* عندما اكّد مجلس التسيير عزمه على ردّ الامانة إلى أهلها وعقد الجمعية العمومية لانتخاب مجلس إدارة جديد للهلال، بدأ من الواضح أن التنافس ينحصر بين مجموعتين لا ثالث لهما، يقف على رأس أحدهما الأرباب صلاح إدريس الرجل الذي استقال بغرض الترشح لرئاسة اتحاد الكرة، ويتزعّم الثانية أشرف الكاردينال مقدّماً نفسه كخيار ديمقراطي بعد أن تخطاه قرار التعيين في وقت كان فيه الجميع يظنون أنّ الرجل سيكون الرئيس المعيّن، ومن أجل الظفر برئاسة النادي الكبير حشد الكاردينال عدداً من الأسماء الهلالية التي رأى أن يراهن عليها لتحقيق غايته ومبتغاه وكان من بين هذه الأسماء السيد الأمين البرير . * في ذلك الوقت كانت مجموعة ثالثة قد بدأت في التكوين وكان عمادها ودعامتها بعض أعضاء مجلس التسيير الذين رأوا أن يقدّموا أنفسهم لتولي زمام الأمور، وسرعان ماتبلورت هذه المجموعة في تنظيم أطلق على نفسه (مستقبل الهلال)، وكانت أول مشكلة واجهت التنظيم عدم وجود رئيس يمكن المراهنة عليه بعد اعتذار أكثر من شخصية خاصة اللواء ميرغني إدريس ومالك جعفر، ولم يكن من الممكن ترشيح د. الكاروري باعتبار أن اسمه كإداري لم يكن باللمعان الذي يجعله خياراً جاذباً للناخبين، كما ان أبومرين كان متردداً في الاستمرارية لبعض ظروفه الخاصة آنذاك. * هذا الوضع فرض على التنظيم الجديد ان يمد بصره لأبعد من مدى عضويته والمؤمنين بفكرته، فكان الاتجاه للتنظيمين الآخرين بحثاً عن شخصية أهم مواصفاتها هشاشة الارتباط بتنظيمها حتى يكون أمر الانسلاخ يسيراً، ومن المواصفات المطلوبة كذلك الرغبة في العودة إلى مجلس الهلال عبر أي منصب كان، ومن الطبيعي أن يكون لمنصب الرئيس من البريق مايغري أصحاب الارتباط الضعيف بالانتقال من تنظيم لآخر، ووجد التنظيم ضالته في الأمين البرير أحد مرشحي تنظيم عزة الهلال بقيادة الكاردينال لواحدٍ من مناصب الضباط الأربعة، ومن المؤكّد ان الأمين قد اجتمعت فيه إلى جانب المطلوب؛ مواصفات أخرى باعتباره من الأسماء الهلالية المعروفة وله من الخبرات مايجعل طرح اسمه مقبولاً في الحد الأدنى. * وفي وقت كان فيه تنظيم عزة الهلال يعد العدة لتقديم نفسه عبر لقاء جماهيري حاشد بدار النادي، كان البرير في مكان ما يمشي الخطوات الأولى لتولي منصب رئيس النادي، ومنذ بروز اسمه كمرشح انقسم الأهلة حوله بين مؤيد يرى أن الرجل تدرج تدرجاً يستحق معه المنصب ومعارض يرى أن جلباب الرئاسة اكبر من خبرة الأمين وقدراته، واشتعلت المعركة الانتخابية، ودارت رحاها لتحمل تنظيم مستقبل الهلال إلى رئاسة النادي، وقبل أن نواصل الحديث نتمنى أن لا ينتزع البعض هذا المقال ليحاسبوه بمعزل عن لاحقيه كما نرجو أن يُقرأ بالنظر إلى أن الأحداث الحالية في النادي (أحد) دوافعه وليس (كلها) ... ونواصل.