شهد الغناء العربي انحطاطا في عهد التلفزيون والفيديو كليب لم يعرفه في السابق الا في الكازينوهات وعلب الليل معتمدا في جزء كبير لرواجه بين الشباب خاصة المراهقين علي تعري المطربة والموديل والراقصة واوضاع الجسد المثيرة والكلمات المبتذلة في بعض الاغنيات وبذلك للاسف الشديد ساهم التلفزيون في انحطاط الاغنية العربية اما في عهد الحفلات الغنائية المسرحية في الستينات وماتلاها وفي عهد الراديو وبدايات التلفزيون كان الغناء العربي يتسم بالاحترام والموضوعية والتذوق الموسيقي الافضل ولبس (الماكس) الكاسي للمطربات.. وانجب هذا الزمان قمما امثال ام كلثوم وفيروز وعبدالحليم حافظ ووردة الجزائرية ونجاة الصغيرة وفايزة احمد ووديع الصافي وحتي صباح وغيرهم ووظف وانجب عباقرة في الموسيقي مثل محمد عبدالوهاب والرحبانية ورياض السنباطي وكمال الطويل ومحمد الموجي وغيرهم كما اتسم اختيار الكلمات لكبار الشعراء بفهم كبير لدور الاغنية. الانحطاط الذي سقطت فيه الاغنية العربية المرئية لايقف عند المشاهدة فقط بل يؤثر هذا المهرجان اليومي من التعري والاثارة المبثوث في القنوات من المحيط الي الخليج في مزاج وافكار وتصرفات وافعال الشباب.
السودان يختلف عن باقي الدول العربية في خلع فنه الغنائي والمسرحي والدرامي من التعري والاثارة والاباحية وهذا ناتج من طبيعة المجتمع الديني المحافظ لكن السوداني يحب الغناء ويعتبره فاكهة الحياة غير المحرمة ومثلما ان النبوغ يبدا في الانسان مبكرا يبدا في تجارب الشعوب مبكرا ايضا وما يلي ذلك يكون عبارة عن استنساخ واستنباط اشكال جديدة من الابداعات القديمة.
تألق الغناء السوداني مبكرا في عصر الحقيبة وماتلاها من تطور في الالات والالحان والاداء والكلمات لم يفقد الحقيبة مكانتها بل اخذ منها ولم ينشأ من فراغ وكان المزاج السوداني الراسخ من القوة بحيث لم يتأثر الغناء واللحن السوداني بالغناء العربي خاصة المصري ولم يتلاش فيه رغم (هجمة) هذا الغناء العربي عبر السينما والاسطوانات في النصف الاول من القرن الثاني ماعدا حالات قليلة جدا لاتذكر ولم تبعد الاغنية السودانية من مسارها المحلي.. ساهمت الاذاعة السودانية علي مدار الاربع وعشرين ساعة في نقل الاغنية والموسيقي السودانية الي السودانيين وهي صاحبة الفضل الاول والكبير في تكوين المزاج الغنائي السوداني وتلي الاذاعة في ذلك الحفلات العامة في المسارح ودور السينما وبيوت الافراح والتلفزيون منذ الستينات بالاضافة الى اذاعة ركن السودان واذاعة لندن والاسطوانات واشرطة الكاسيت قبل الانتاج التجاري. استمر هذا الوضع دون توظيف او توجيه رسمي للغناء حتى ثورة الانقاذ الوطني في بداياتها حيث برز الغناء الحماسي والوطني باستمرار وبجرعة أكبر وكان قبلها موسميا وفي الحكم الجديد الاسلامي لم يمنع الغناء العاطفي بل تمت تنقيته ومن ناحية اخري لم يعد يجد نفس الانتشار السابق وان كان موجودا في الاجهزة والمجتمع دون انقطاع كبير وواضح بعبارة اخري تحس به دون ان يشعرك بنفوذه القديم مثل سد او وقف جريان الماء مع ابقاء بعض المنافذ هنا وهناك لاستمرار تدفق الماء بميزان معين واتجاه معين في تلك الفترة تقريبا التسعينات ظهر تحول في تاريخ الاغنية السودانية تمثل في ظهور موجة جديدة من الفنانين اطلق عليهم لقب الفنانين الشباب انتشروا واشتهروا خارج مؤسسة الاذاعة والتلفزيون عن طريق شركات انتاج واعتمد الجيل الجديد بنسبة كبيرة على اعادة تريد اغاني الحقيبة والرواد خاصة الذين توفاهم الله ومصطلح الفنانين الشباب يمكن ان يقرأ من جانبين الجانب الاول ان الفنانين صغار السن والجانب الثاني ان جمهورهم من صغار السن ايضا ويتركز في الجامعات والمسارح الخاصة وصار في مقدمة شباك المسارح والكاسيت بعض الفنانين الشباب خاصة محمود عبدالعزيز ونادر خضر بينما قلت الفرص او انعدمت في المسارح التجارية لفنانين كبار امثال صلاح مصطفي وصلاح ابن البادية وحمد الريح وعبدالكريم الكابلي وغيرهم ونافس في المسارح التجارية محمد الامين ومحمد وردي والبلابل بعد عودتهم باعتبارهم الاكثر انتشارا من الجيل القديم.
