منذ فترة طويلة تقام مباراة القمة بين الهلال والمريخ ولاتصحبها تلك الضجة الكبيرة والزفة التي تسبق عادة مبارياتهما , حيث نشاهد كل انواع التهليل والتطبيل لنجوم الورق ونساهم في اشعال فتيل النيران بين شوارع انصار الفريقين , فنادرا ما تلعب هذه المباراة ولاتشهد ذلك الاهتمام الاعلامي. شخصيا لا اجد تلك الكلمات الكثيرة والتي عادة ما نقدم بها مباريات الكلاسيكو لان الواقع الليلة مختلف , فالمباراة لاتحمل تلك الاثارة وذلك البريق وهي مجرد اداء للواجب لاكمال برنامج الموسم الكروي. اليوم يتقابل الفريقان في نهائي كاس السودان بعيدا عن الاضواء في قمة خافتة والسبب لاشك ان حالة الاحباط التي لازمت انصار الفريقين عقب الخروج من نصف نهائي كاس الكنفدرالية لازالت قائمة وتسرى في العقل والجسد. يضاف الى كل ذلك ان بطولة كاس السودان ظلت تقام بنظام عفا عليه الزمن ولاتشهد تلك الاثارة فهي اصبحت ايضا محجوزة لفريقي الهلال والمريخ دون وجود اي منافس لهما وهو ايضا ما ساهم في تسلل حالة الملل وعد الاكتراث بالمباراة ربما. تجد مباراة القمة تجاهلا كبيرا لان اللقب المحلي الحالي لايرضى انصار الازرق الهلالي , فالفوز به امر طبيعي وخسارته لاتنقص من رصيد الفريق اي شئ واتمنى شخصيا ان تكون هذه المباراة بمثابة ثورة تصحيح. الهلال يلعب لقاء نهائي كاس السودان وسط جملة من المشاكل التي لاتخفى على احد بداية من ازمة هيثم المتجددة ومرورا بقضية علاء يوسف وانتهاءا بقصة عمر بخيت الذي لازال التجديد له في علم الغيب. ويجد المدرب غارزيتو نفسه في وضع لايحسد عليه وسط جملة المشاكل التي تسببت فيها الادارة ووضعته في الاجواء المتوترة والتي سيكون عليه تجاوزها لاجل تحقيق اللقب المحلي الثاني. وقد يكون المدرب عمل على بث الروح في لاعبيه مرتكزا على اهمية قطع الطريق امام المريخ ومنعه من تحقيق اي لقب في الموسم الحالي بعد ان فشل الغريم في المشوار الافريقي وفي الدوري الممتاز المحلي كذلك. لقاء الليلة هو الاخير في الموسم الحالي وبعده مباشرة ندخل في دوامة التسجيلات المعروفة والتي سوف يسيطر عليها الفريقان كما جرت العادة , الا ان موقف الادارة الهلالية في فترة الانتقالات يبدو ضبابيا. ولذلك قد تكون ادارة البرير مجبرة في الموسم الحالي للتخلي عن العادات السيئة في التسجيلات والتي تتمثل في الخطف وضم بعض اللاعبين نكاية في الغريم الاخر دون ان يكون الفريق في حاجة اليهم. وللاسف تغييب الرؤية عادة عند الاقدام على تدعيم صفوف الفريق بعدد من اللاعبين فالعملية كلها مجرد استعراض للعضلات , الا ان الواقع هذه المرة سيفرض على ادارة البرير القبول بالامر الواقع خصوصا وانها تمر بفترة ترنح. لانثق في قدرة الادارة الحالية على القيام بدورها وتغطية مراكز الضعف سواء باللاعبين الاجانب او المحليين لان الواقع الحالي في الهلال يشير الى ان هنالك عددا كبيرا من اللاعبين ربما قد يغادرون ومنهم اسماءا كبيرة بسبب ادارة البرير. وللاسف قد يجد المريخ نفسه للمرة الاولى بلامنافس في سوق التسجيلات لان منافسه بعيد عن الاجواء ومشغول بحل ازمة هيثم مصطفى التي عجز عن فك طلاسمها طوال الموسم الحالي , وهي ربما المشكلة التي استعصت بالفعل ودخلت في طور ونفق مظلم للغاية. عقب قمة كاس السودان سيطول الحديث ويدخل في ( اللحم الحي ) كما يقولون فاما ان تنتهي اشهر قضية في الموسم او ترحل ادارة البرير..