تخيل وأنت تسير على الطريق .. فجأة ظهرت امامك عربة يجرها حمار أو حصان ( عربة كارو ) .. ثم تخيل ان صاحب هذه العربة قد علق على مؤخرتها علامة ( المارسيدس ) المعروفة .. في إيحاء منه أن سيارته هذه مارسيدس ( رأسها عديل ) .. أو ربما هو يتمنى أن يستيقظ صباحا ليجدها قد تحولت بقدرة قادر لمارسيدس ألماني آخر موديل .. وليس ذلك على الله ببعيد ..!! هذه العربة البدائية تشبه كثيرا الممارسة ( الديمقراطية ) في انديتنا ومؤسساتنا الرياضية المختلفة .. ديمقراطية مزيفة .. شائهة .. مفبركة .. مصنوعة .. ديمقراطية يجرها حصان .. لا تأتي بخيار الأغلبية كما تهدف لذلك الديمقراطية .. هنالك مصطلح يعلمه أهل السياسة ( الجماعة المتفلسفين ديلك ) يسمى الديمقراطية ( الأثينية ) نسبة لأثينا اليونانية مهد فكرة الديمقراطية ومنبعها منذ القرن الخامس قبل الميلاد حيث كان التصويت في العملية الإنتخابية مسموح به (فقط ) للرجال (الذكور ) .. وهي تشبه ما يحدث هنا في العملية الإنتخابية للأندية الرياضية حيث التصويت مسموح به فقط ( للعضوية المستجلبة ) وهي للذين لا يعلمون عضوية يتم حشدها وتسجيلها أعضاء في النادي المعين يسدد رسوم عضويتهم ( رجل بر وإحسان ) و شراء أصواتها لصالح إداري معين .. وتختلف الأسعار شراء الأصوات وحشد العضوية ما بين ساندوتش طعمية .. بطيخة .. الخ ..!! وللمعلومية فإن أعداد كبيرة من العضوية المستجلبة قد لا تكون لها علاقة بالنادي لا من قريب ولا من بعيد .. وبعضهم لا علاقة له بكرة القدم ..( بتاعين باسكت بوول ) ..!!
هكذا تمارس الديمقراطية لإختيار مجالس إدارات أكبر الأندية في السودان .. على طريقة ( الكارو المارسيدس ) ..!! هي ديمقراطية (غير حرة) تلك التي تمارس في الوسط الرياضي السوداني حيث لا يتم الترشيح و التصويت عن إقتناع وإيمان بمقدرات المرشح له ( رجل البر والإحسان ) وهي ديمقراطية شائهة و(غير سليمة) .. لذلك هي فاسدة وغير صالحة .. وغالبا ما تفشل المجالس التي تأتي بهذه الطريقة .. عليه وإلى أن يصل الناس بثقافتهم ومعرفتهم لمراقي ممارسة الديمقراطية الحقيقية (النظيفة) فإنه لا ضير من ممارسة الديمقراطية ( الليبرالية ) وهو شكل من أشكال الديمقراطية التي تعمل على حماية حقوق الأقليات .. وطالما أن الغالبية ( عضوية مستجلبة ) فلا ضير من ان تتدخل الدولة لتعيين مجالس إدارات متجانسة تمتلك المعرفة والمقدرة المالية .. تماما كما حدث في حالة مجلس المريخ الذي تم تعيينه مؤخرا برئاسة جمال الوالي .. تعيين نال تأييد ( الغالبية ) من اهل المريخ ..!!
داخل الإطار :
نصيحة لرئيس مجلس التسيير المريخي السيد جمال الوالي .. إجتهد لفتح ( خزائن الأفكار ) لدى المجموعة التي تم تعيينها لجانبك قبل فتح خزائن الأموال .. فالمريخ يحتاج إلى من يعلمه كيف يصطاد السمك .. لا من يطعمه كل يوم سمكة ..!! نصيحة للجنة التسيير الحمراء التي أعلنها وزير الشباب والرياضة ولاية الخرطوم .. يجب ان تكون الفترة القادمة ليست لتحسين مستوى فريق كرة القدم حتى يتمكن من الحصول على بطولة الدوري الممتاز ..لا لا هذا هدف ثانوي ينبغي ان لا يشغل مساحة كبيرة من التفكير يجب ان يكون الهم الأكبر للجنة التسيير التي ضمت عددا كبيرا من شخصيات الاعمال الناجحة هو بناء منظومة إدارية تنقل نادي المريخ من الأسلوب التقليدي الذي كان يدار به سابقا حاله كحال بقية الأندية السودانية .. وكلنا يعلم ان الأسلوب الذي تدار به أنديتنا قاعدته الرئيسية هي أن الكلمة والرأي لمن (يدفع) و تعتمد هذه الطريقة على أسلوب ( رزق اليوم ) .. حيث لا خطط ولا استراتيجيات توضع لتأمين ( رزق الغد ) وكلنا تابع ما حدث لنادي المريخ من ( فقر ) وفاقة ضربت الفريق بسبب عدم وجود أي خطط أو أفكار إستثمارية تقي الإعتماد على جيوب الأفراد .. ولا يرتبط استقرار النادي أبدا بتواجد زيد من الناس أو ذهابه .
خارج الإطار :
يكفي الاهلي شندي فخرا إعتراف الأستوديو التحليلي لقناة النيل الرياضية المصرية بأنه كان الأفضل وان خصمه الإسماعيلي لم يكن يستحق الفوز .. ولكنها ركلات الحظ التي وعلى ما يبدو لم يكن الاهلي مستعد جيدا لها .. دعونا نتحدث عن النمور في العمود القادم .