الإعلام هو العين الساهرة في المجال الرياضي بصورة خاصة والمجالات الأخرى بصورة عامة، ويعرف الإعلام في اللغة بالإيصال أو التبليغ ويمكننا أن نعرف الإعلام الرياضي بأنه إيصال أخبار أو معلومات أو إبداء آراء أو أفكار من الصحفي الرياضي المرسل إلى المستقبل من الجمهور الرياضي أو الإعلاميين أو مجالس الإدارات أو اللاعبين أو الأقطاب أو الأجهزة الفنية. يشمل إيصال الأخبار أو المعلومات التحدث عن القضايا الرياضية وعن أسبابها ونقاشها من زوايا الأمانة الإعلامية التي يجب أن يتحلى بها الإعلامي والتي أساسها الإبحار في أمواج صدق الطرح والرسالة وقد يحتاج الإعلامي لإبداء الرأي أو تحليل المشكلة وبيان وجهة نظره حسب علمه ومقدرته على المساهمة في الحلول.
يواجه الإعلام الرياضي الكثير من النقد والأوصاف التي تتعدى الحدود، ويدعى البعض أنه سبب من أسباب تدهور الكرة السودانية، وسبب رئيسي في انتشار ظاهرة التعصب الكروي بين العملاقين الهلال والمريخ على مستوى الجماهير والإداريين وحتى إعلامهما، وقد نتفق في جزئيات ونختلف في الأخرى ولكننا لا نقر أبدًا كل ما يقال حول الإعلام لأن هناك أقلام إعلامية قوية في الأداء تتعامل بمهنية وعقل مع كل القضايا التي تظهر بين الفترة والأخرى وتعتبر من الأسماء اللامعة في هذا المجال وهم قدوة لنا ننهل من علمهم ونتعلم من خبرتهم ونحترمهم ونحترم ماقدموه خلال مشوارهم الإعلامي، وسوف نفصل في ذلك مستقبلاً ونذكر من هذه الأسماء التي لن ينساها التاريخ لأنهم معروفين لدى القاصي والداني بحملهم لراية الإعلام الرياضي في فترات طويلة.
وقد نجد إعلاميين يتعاملون بثقافة الميول وتسيطر عاطفة حبهم لناديهم على أقلامهم فتجدهم يسيرون في طريق النادي حبًا يدفعهم للدفاع عنه وتغيير الحقائق أحياناً.
يجب على الإعلامي التمسك بمنهج الفكر وجعله نبراساً في وهج الحروف التي يكتبها يراعه بعيدًا عن الانفعالات والخروج عن النص لأن الإعلام يعتبر حضارة والحضارة يجب أن تتطور مع مسيرة الإعلامي فالكل يتطور وتظهر جميع فنون التطور في المجتمع فلذلك يتوجب عليه العمل على تطوير نفسه والوصول إلى نضوج أفكاره وتقديم ماهو جديد مما يضيف الكثير للقارئ .
نشير إلى أن الإعلامي الناجح هو الذي يسير بخطط وإستراتيجية معينة وأهداف يرغب في تحقيقها وفق معايير معينة وضوابط وفترة زمنية محددة فالسير في طريق الإعلام بطريقة عشوائية يعني الضياع في هذا العالم الذي يحتاج إلى الإبداع.
على كل الإعلاميين فتح صفحة جديدة مبنية على الفهم الإعلامي السليم والبعد عن التعصب وتحكيم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، ونحن في شهر الصيام شهر المغفرة والطاعة نتمنى أن نبادر بنسيان الخلافات وأن تكون قبيلة الإعلاميين على قلب رجل واحد وأن تتناسى الماضي.
ختاماً قد يقع الخطأ وليس عيباً أن نخطئ ولكن العيب الاستمرار بالخطأ فعلى الإعلامي الذي يخطئ في حق زميله الإعلامي المسارعة بالتسامح معه وفق ماتفرضه علينا شريعتنا... وتقبل الله صيامنا وصيامكم.