صارع الهلال الصعاب وحاز على الممتاز بدون هزيمة وبدون اهازيج او مهرجانات .. شئ محير للغاية .. الفوز بالممتاز بدون هزيمة هو انجاز رياضي يضاف الى انجازات الهلال العديدة في مسار المنافسات المحلية .. وما حققه فتية الهلال من استرداد الممتاز بكل اقتدار كنت احسبه مدخلاً لترحيل الخلافات وتأجيلها بل ويقود الى التهدئة في الوسط الهلالي .. وهل هناك من يحب الهلال ولم يفرح لانجاز الهلال في الممتاز هذا العام .. وعليه كنت اتوقع فرحة مشروعة تغسل شيئاً مما في النفوس وتعيد الجميع تدريجيا الي حظيرة الهلال الكيان .. ولكن وللأسف انطلق الرشاش هنا وهناك .. وانطلقت السهام هوجاء وعمياء تصيب جسد الهلال في اكثر من مقتل وهو اصلاً مثخن بعصبية عمياء وعداوة مفتعلة وعناد مضر .. اين اقطاب الهلال واذا لم يتقدموا ويطفئوا نار الفتنة فمتى يفعلوا؟! واين عقد الاداريين السابقين بنادي الهلال .. لماذا لا يقدموا المشورة ولماذا لا يبادروا بلملمة الخلاف وجمع الفرقاء واطراف المشكلة؟! ولعمري لماذا ينتصر عندنا الحزن علي الفرح في موضع الفرح .. ولعمري هي قمة الدهشة عندما تهتف الجماهير ضد رئيس النادي وهو يتوسط اقماره وبحوزتهم الذهب عقب الفوز باكبر منافسة محلية في السودان .. لم اسمعهم يهتفون ضد رئيسهم ولكن صحفاً هلالية ذكرت ذلك للأسف الشديد .. وذلك يؤكد ما اسلفت ذكره باننا لا نعرف متى نفرح ومتى لا نحزن ومتى نسخر كلاهما الى دروس مستفادة وانطلاقة وانتفاضة نحقق بها البطولات الافريقية ذلك الحلم الذي نضيعه كل عام ولا نحزن .. وننصب السرادق لليالي حزننا وعداوتنا وخلافاتنا واطماعنا الذاتية الضيقة .. الاخوة الاعزاء في الاعلام الهلالي في كافة منابرهم الصحفية يحبون الهلال .. كل بطريقته .. يسعدون لانتصارات الهلال ويحزنون لانكساراته .. ولكن كنت اتمنى ان تجمعهم جميعاً غايات استراتيجية لبقاء الهلال رائداً وقويا ومؤثرا في كل مفاصل المجتمع السوداني تربويا وثقافيا واقتصادياً ورياضياً وهو مؤهل لذلك اذا خلصت النوايا وتوحدت الصفوف ولو مرحلياً.. اما تكتيكياً فلكل الحق في النقد والترشيد حسب الشكل الذي يراه للهلال الكيان .. واختلاف الآراء يظهر الحقيقة .. واختلاف الرأي عافية .. واختلاف الرأي حيوية واختلاف الرأي هو من طبيعة الأشياء .. ولكن عندما لم نتبين «الاستراتيجي والتكتيكي» وتجاهلنا الأولويات عربدت الذاتية وتجلى الضعف البشرى فكان الشرخ الذي حول المعارضة مباشرة الي عدو شرس لم يسمعنا حتى الان مقترحاته لتناسي الخلاف ولم الشمل .. ولم يحدثونا عماذا يريدون للهلال .. ولم يفهموا جماهير الهلال واعدادهم لاسقاط المجلس ديمقراطيا وماهي برامجهم التي عجز عنها البرير ومجلسه .. كل ذلك لم نطالعه اعلامياً ولكن بدلاً عن ذلك عمل الاعلام الهلالي بكل همة للتركيز حول «من يحكم