منذ تولي الامين البرير الرئاسة في فبراير 2011 عاش الهلال اضطرابات ادارية متواصلة من استقالات وخلافات اصبحت تغلف اجواء النادي بشكل متواصل لدرجة اصبحت العملية مملة للغاية في ظل تدخل السلطات والتي تخرج لنا في كل يوم تشريعا , فالمجلس اليوم شرعي وغدا غير شرعي لتصبح العملية ( ماسخة ) . ومنذ الانشقاق الاكبر باستقالة الخماسي الطاهر يونس وعبدالرحمن ابو مرين والكاروري وحطبة وعصام كرار عاش الهلال حالة من الفراغ الاداري واصبح بيد البرير المخطط للعمليات وهاشم ملاح المنفذ . صحيح ان هنالك اربعة اعضاء اخرين متبقيين مع الرئيس في المجلس هم ابراهيم حسن عباس ومحمد المامون وهاشم ملاح واحمد ادم الا انهم كالعادة بعيدون وهم مجرد كمبارس فقط , ووجدهم في الهلال مثل عدمه لغياب كلمتهم وحضورهم بالاسم فقط . ظلت الصراعات والخلافات هي الشعار السائد بين هذه المجموعة في مجلس البرير والذي لم نر فيه اي توافق بين الاعضاء لدرجة جعلتنا نشعر بالخثيان ولكننا لن نستغرب لاننا في بلد يعشق اهلها الصراعات والخلافات . ولعل من ابرز الشواهد على تخلفنا الكروي عن دول المنطقة تلك الصراعات الادارية والمعارضة التي تنتشر في جسد الرياضة السودانية من اندية واتحادات , فنحن حاصلون على الدرجات العليا في ادارة الخلافات . وما ادل على تخلف كرتنا عندما كنا كثيرا ما نشاهد كيف يحتفل الاداريون بالانتصارات في المكاتب اكثر من احتفالات اللاعبين والمشجعين والمدربين بالفوز في الملاعب , وهي صورة محزنة بالفعل لواقع كرتنا . الادارات التشريعية والقانونية من هيئات شباب ورياضة ولجنة استئنافات وخلافها تتضارب قوانينها , فاليوم نقرأ عن شرعية المجلس وغدا العكس , ومع فجر كل يوم هنالك تطور في القضية لدرجة انهم ( مسّخوها ) واصبح الضحية فيها الهلال. قوانينا البالية في هيئات الشباب والرياضة هي التي تساعد مجالس الادارات للانفراد بالقرارات وتهميش البعض وممارسة ابشع انواع الديكتاتورية , لان هذه اللوائح التي عفا عليها الزمن هي السبب الاساسي لازماتنا الرياضية واحد ابرز نكساتنا على مدى السنين الماضية . القوانين التي تدار بها الرياضة السودانية بعيدا كل البعد عن اللوائح الدولية , فهيئات الشباب والرياضة لدينا تهتم بالرؤساء والاداريين على حساب اساس اللعبة وهم اللاعبون الذين يصنعون الحدث . فالقرارات التي خرجت في المجلس الحالي من قبل الهيئات القانونية بولاية الخرطوم والاتحادية يمكن ان تسجل في موسوعة غينيس للارقام القياسية , والحبر الذي سال ما بين شرعية مجلس البرير وغير شرعيته يكفي لتعبئة مئات الصفحات . هرب كل اقطاب الهلال في ظل الاجواء الحالية ولم يعد هنالك احد يلتف حول الفريق والسبب النهج العدواني للبرير ورفاقه الذين تركوا اجواء طاردة لاتصلح للعيش الادمي .. لقد مل جمهور الهلال الصراعات الادارية ولم يعد يطيق ما يحدث في النادي من تهميش وديكاتورية وانفرادات بالقرارات وتصفيات للحسابات مع الاداريين واللاعبين وحتى المشجعين . سوف يستكمل المجلس الهلالي بعد عدة ايام لانتخاب اربعة اعضاء ولكننا لانضمن ان يعيش الهلال حالة الاستقرار لانه في اية لحظة يمكن ان يقدم هؤلاء استقالاتهم اذا لم يجدوا الاجواء وهو امر متوقع . فالبرير الذي اعتاد على تصفية اي شخص يقف في طريقه حتما سوف ينفرد بكل شئ والاربعة اعضاء الذين سيلتحقون بالمجلس الهلالي لن يكون لهم اي وجود او تاثير وسيكونوا كغيرهم مجرد كمبارس . لا ادري متى تكون لدينا ادارة توافقية لا اختلاف ولا خلاف عليها همها الاول خدمة الهلال وليس مصالحها الشخصية التي اضحت غالبة ومعطلة ومحطمة لمسيرة الهلال التي تاخرت كثيرا ..