ذكر الأستاذ والشاعر الكبير هاشم صديق في إحدى قصائده أنه وعندما كان صغيرا وغريرا كان مفتونا بجيفارا وسولارا وجومو ونزار , أما شخصي الضعيف فكنت مثلي مثل أبناء جيلي مفتونا ب(أميتاب باتشان ) و(شاشي كابور) و(آكشي كومار ) , كنت من مدمني دخول السينما والإستمتاع بمشاهدة الأفلام الهندية تحديدا , لا أطيق أبدا مشاهدة أي فيلم (من جنسية أخرى ) , وكان تأثير (معنويات) الفيلم يظهر جليا على مشيتي وكل تصرفاتي ويمتد ذلك وتتلبسني الروح الهندية لأيام وليال , كنت من أولئك الذين يمتلكون طاقة مشاهدة نفس الفيلم لأكثر من ثلاث مرات وبنفس الحماس والإثارة , ولأن السينما في ذلك الوقت (القريب) لم تكن تعمل خلال الفترة النهارية فقد كنا نحتاط لذلك بشراء أشرطة كاسيت للأغاني الهندية والإستماع لها , وكان العبد لله أخوكم مسئول عن (ترجمة) كلمات الأغاني للأصدقاء الذين لم يحظوا بالمشاهدة لدواعي الفلس , ولا يظن أحدكم أن ما جعلني أتولى هذا الأمر هو معرفتي باللغة الهندية ابدا ابدا , كل ما في الأمر أنني كنت أتذكر أثناء الإستماع لأغاني الكاسيت (الترجمة على الشريط ) بحكم مشاهدتي للفيلم مسبقا لأكثر من مرة ..!! نعم ترجمة على وزن (تبا لك يا جيمي ) , وبمناسبة جيمي هذا أذكر جيدا تلك الأغنية الهندية التي تقول كلماتها ( جيمي جيمي آجا آجا ) وترجمتها تعال يا جيمي تعال , وهذه أظنها تناسب جدا أولئك الذين فزعوا وجزعوا عندما عندما قرر رئيس نادي المريخ (جيمي الوالي ) الذهاب عن نادي المريخ وتقديم استقالته بعد عشرة أعوام من التعب والرهق ..!! المهم وبالعودة لقصة ادمان مشاهدة الأفلام الهندية أرغب في أن أقول أنه وحتى يكتمل الحلو فقد تم بناء سينما قريبة جدا من منزلنا فكنت أشاهد العرض الأول (لايف ) من داخل اسوار سينما الزمالك ثم استمتع (بالإستماع ) للعرض الثاني وأنا مستلق على سريري , ولكن شوية شوية كبرنا وكبرت أحزاننا والهموم فقل ارتباطي والحمد لله بمشاهدة افلام بوليود الهندية , ولكن لا أخفي عليكم أنني كنت في حيرة دائمة ومستاء جدا من الدور السلبي الذي كانت تظهر به قوات الشرطة الهندية , حيث لا تظهر سياراتها ونشاهد جنودها ونستمع لصوت (السارينا ) إلا في آخر مشاهد الفيلم , وحينها يكون (الخائن ) قد قتل أم البطل , وخالته وعمته وكل أصدقائه , وولع في كل الحلة وكسر العربات والركشات , حينها فقط تظهر وتأتي الشرطة بعد خراب (دلهي ) لتلقي القبض على من تبقى من ( الخونة ) بعد ان يكون البطل قد حطم أسنان وعظام غالبيتهم وإنتهى منهم عديييل كدا وختاهم واطا ..!!! قرار التحكيمية الأخير الذي صدر مساء الأمس وأعلن عن عدم شرعية مجلس البرير وبطلان قراراته الأخيرة يشابه إلى حد كبير دور الشرطة في الأفلام الهندية , فالقرار جاء في وقت متأخر جدا جدا , حيث الفوضى تعم المكان بفعل العراك الطويل بين البطل والخائن , ولكن من هو البطل ومن هو الخائن في هذا الفيلم البائخ جدا والذي لو عرض زمان أيام فترة إدماني تلك لما تحملت مشاهدة دقائق منه ناهيك عن مشاهدة الدور الأول والدور التاني !!! قف سيرقاي نوقر !!