الخوف من تنفيذ ركلات الجزاء معضلة تصيب بعض اللاعبين هذه هي الأسباب النفسية لفشل النيجيري وارغو! هدير المدرجات يشل تفكير لاعبينا!! حوار أجراه: صلاح ود أحمد نواصل اليوم الحلقة الثانية من الحوار الذي سبق أن أجريناه مع الدكتور أحمد التوم سالم الاختصاصي النفسي في المخاطر العالية ورئيس رابطة أهل الهلال بلندن بعد عودته مؤخراً من عاصمة الضباب لأداء بعض المهام العملية والخاصة بالبلاد فإلى مضابط الحوار..
أسباب احجام الأندية عن الاستعانة بالاختصاصي النفسي
عدد د. أحمد التوم سالم أسباب أخرى عديدة لإحجام أنديتنا عن الاستعانة بالاختصاصي النفسي ضمن طاقم الجهاز الفني كما هو معمول به في كافة دول العالم وقال: إن ثقافة المجتمع تؤثر على عمل المؤسسة وعلى الفرد في تقييمه للمخاطر «الهزيمة» وتقييمه للزمن والخلط بين علم النفس الرياضي والطب النفسي .. وثانيها الاعتقاد بأن الإنسان عندما يذهب للطبيب النفسي فإن ثقافة المجتمع السوداني تصفه بالجنون وهذا الخلط يؤكد أن ثقافة المجتمع تؤثر في عمل المؤسسة كما أن الثقافة السودانية ترى أن الاختصاصي النفسي حالة رفاهية .. كما أن الشجاعة التي تفوق الحد في ثقافتنا السودانية فالذي يتحدث عن مشاكله وعدم التفريغ ما بدواخله يصفه المجتمع بالشخص الضعيف الذي يعمل على افشاء أسرار الأسرة ووجود الاختصاصي النفسي مهم في الفريق فاللاعب قد يتعرض لضغوط أسرية واجتماعية حتى اصابات الملاعب تشكل جانباً من جوانب الضغوط النفسية للاعب الذي يعمل على معالجة هذه الحالة بالإضافة للطبيب المعالج.
اختبار اللاعبين الجدد
واصل الدكتور أحمد التوم سالم بأن تسجيلات اللاعبين الجدد تحتاج للاختصاصي النفسي الذي يقوم بعمل الاختبارات الشخصية للاعبين الجدد مثل هذا الشخص متعاون وهل من السهولة الانسجام مع الفريق أم خلاف ذلك؟ وهل هو شخص عنيد معتد برأيه لا يستجيب لتعليمات المدرب ولا زملائه القدامى وهذه الاختبارات النفسية تفيد إدارة النادي فائدة كبيرة في سبر أغوار وكشف شخصية اللاعب ونفسياته قبل التوقيع أو الانتقال للفريق. وأكد د. أحمد التوم سالم أن الاختصاصي النفسي يعمل على حفظ الأسرار بطريقة علمية.
نجاح الاختصاصي النفسي
وسألناه عن العوامل التي تساعد الاختصاصي النفسي في أداء دوره فقال: هناك (4) مكونات لنجاح عمل الاختصاصي النفسي وهي:
1- الثقة.
2- التواصل الفعال.
3- الأمل في حل المشكلة وتقليل المخاوف.
4- التعاطف مع القضية المطروحة.
تنفيذ ركلات الجزاء
وسألناه عن تنفيذ ركلات الجزاء من نواحي نفسية فاللاعب الذي يرفض تنفيذ الركلة يعود لخوف اللاعب من الفشل ولكن اللاعب الذي يقبل على تنفيذ الركلة يرى أنها فرصة العمر لشخصة لقيادة فريقه إلى الأمام وهو صاحب نظرة ايجابية والاختصاصي النفسي يكون عاملاً مساعداً في هذه الإختبارات.
الأهداف العامة للاعب الكرة
واصل الدكتور أحمد التوم سالم افاداته العلمية وتحدث عن لاعب الكرة وقال: إن أي لاعب يفترض أن تكون لديه أهداف عامة وهدف لكل مباراة بغض النظر عن المؤثرات الداخلية والخارجية والمؤثرات الخارجية تتمثل في صياح الجماهير والمؤثرات الداخلية تتمثل في صياح المدرب ولاعبينا تنقصهم المقدرة على التركيز وغالباً يكون تفكير اللاعبين منصباً على ما يدور في المدرجات وذهنهم يكون مهموماً بما تكتبه الصحف غداً ولذلك يدخل اللاعب المباراة وهو مشتت الأفكار.
أسباب فشل وارغو
سألنا د. أحمد التوم سالم عن أسباب فشل نجم المريخ وارغو رغم امكانياته الهائلة مع انيمبا النيجيري وتسجيله للمريخ الذي صاحبته ضجة كبرى؟ أوضح د. أحمد التوم سالم بأن أي رياضي لا يمكن أن يشك في كفاءة نجم المريخ النيجيري وارغو فهو لاعب غير في السن وموهوب ولكن هناك أسباب نفسية حالت دون تحقيق النجاح مع المريخ فالبيئة كانت أول العوامل فقبل التسجيل كان يجب أن يتم سرح دور اللاعب والبيئة الجديدة التي انتقل إليها وتاريخ الفريق والمتوقع والزملاء والمشاكل وطرق حلها بالإضافة لذلك نجد أن وارغو قد اصطدم نفسياً باستقبال كبير في مطار الخرطوم وهذا معناه أن هناك سقف عالي للتوقعات بنجاحه من الجمهور، ومرة أخرى أكرر بأن أي لاعب سواءً كان محلياً أو أجنبياً يجب أن يتم اخضاعه لاختبارات شخصية من قبل الاختصاصي النفسي وهناك خوف اللاعب من عدم تقديم هذه التوقعات وبالتالي فقد الثقة في نفسه وكان الفشل حليفه.
استقبال المحترفين بالمطار
وسألنا عن استقبال المحترفين في المطار قال د. أحمد التوم سالم بأن الاستقبال مطلوب ولكن بحدود معقولة وهذا الاستقبال من الممكن أن يحفز اللاعب من نواحي نفسية ويخلق في دواخله روح التحدي ليكون في مستوى الحدث، ولكن له جانب سلبي آخر فهو يصور اللاعب كأنه البطل وكانه المنقذ.
وسألناه حول ظاهرة محاولة الانتحار التي صاحبت انتقال هيثم وعلاء الدين للمريخ قال د. أحمد التوم سالم هناك الإعجاب بشخصية معينة والآمال العريضة وهي حالة احباط وردة وفعل. وحب النجوم ممكن أن يحدث، ومحاولة الانتحار تكون نتيجة لإكتئاب حاد وحالة إيذاء النفس كما يحدث لدى بعض الطوائف الدينية، والشروع في الانتحار يتم نتيجة لإشباع الرغبات ومحاولة البعض للفت الأنظار وهناك قضايا كبرى وعادلة كاختطاف الطائرات وتفجير النفس وقتل الآخرين كما يحدث في حالة الفدائيين، وبعض الأشخاص يحاول لفت الانتباه للظهور كهرولة بعض المشجعين الأوربيين داخل الملعب.