ليس صحيحا ما يقوله البعض عن تحول لاعب الهلال السابق هيثم مصطفى أنه قد إبتدأ من نقطة الهلال إلى نقطة المريخ , ليس هكذا بل الصحيح هو إنضمام هيثم مصطفى لفريق المريخ بعد أن اصبح خارج كشوفات الهلال.. فكلنا يعلم ان هيثم مصطفى قد تم (شطبه ) من كشوفات ناديه مؤخرا , وأنه أصبح حرا ( عاطلا ) عن العمل.. بحسب الصفة (الرسمية ) التي نالها بعد إصدار قرار الشطب من قبل مجلس إدارة النادي .. ! ينبغي علينا أن نثبت هذه الحقائق أولا قبل أن نطلق الأحكام (العاطفية) جزافا على عملية إنتقال قائد الهلال المشطوب ولاعب المريخ الجديد هيثم مصطفى .. لا نلوم تلك الجماهير الزرقاء التي حزنت بعد إنضمام هيثم للمريخ فهي لا تنظر إلى عملية الشطب أنها قد انهت (إرتباط ) هيثم بالهلال , هي تؤمن ان ما بين البرنس والهلال أكبر من ذلك , ولكن هذه لا تخرج عن إطار العاطفة و(الرومانسية) ليس إلا , فالحقيقة أن هيثم وبعد قرار الشطب لم يصبح له مكان له سوى المدرجات مع جماهير الفريق , لذلك يصبح أمر رفضها وغضبها وحزنها على إنضمام هيثم لأي فريق من قبيل (أنانية) المحبين ليس إلا , فخيارات هيثم التي تبقت إذا تم إستثناء إنضمامه للمريخ منها تنحصر في ثلاث , أولها الإنضمام لناد أقل في الترتيب والتاريخ والجماهيرية , وهذه بالطبع لا تتساوى وطموحات لاعب تقلد شارة كابتنية السودان وفريق بقامة الهلال السوداني وتمثل ضربة معنوية كبيرة جدا لهيثم ..!! الخيار الثاني هجرة هيثم مصطفى ومغادرته لوطنه وأهله لممارسة وظيفة لاعب كرة قدم في احد الأندية الخليجية المغمورة , وبغض النظر عن صعوبة التغرب والإغتراب فإن ضمانات حصول هيثم على عرض من احد الأندية العربية ربما تكون معدومة فهيثم أفنى زهرة شبابه مخلصا لفريقه , ولا نظن أن للاعب وكيل أعمال يمتلك قائمة من عروض الإحتراف مثله مثل أي لاعب آخر , فهيثم لم يكن يظن مجرد الظن أنه يمكن أن يغادر الهلال , وأذكر حديث كان قد جمعني بهيثم اخبرني من خلاله بعد أنه يرغب بعد الإعتزال في تأهيل نفسه بإسبانيا على ما أذكر حتى يفيد فريقه الهلال من مستقبلا خارج الملعب, هكذا كان يفكر هيثم قبل ان يذبحه سيف الشطب فيلغي كل خططه في (أبدية ) العلاقة مع الأزرق. أما الخيار الثالث فكان يتمثل في جلوس هيثم (عاطلا عن العمل ) ريثما يفرغ من تأسيس (مغلق البرنس لمواد البناء) والجلوس هناك ومطالعة الصحف الرياضية والتعليق على الأخبار مع زملائه تجار مغالق مواد البناء .. !! أنظر للأمر بتعقل وعدل يا صديقي وأختر لهيثم أيهما أفضل , ولا تصرخ وتصدح بالله بالحديث عن تاريخ هيثم مع الهلال , فقد كان الشطب هو ما كتب على آخر صفحات فصول هذا الكتاب ..تلته نقطة تسمى عند الخواجات ( فول ستوب ) أي توقف كامل ..!! وكان السطر (الجديد ) في قصة حياة اللاعب يبدأ بإنضمام هيثم للمريخ في محاولة منه للحصول على وظيفة في ناد يساوي الهلال سمعة وتاريخا وجماهيرية , ولا يكلفه الإنضمام إليه التغرب عن الوطن والأهل والعيال .. ويقيه شر التعطل عن ممارسة وظيفته التي يؤمن هو انه لم يحن الوقت لتركها وإعتزالها , ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه. عليك ان تضع نفسك مكان هيثم وتبعد عن الأنانية وحب الإمتلاك يا أيها الثائر الغاضب على إنضمامه للمريخ دون أن يكون هنالك أي صفة قانونية تربطه بالهلال .. وتأكد أنه يعاني الآن ألما كبيرا يحتاج لمساندة محبيه وتفهمهم للمسألة حتى لا يقتله !! يبقى التحدي الماثل الآن أمام الجماهير الزرقاء هو تقبل الأمر ولو على مضض وعدم ترصد هيثم والإساءة لشخصه فهذه من مكارم الأخلاق التي دعى لها ديننا الحنيف ودعت لها الأخلاق الفاضلة.. أما التحدي الذي يواجه الكابتن هو إثبات قيمته الحقيقية مع ناديه الجديد , وإثبات أنه بالفعل قادر على العطاء وان إنضمامه للمريخ يخرج عن الإطار الضيق للإنتقام والتشفي , فهكذا فقط يحترم هيثم الجماهير التي غضبت لشطبه وإنهاء علاقته الرسمية بالهلال بتلك الطريقة الجائرة.. ونتمنى ان تتلاقى هذه الرغبة مع حاجة المريخ الفنية لخدمات القائد لا طمع من صنعوا قرار إنضمامه للأحمر في إثارة حفيظة الأهلة وإغاظتهم , فهكذا فقط سوف تنقلب صفقة إنتقال هيثم للمريخ وبالا على القبيلة الحمراء. . وتصبح المسألة من أةلها لآخرها مسرحية بائخة سيئة الإخراج , وكل الأماني ان يكتب لهيثم التوفيق مع ناديه الجديد , وأن يوفق الله محبيه لتقبل حقيقة إحتراف البرنس في المريخ بصدر رحب وروح رياضية . قف : وطب نفسا إذا حكم القضاء