الهلال» عوضاً عن «كيف يحكم الهلال» فانساقت قطاعات كبيرة من جماهيرنا مع احترامي الوافر وصارت وقوداً لنار الفتنة وترجموا ذلك في الاحجام والهتاف ومقاطعة اخبار النادي بعد ان حدد لها الاعلام المعارض هدفها ولم يفتح لتلك الجماهير ولم يدلها على الاسهام الايجابي في المعارضة في الوساطة المخلصة لجمع الاطراف .. مجلس الادارة ، المدرب الفرنسي ، الجهاز الفني السوداني ، كابتن الفريق هيثم ، الاقطاب ، كبار اعلاميي الهلال .. لو نحي الاعلام الهلالي وركز على حل المشكلة بدلاً من مناطحة مجلس ادارة منتخب ابينا ام رضينا ولماذا لا نصبر علي هذا المجلس ونحاسبه بعد حين ولو باسقاطه ديمقراطياً والمجلس نفسه لماذا لا يستجيب لنبض الجماهير .. الم تأت به نفس الجماهير .. واذا كانت الغالبية العظمى من جماهير الهلال الوفية والتي أتت بهذا المجلس الموقر ترى في كابتن هيثم روح ونكهة الفريق وتتغنى به وله ولا ترى في الهلال شيئاً جميلاً بغياب هيثم .. اليس ذلك من حقها!! القيادة الملهمة هي التي تستجيب لنبض جماهيرها فهي القوة الحقيقية لدفع مسيرة الهلال الكيان. أخي البرير .. لماذا تهدر مجداً بين يديك .. جمهور الهلال ، وفريق الهلال مزيناً بقائده هيثم .. هذا السيناريو بخلق اكبر مجد واعظم فخار لقيادة هذه المنظومة الهلالية.. اخي البرير .. اكتب اليك مخلصاً راجياً شجاعتك وجرأتك في تكريم شعب الهلال واسكات الخصوم وتحقيق مجد شخصي في هذا الوقت بالذات وتعلن على الملأ لملمة الاطراف وانهاء الخلاف وارجاع الصفاء وعودة القائد هيثم مصطفي.. اكتب وانا متحررا تماما من اي ضغوط انتماء غير انتمائي الهلالي الفطري .. فاذا كنت اشقى كغيري من الهلالاب الخلص لحالة الاحتقان الهلالية العابرة هذه باذن الله فاني ساسعد كغيري عندما يلتئم الشمل مرة اخرى ويعود الهلال قمر دورين يتجلى في الساحة وبمبادرة شخصية اري مسارب ضوء لحل المشكلة الجاثمة بتقديم تنازلات متبادلة بين كل اطراف النزاع مجلس الادارة ، هيثم ، غارزيتو ، الجهاز الفني ، المستقيلون .. وسوف تحفظ وتباركم لكم جماهيركم الصابرة وترفع هاماتها فوق السماء .. وعندها يتوهج الكيان الهلالي وتتواتي الفرصة كاملة لذراعها الطويلة «فريق الكرة» ويحقق كل احلام جماهيركم التي لا زالت تذرف الدمع للتفريط في البطولة التي لا نسعى اليها «الكونفدرالية» ولكن وضعوها في سكتنا ورفضناها مجبرين لا ابطالا للاسف .. اتمنى باسم الملايين من الذين يعشقون الهلال ولكن لا يبوحون .. والذين يبصرون معشوقتهم ولكن يحول بينهم الوصال .. ولأن جماهير الهلال ذات قوة خلاقة فهي تتدثر بالصبر الجميل الايجابي .. فهي تهاتف .. وتحزن .. وتفرح .. وتستفسر .. وتقترح .. ومن اكبر طموحاتها الاستراتيجية بطولة افريقيا الكبرى للأندية هذا العام عبر فريق كرة قوي ومهاب محليا ودولياً.