لاشك ان خطوة اكمال مجلس إدارة نادي الهلال من خلال الجمعية العمومية التكميلية التي أقيمت مؤخراً خطوة إيجابية يمكن التعويل عليها في تعديل مسار المجلس، ودخول الثنائي د. كرار التهامي والفريق بحر لمنظومة المجلس سيمثّل الفرصة الأخيرة التي يمكن للمجلس استغلالها بغرض العودة إلى جادة الطريق وإنقاذ مايمكن إنقاذه، والمسؤولية الأكبر تقع بلا شك على عاتق السيد الأمين البرير ومدى قابليته لتوسيع مواعين الشورى داخل البيت الكبير دون الدخول في جدل حول قدرة الثنائي على اتخاذ مواقف تشي بأنهما يمكن أن يحدثا الفارق لمصلحة الهلال، ويبقى احترام الخيار الديمقراطي أمراً واجباً تفرضه مصلحة الهلال العليا مع التأكيد على أن احترام الخيار لا يعني عدم انتقاده أو حتى المطالبة برحيله. الدكتور كرار التهامي اتيحت له الفرصة عبر مجلس التسيير الهلالي ومع تسليمنا بقدرات الرجل الإدارية وخبراته المتراكمة التي بدأت عبر عمله في روابط السودانيين بالسعودية وصولاً إلى صعوده ذروة سنام جهاز السودانيين العاملين بالخارج، مع كل هذه وتلك إلاّ أن الرجل أنهى فترته في مجلس التسيير دون بصمة واضحة أو أثر يذكر، ونشهد للرجل ببلاغته وقدرته على الحديث بدرجة كبيرة، ولأنّنا في زمن أصبح فيه (الناطق الرسمي) يهرف بما لايعرف يصبح وجود رجل مثل الدكتور كرار التهامي بعبارته المنمقة وحديثه الدبلوماسي أمراً مطلوباً بشدّة لاسيما إذا نجح في المزاوجة بين حسن القول وجيد الفعل.
أما الفريق محمد أحمد بحر فيمتلك سيرة ذاتية عامرة بالخبرات التي اكتسبها عبر تقلبه في مناصب هلالية شتى في مختلف ولايات السودان قبل أن يحط رحله بمجلس إدارة نادي الهلال مرتين من قبل أحدهما بالتعيين والثانية بالانتخاب، ليكون دخوله الحالي الثالث له في المجلس، ومعرفتنا بهلالية الرجل وحبه الجارف للكيان يجعلنا نعوّل عليه كثيراً، وليس بالضروري أن يشكل الرجلان تياراً مضاداً للبرير بل أن المطلوب منهما في هذا التوقيت أن يعملا على نصرة الرجل ظالماً ومظلوماً طالما أنّ أمر استمراره قد بات واقعاً على الجميع التعامل معه بصورة تجنّب الهلال المزالق خلال الفترة القادمة.
بعد انتخاب نائب رئيس وأمين عام يصبح من المهم جداً عودة هاشم ملاح إلى قواعده من أجل الاهتمام بالمناشط من جهة والبعد عن موضوع (الناطق الرسمي) من جهةٍ أخرى لأنّ الهلال تضرر كثيراً من مسألة نطق ود الزعيم باسمه، ولانعفي الرجل من مسؤولية التصدعات التي ضربت المجلس خلال الفترة الماضية وأدّت إلى تفرق عناصره بصورة انعكست سلباً على الاستقرار الإداري، وفي كل حال فإنّ نتمنى أن يشكّل الثنائي الإضافة المرجوّة ونأمل أن نرى وجهاً مغايراً لكرار التهامي عن ذلك الوجه الذي ظهر به في فترة مجلس التسيير، مع أمنيات التوفيق للهلال في قادم الأيام.