كشفت مباراة الموردة الماضية عن حالة من الارهاق يعاني منها بعض لاعبي الهلال انعكست على الاداء العام للفريق والذي لم يكن مرضيا للكثيرين رغم الفوز بهدفين , وكنت اشرت تحديدا الى هذه الناحية قبل لقاء الموردة وتخوفت من ضغطت المباريات الذي يمكن ان يؤثر على لاعبي الفريق اذا لم يقم الجهاز الفني بدوره بشكل دقيق بشأن تجهيز اللاعبين بدنيا . تسرب الارهاق الى لاعبي الهلال ونحن في منتصف الموسم يشير الى وجود خلل كبير بالاعداد البدني فبعض اللاعبين يعانون من هذا الوضع دون ان يجدوا الايام الكافية للراحة مع تعدد المشاركات بين النادي والمنتخب , ويمثل هذا الشئ جرس انذار كبير فالفترة الاخيرة شهدت اصابات متعددة للاعبي الهلال ابرزهم سامي عبدالله الذي اصبحت اصابته لغزا محيرا . وضح ان الهلال يعاني من عدم قدرة المعد البدني على قراءة احوال اللاعبين ومتابعتهم بشكل دقيق , فلايعقل ان يصل الفريق من نيجيريا فجر الثلاثاء بعد رحلة شاقة استمرت لاكثر من 12 ساعة ويصر المدرب وجهاز على ان يواصل اللاعبين تدريباتهم في ذات اليوم دون ان يحصلوا على إي راحة . كبّل الارهاق اقدام لاعبي الهلال امام الموردة واصبح يهدد مسيرتهم القادمة خصوصا وان الفريق سيقاتل على اكثر من جبهة في الشهور الاربعة المقبل وتبقى اهم الاستحقاقات لديه دوري ابطال افريقيا اضافة الى الدوري الممتاز , والتي تبقى مباريات الدورة الثانية فيها بحاجة الى جهد كبير وعادة ماتكون اصعب واكثر ضغطا على اللاعبين . لازالنا نؤكد على ضرورة وجود مع معد بدني مؤهل مع الجهاز الفني الحالي للهلال ليساهم في تقليص حجم الارهاق الذي يمكن ان يتطور الى اصابات قد تعرقل مسيرة الفريق , فالمعد البدني المؤهل في الوقت الحالي اصبح ضرورة اكثر من المدرب نفسه لانه يبقى المسؤول عن تأهيل اللاعبين ومتابعتهم . عودة سيف مساوي وظهور بشكل جيد كان ابرز مكاسب الهلال في لقاء الموردة , فالمساوي يبقى المدافع الاول في السودان حاليا وهو العقل المفكر ويبقى ركيزة اساسية في الخط الخلفي , ومنحت عودة مساوي الهلال المزيد من القوة الا ان القلق ايضا لازال موجودة في ظل اهتزاز باري ديمبا والذي لازال يقدم مستويات متواضعة ولم يرتقي للمستوى المنتظر . البعض يشير الى ان المدرب ميشو يملك خيارات عديدة ويمكنه توزيع المشاركة على اللاعبين وبالتالي قد يتجنب الارهاق , ولكن لاننسى ايضا ان عدم الاستقرار في تشكيل الفريق يمكن ان يولد مشاكلا اكبر خصوصا وان الفريق يلعب في مرحلة حساسة لدوري ابطال افريقيا في ظل المباريات المتلاحقة . تبقى افضل الخيارات في الاعتماد على التشكيل الاساسي واجراء التغيير في حدود المعقول ولازالت الفرصة امام ميشو لتحسين مستوى الفريق قبل مباراة الرجاء المغربي والتي ستقام يوم الجمعة المقبل . النتيجة كانت مرضية امام الموردة وتاثر الاداء ايضا في ظل مشاركة بعض العناصر واجراء تغييرات جذرية على التشكيل الاساسي الذي شهد مشاركة مساوي ومهند وتوريه واتوبونج ويوسف محمد . الكثير من جمهور الهلال لازال يريد النتيجة والاداء في نفس الوقت وفي رأيي الشخصي ان هذا يمثل ضغطا كبيرا على اللاعبين , والاهم حاليا ان نحصل على النتائج الثابتة سواء كان ذلك محليا او افريقيا . الهلال يملك الحظوظ الاكبر حاليا ولانريد ان يتعثر او يتراجع من جديد بسبب مثل هذه النواقص الصغيرة ونثق في قدرة المجلس على ايجاد المعالجة السريعة .