انتقل الي المولى عز وجل جيل الحقيبة ومعظم جيل الرواد ومابعده ابراهيم الكاشف وعثمان حسين وابراهيم عوض واحمد المصطفي وحسن عطية وعبدالعزيز محمد داوود وصلاح محمد عيسي والتاج مصطفي ورمضان حسن وعبدالدافع عثمان وعائشة الفلاتية وعثمان الشفيع وصالح الضي وحسن الخليفة العطبراوي وخوجلي عثمان وخلف الله حمد ومهلة العبادية ومني الخير واحمد الجابري ومصطفي سيد احمد ومحجوب عثمان وخضر بشير والعاقب محمد حسن وغيرهم وتوقف عن الغناء ثنائي العاصمة لوفاة ابراهيم ابوديه وقل عطاء ووهج القدامي الاحياء وندر ظهورهم في المسارح واجهزة الاعلام لتغير الزمن وعامل السن وظروف اخري ولم يعد الكاسيت بنفس الالق السابق وتضافرت عوامل سياسية ودينية واعلامية وزمنية لجعل بث اغنيات الحقيبة والرواد مابعد الحقيبة يتراجع من الصفحة الاولي الي زاوية في صفحة داخلية ويتحول الي تراث مثل ما حدث في مصر لسيد درويش ومنيرة المهدية ومحمد عبدالوهاب وام كلثوم وغيرهم حيث اصبح الاهتمام هناك بالجيل الجديد لكن الذي حدث في السودان ان الفنانين الشباب حافظوا علي اغنيات الفنانين القدامي بترديدها بدلا عن تحديهم باغنيات جديدة خاصة تنافس وتحتل الصدارة واقتصر التقليد علي المسارح وبعض اللقاءات الي ان ظهر اكبر مهدد ازعج السلطات المعنية وعرقل ما دأبت تخطط له سنوات عديدة من تحجيم محدد ومبرمج لغناء الحقيبة الحسي المعني بمفاتن المرأة وغناء الرواد في الغزل المكشوف وماشابه ذلك هذا المهدد يكمن في الرواج الجماهيري الكبير الذي وجده برنامج (اغاني واغاني) الذي يعتمد على تقليد واعادة ترديد اغنيات الحقيبة والرواد باصوات فنانين اخرين ومعظم عوامل نجاح البرنامج تعمد علي هذه التوليفة وحتي اذا غاب من البرنامج ماذكرناه من محاذير في الغناء تجابه بتحفظات فان التغزل في النساء عموما اذا زادت نسبته لايجد الترحيب والدعم والتعضيد في السياسات والتوجهات العامة والسماح بهكذا غناء (فقة ضرورة) تلميه متطلبات المرحلة والاولويات وليس في الامكان الان انتزاع عشق الغناء من افئدة الناس جملة وتفصيلا لكن يمكن التدرج في ذلك وعدم السماح لكل ما من شأنه يزيد من اشتعال الجذوة.
الغناء في التوجه الحضاري لم يحسم امره ولم تتوحد الاراء بشأنه ويحتاج الي المزيد من الدراسات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتنموية خاصة في مايتعلق بمصطلح تنمية الموارد البشرية ولايقتصر فقط على الدراسات الدينية ولابد من الوضع في الحسبان ان علاقة الانسان السوداني بالغناء لاتسيطر عليها السلطات المحلية فقط لسبب بسيط ان مطلق الغناء بمختلف انواعه الردئ والجيد يصل يوميا الي الانسان السوداني عبر القنوات الفضائية ومايمنع او يحجم هذا يجد الناس بالالاف الاسوأ منه هناك في القنوات الاجنبية صحيح ان السوداني يبحث عن الغناء السوداني لكن يجب الا ننسى ان الفنانات والفنانين العرب خلقوا قاعدة جماهيرية عريضة في اوساط الشباب السوداني.
جمل تكتيكية
٭ اللاعب الاجنبي يحصل علي الجنسية السودانية عند سلم الطائرة
(اسامة ونسي)
٭ انا زي الاسعاف
(خليفة أحمد)
٭ الباشا وبله جابر يستحقان الاحتراف في اوربا
(باسكال)
حدث في مثل هذا اليوم
{ 6/8/2004م حظرت تايلاند مباريات الملاكمة بين قرود الاورانج اوتان
{ امنعوها بين البشر فهي رياضة خطرة والرفق بالانسان اولى من الرفق بالحيوان.
