قرر تحالف قوى الإجماع تنفيذ اعتصام غدا الثلاثاء ، احتجاجا على اعتقال جهاز الأمن ل (6) من قياداته على خلفية توقيع (وثيقة الفجر الجديد) . وقال المتحدث باسم تحالف المعارضة كمال عمر في مؤتمر صحافي بالخرطوم أمس، إن قيادات المعارضة ظلوا معتقلين في ظروف صحية صعبة، وألا سبيل للمطالبة بإطلاق سراحهم غير الاعتصام، وممارسة الضغط الشعبي لإطلاق سراحهم، لانعدام المؤسسات التي يمكن اللجوء إليها. وأوضح أن الاعتصام المقرر الثلاثاء يعد بداية لعمل شعبي واسع للضغط على الحكومة لإطلاق سراح المعتقلين، وإتاحة الحريات المنصوص عليها دستوريا. وقلل عمر من أنباء تتحدث عن عزم (مجلس شؤون الأحزاب) حل أحزاب المعارضة بسبب توقيع (ميثاق الفجر الجديد)، وقال إن الأجهزة الأمنية تمارس القمع على الأحزاب وأنشطتها باستمرار، وإن حلها أو عدمه لن يؤثر على عملها، واتهم حزب المؤتمر الوطني بتحريك مجلس الأحزاب ضد المعارضة بما يخالف قانون الأحزاب الذي تنص المادتان (24) و(26) منه على حمايتها. وقال كمال عمر: (الأجدى لمجلس الأحزاب محاسبة الحزب الحاكم وحله لأن رئيسه برتبة مشير في الجيش، وهو أمر يحرمه القانون، إضافة لتضييقه على الحريات وانتهاكه القانون). وأكد رفض قوى الإجماع المشاركة في لجنة إعداد الدستور الرئاسية المكلفة إعداد مشروع دستور جديد للبلاد، ووصف أي دستور تتم صياغته بوجود النظام الحالي بأنه (باطل)، وأن صياغة الدستور تتطلب تكوين حكومة قومية انتقالية تكفل الحريات وتوقف الحرب في أنحاء البلاد المختلفة. واشترط عمر لدخول المعارضة في حوار مع الحكومة أن يفضي إلى تفكيك النظام الحالي وتأسيس وضع انتقالي يخرج البلاد من أزماتها. واعتبر عمر مشاركة قيادات معارضة مع قيادات من حزب المؤتمر الوطني الحاكم في ندوة (مغلقة) نظمها (مركز الحوار الإنساني) السويسري أول من أمس، أنها لبحث مطلوبات الحوار الوطني، وتستهدف طرح شروط المعارضة للحوار مع الوطني. وقال عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي د. الشفيع خضر لصحيفة (لشرق الأوسط) إن الندوة التي عقدت بالخرطوم أمس هي الثانية من نوعها التي يعقدها المركز الدولي، وعقدت الأولى في سويسرا وشاركت فيها الحركات المسلحة وقوى المعارضة، وتهدف لبحث كيفية حل قضية السودان بسلام، وتنظيم تحالف سوداني ضد الحرب، وحل مشكلة البلاد داخليا. وأضاف أن مخرجات الندوة غير ملزمة، وأن المعارضة قدمت خلالها نظرتها للوصول لتسوية سياسية مع النظام، فيما قال الأمين العام لحزب الأمة د. إبراهيم الأمين لنفس الصحيفة إن الندوة تعد تمهيدية لمرحلة ما قبل الدخول في حوار مع الحكومة، وتهدف لخلق مناخ ملائم للحوار. وأوضح القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي تاج السر محمد صالح أن الندوة استعرضت الشروط اللازمة لحوار يعالج احتباس الأوضاع السياسية في البلاد، وأضاف صالح أن المشاركين في الندوة أبدوا استعدادا عاليا للاعتراف بالآخر وقبوله، وأن الندوة ناقشت وضع الحريات والإجراءات الأمنية، وحالة الطوارئ، وأن يفضي الحوار إلى التحول الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة، وأضاف أن المشاركين من حزب المؤتمر الوطني أبدوا إدراكا وتفهما لمقتضيات مثل هذا الحوار، وأن ممثله أمين العلاقات الخارجية البروفسور إبراهيم غندور على علاقة بأنشطة المركز.