيو تحدثنا عن مشكلة الهلال والتي تمثلت في ضعف عناصر خط الدفاع التي لم تعد تستطيع تحمل الضغط في البطولات القارية , فلو جاء اصغر مشجع كان بسهولة يكشف عن واقع الفريق . كانت اكبر اخطاء غارزيتو في فترة الانتقالات الماضية عدم ضغطه على المجلس لاجل التعاقد مع قلب دفاع قوي يلعب الى جانب سيف مساوي , ففي الوقت الذي نادينا فيه بضرورة تغيير ديمبا باري نجد ان مجلس الادارة الهمام ومن خلفه غارزيتو اتخذوا قرار الاستغناء عن المدافع المالي دون ان يكون هنالك بديل .. ظل الهلال يلعب محليا وقاريا بقلبي دفاع هما مساوي وصالح الامين الذي يشارك في مباراة ويغيب عن اربعة , وكان هجوم الهلال هو الذي يغطي على العلة الكبيرة والتي تمثلت في الوهن الكبير بالخط الخلفي .. دفاع الهلال ظل شوارعا مفتوحة امام جميع الفرق في البطولة الافريقية وكان العلاج عبارة عن مسكنات فقط , فتارة نجد المدرب الفرنسي يلعب بثلاثة مدافعين ومرة باربعة دون ان تكون هنالك منظومة دفاعية واضحة .. كان من الطبيعي ان يسقط الهلال طالما لم يكن هنالك تكامل في صفوف الفريق , وكان مخجلا ان يفشل الفريق في المحافظة على تقدمه مع الدفاع الضعيف , ففريقنا نجا من هزيمة تاريخية امام دجوليبا الذي اضاع مهاجموه الفرص برعونة .. انتهى المشوار الافريقي وبعد عدة ايام سوف نستمع للاسطوانة المشروخة والتي تتمثل في مسرحية التسجيلات واستعراض العضلات لالهاء الجماهير عن الفشل , فغدا وبعده سوف تكون صفحات الجرائد مليئة بصور نجوم الورق الذين يتفنن البعض في نفخهم , وياقلبي لاتحزن على حال كرة بلدي ...