بالمناسبة
{ قال ابوالفتح البسني
خذ العفو وامر بعرف كما
امرت والمرض عني الجاهليي
ولي في الكلام لكل الانام
فمستحسن من ذوي الجاه لي
{ وقال ابوالعلاء المعري
اذا عفوت عن الانسان سيئة
فلا تروعه تأنيبا وتقريعا
{ وقال شاعر:
سالزم نفسي الصفح عن كل مذنب
وان كثرت منه الى الجرائم
فما الناس الا واحد من ثلاثة
شريف ومشروف ومثل مقاوم
{ وقال بكر بن حماد:
واكرم عفو يؤثر الناس امره
اذا ماعفا الانسان وهو قدير
{ وقال شاعر
والعفو عند لبيب القوم موعظة
وبعضه لسفيه القوم تدريب
{ وقال حافظ ابراهيم:
ابرئ يعفو عنه مذنب
كيف تسدي العفو كف المذنب؟!
{ وقال المتنبي
وما قتل الاصرار كالعفو عنهم
ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا؟
{ وقال شاعر
يستوجب العفو الفتي اذا اعترف
بما جناه وانتهي عما اقترف
قهوتنا والبحث عن زوجه
الجديد في برامج شهر رمضان بالنسبة لكل القنوات التلفزيونية هو برنامج (قهوتنا) ويعتمد علي اثارة موضوع اجتماعي في كل حلقة ومعالجته بالشعر البلدي وجذب الثنائي بشري ابراهيم ونضال حسن المشاهدين بطرافة الشعر وحسن الاداء وطلاقة الوجه والقدرة على الانسجام وبهرت نضال المشاهدين بنيولوك في التقديم يعتمد علي التلقائية وعلى جمال وانبساط وهدوء الوجه والهيئة عامة دون انزعاج او انشغال خارج النص وعكست نضال الطابع الريفي في الكلمات التي تنطق بها والبعد عن بهرج المكياج والاصباغ وكانت اطلالتها صوت وصورة تنقل تعابير وجهها احساسها بالقصيدة.. ويقف خلف هذا العمل المنتج المبدع معاوية قمر.
تميزت قناة قوون ايضا عن القنوات الاخري بمسلسل الكرتون (زاوية مشاترة) للسنة الثانية علي التوالي وكنا اشدنا بهذا العمل في حينه العام الماضي.
ومن الاعمال الجديدة المسابقة الرياضية بالاشتراك مع مؤسسة الفداء للانتاج الاعلامي وهي لاتكتفي بالسؤال بل تقدم كل يوم معلومة مفيدة في ضروب الرياضة المختلفة وليس كرة القدم فقط.
واجري برنامج اقوان في رمضان حوارات مع مختلف عناصر المجتمع الرياضي بشكل جديد انتاج فاطمة الصادق واسماء الكاروري وعلى ذكر فاطمة الصادق ومايشاع من انها كانت في يوم من الايام مريخابية احب ان اعلق هذا الموضوع من باب الطرافة ليس الا واقول: ان وصيفة ملكه الجمال لاتقنع بهذا اللقب ولايمثل لها كل طموحاتها.
المسلسل الفكاهي (البحث عن زوجة) وكاميرا (حبظلم بظاظا) وبرامج اخرى يضيق المجال للحديث عنها منحت شهر رمضان في قناة قوون نكهة خاصة.
يا الفريدو .. عذبتنا
حصل الهلال على المركز الاول افريقيا وعربيا عن شهر مايو 2011 لم يعجب ذلك الوصيفاب لكن قال بعضهم مرة واحدة وتفوت والناس تنساها ففاز الهلال بنفس المركز في شهر يونيو 2011 علي التوالي فجاء وقع ذلك عند الوصيفاب اكثر ايلاما لكنهم (سردبوا) واستحملوها هذه المرة وقبل ايام تحدثت وكالات الاعلام عن حصول الهلال علي المركز الاول افريقيا وعربيا عن شهر يوليو 2011 للمرة الثالثة علي التوالي.
بحثت عن عبارة اصف بها ما اصاب الوصيفاب من هذا التوالي الثلاثي العالمي للهلال والمرشح للزيادة في الشهور القادمة فوجدت عبارة يستخدمها الطيب مصطفي في مقالاته عندما يبلغ السيل الذبى يقول (هذا يفقع المرارة ويفري الكبد) ووجدت العبارة ليست كافية فاضفت اليها من عندي علي لسان الوصيفاب فاصبحت (هذا يفقع المرارة ويفري الكبد ويهرس الفشفاش) وتقديرا لحالة الوصيفاب حقو الهلال يخف شويه من قصة الاول دي يجي الثاني مثلا عشان الناس دي تقدر تاخذ نفس.. تهمنا صحة اخوانا الوصيفاب خاصة في الاعلام السالب اكثر من المراكز.. انها مجرد لعبة كرة قدم جلدة منفوخة بالهواء ولا تستدعي ان تجيب ليكم الهوا.