أكد مقتل صبي يبلغ من العمر 15 عاماً تورط جيش عمر البشير في جريمة تجنيد الأطفال ومخالفته حتى قوانين القوات المسلحة نفسها بتحديد عمر (18) عاماً كحد أدنى للتجنيد . و لقي الطفل حمدان عبد الله وهو مجند بالقوات المسلحة الحكومية مصرعه خلال إشتباكات عسكرية في الحدود بين جيش الخرطوم وجنوب السودان في الثامن والعشرين من فبراير الماضي . وتعيش أسرة المتوفي حمدان بمنطقة (كرمة البلد) بالولاية الشمالية ، بالقرب من منزل أسرة وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين. وكان حمدان يدرس بمدرسة الفاروق بنين بالصف السادس الإبتدائي ، قبل ان يترك مقاعد الدراسة ويُجند بالجيش الحكومي العام الماضي ، عندما كان يبلغ من العمر 14 عاماً ! ويعتبر تجنيد الأطفال والزج بهم في الحروب جريمة حرب بموجب قانون المحكمة الجنائية الدولية . ويحظر القانون الدولي الإنساني تجنيد الأطفال في عمر ال (15) ، وتعتبر القوانين الدولية سن ال (18) كحد أدنى للتجنيد وللاستخدام في الأعمال الحربية . وهي جريمة إضافية ستضاف إلى سجل جرائم الحرب لعمر البشير ووزير دفاعه عبد الرحيم محمد حسين إلى جانب الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية المرتكبة في دارفور حيث يواجهان مع كوشيب وأحمد هارون اتهامات من قبل مدعي المحكمة الجنائية الدولية. وتضع الأممالمتحدة الأنظمة التي تقوم بتجنيد الأطفال في (قائمة العار) التي يصدرها الأمين العام سنوياً . جدير بالذكر ان قانون القوات المسلحة لسنة 1986يمنع تجنيد من هم دون سن ال (18) عاماً في العمل بالقوات المسلحة السودانية. وحسب موقع وزارة الدفاع السودانية على شبكة الانترنت ، جاء في اخر إعلان لتجنيد أفراد للعمل بالقوات المسلحة ديسمبر 2012 : أن يكون سوداني الجنسية ، ألا يقل العمر عن 18 سنة ولا يزيد عن 25 سنة ، أن يكون لائقا طبياً ، ألا يكون قد سبق أدانته بجرائم مخلة بالشرف والأمانة وأن يكون حسن السير والسلوك . وكان المؤتمر الوطني إتهم الشهر الماضي حكومتي دولة الجنوب وأوغندا على تجنيد أكثر من ثلاثة آلاف في الجيش الشعبي التابع لدولة الجنوب للزج بهم في الحرب. ودعا أمين المنظمات بالمؤتمر الوطني عادل عوض في تصريح صحفي 18 فبراير الماضي لوقف تجنيد الأطفال من قبل حكومة الجنوب حسب زعمه ، وقال ( أدعو الأممالمتحدة والمنظات الدولية والصليب الأحمر الدولي للتدخل الفوري والعاجل لوقف ما يتعرضون له من انتهاكات وحرمان لحقوقهم فى التعليم والصحة وغيرها من الخدمات). وفسر مراقب سياسيجريمة تجنيد أطفال والزج بهم في أتون القتال بانها ( تأكيد على أوضاع الجيش وهروب الشباب من الانضمام إليه) ، ( لانه جيش تقوم عقيدته على الحروب الأهلية، المستمرة منذ الإستقلال). وقال ( لم يتبق لعمر البشير سوى حشد الأطفال بعد أن مل شباب حزبه الحروب ، أو اغتنوا وسرقتهم الحياة الدنيا عن حماية نظامهم المتهالك )، وأعتبر عزوف الشباب تأكيد على ارتفاع وعيهم ورفضهم الانضمام إلى جيش الإبادة والعنصرية).