* في الأخبار أن مجلس إدارة نادي الهلال السوداني يدرس 25 سيرة ذاتية ليختار من بين أصحابها المدرب الذي سيشرف على الفريق خلفاً للفرنسي المقال ديغو غارزيتو، وبدايةً نقول إن التمحيص والتدقيق في اختيار من يقود سفينة فريق الكرة فنياً أمر في غاية الأهمية وهي خطوة يستحق عليها المجلس الإشادة والثناء، لكن يبقى من المهم جداً أن تكون دراسة هذه السير الذاتية مقرونة بالواقع الماثل والظروف التي تحيط بالفريق بوجه خاص في هذه الفترة وظروف السودان بصورة عامة، والأهم من كل هذا وذاك أن يحدد المجلس بدقة كما أشرنا في وقت سابق ماهو المطلوب من المدرب القادم مع الوضع في الاعتبار أهمية تحديد سقف زمني لتنفيذ ماهو مطلوب. * لقد عرفت العشرية الأولى من الألفية الجديدة العديد من أسماء المدربين الذين كان لكل منهم بصمته الخاصة دون أن تمنحه هذه البصمة حق الاستمرار ومواصلة المسيرة حيث أن سيف الإقالة كان دائماً مايسبق عزل الداعمين، ومنذ أن قاد العراقي أنور جسام الهلال لنهائي البطولة العربية لتونس بدأت ساقية المدربين في الدوران فجاء مصطفى يونس ليضع بصمة ويقدّم العديد من الأسماء التي أعطت الهلال كثيراً وعلى رأس هؤلاء قائد الفريق الحالي المعلم الصغير عمر بخيت، ورحل مصطفى يونس ليأتي برانكو والذي دوّن الهلال في عهده أول انتصار على الأهلي المصري بهدف ريتشارد الشهير على ملعب الكلية الحربية.
* بعد رحيل برانكو جاء الحيدوسي والذي قاد للهلال لمجموعات كأس الاتحاد الإفريقي كأول فريق سوداني يرتاد الأدوار المتقدمة في إحدى بطولتي الكاف وهو مامثّل نقلة نوعية في مشاركة الأندية السودانية خارجياً، ورحل الحيدوسي ليخلفه ريكاردو والذي وجد الفريق على عهده الاستقرار الفني والإداري فحقق نتائج عديدة أفضلها موسم 2007 وتراجعت اسهم ريكاردو بتراجع نتائج الفريق ليرحل ويخلفه مواطناه دوسانتوس وكامبوس قبل أن تحط التجربة الهلالية رحالها عند المدرسة الصربية وتأتي بميشو وهو مدرب لم تسبق التعاقد معه ضجة إعلامية كبرى لكنّه نجح في تحقيق نتائج لافتة وقدّم تجربة مميزة خلافاً لخليفته غارزيتو.
* ومن المهم جداً أن يدرس مجلس إدارة نادي الهلال بالإضافة للسير الذاتية، مسيرة المدربين السابقين للاستفادة من السلبيات التي اعترت مسيرتهم والعقبات التي حالت بينهم وبين تحقيق الحلم التأريخي لشعب الهلال وهو حلم التتويج ببطولة خارجية طال انتظارها واقترب الهلال من معانقتها أكثر من مرة دون أن ينجح في إدراك غايته وتحقيق مبتغاه، القراءة المتأنية لتجارب المدربين المذكورين أعلاه ستجنّب الهلال الكثير من المزالق وتعينه على البداية من حيث انتهى آخرهم دون الحاجة لبداية التجربة ذاتها من جديد، وهنالك حزمة من الضمانات الكفيلة بنجاح المدرب أولها التأني في الاختيار وثانيها تحديد ماهو مطلوب وثالثها دراسة التجارب السابقة وفق ظروف ومعطيات واقع الهلال.