محمد عثمان ابراهيم.. www.dabaiwa.com الحقيقة أنني لم أجد مفردة أدق من (الكِرْتِلّة) لتقديم توصيف جامع مانع لميثاق (الفجر الجديد) الصادر عن (الجبهة الثورية). ولمن لم يدرك بسبب من صغر السن معنى أو عهد الكِرْتِلّة، نتبرع بتعريفها بأنها ورقة مقواة تكبر أو تصغر بها شبه من بطاقات (الإسكراتش) التي تخفي أرقاماً سرية مدفوعة الثمن. كانت الكِرْتِلّةتحتوي على مربعات يحمل كل منها صورة رمزية ما. في مكان مميز منالكِرْتِلّة يوجد مربع يخفي تحته الصورة الفائزة وهي مكررة عن واحدة من الصور المائة. الغرض من استخدام الكرتلة هو بيع بعض البضائع على طريقة اليانصيب بسعر منخفض جداً لكنه يحقق للبائع ربحاً هائلاً فإذا قرر فرد ما بيع ساعة ثمنها 100 جنيهاً بهذا النظام فإنه سيبيع الصورة الواحدة في الكرتلة بجنيهان فقط فيحصل هو على 100 جنيه كربح فيما يحصل الفائز على ساعة بسعر جنيهان. المتنافسون المائة على الساعة يدركون مقدماً أن واحداً منهم فقط سيفوز والبقية خاسرة لكن رخص رسم الدخول في المنافسة مقارنة مع قيمة الجائزة يدفعان الكثيرين دفعاً للمشاركة. قامت الجبهة الثورية بصياغة متعجلة لكمية من الدجل المستعاد وبعض (الإسرائيليات) نحو تدريس الإبادة الجماعية في المدارس في مسعى لتحقيق تشابه بين (الهولوكوست) وحروب السودان البشعة هي الأخرى على أي حال. بعد أن استقامت هذه الصياغات في مستند واحد قامت الجبهة بتسمية الوليد الهجين ب(الفجر الجديد) ثم جعلت التوقيع عليه بجنيهين! هذا سعر مقدور عليه لدى كافة المتبطلين والساسة غير الحاصلين على تأييد شعبي وهكذا وقع/ قطع في الكرتلة نصر الدين الهادي، والتوم هجو، وعبدالعزيز خالد، ونجلاء سيد أحمد، ويوسف الكودة، ومحمد زين العابدين، ومحمد داؤد، ومهاجر في الولاياتالمتحدة اسمه يوسف وربما تقرر الجبهة الثورية التجول بالكرتلة حول عواصم العالم حتى تكمل العدد المطلوب. كمبالا الآن تغص بنشطاء (تقرأ خاملين) سياسيين من كل اركان السودان. كل من يملك جواز سفر وسعر التذكرة، يمكنه أن يأخذ مقعده الطائرة الى كمبالا وسيتم تنظيم احتفال صغير له للتوقيع وسيتم نقله لنا بكاميرا مهتزة عبر اليوتيوب. ماذا لو تعلمت نجلاء سيد أحمد التصوير بدلاً من كل هذا العناء؟ التصوير سهل ويمكن دراسة أبجدياته مثل تثبيت الكاميرا، واستخدام الحامل، وتحديد الإطار،واستعمال العدسة للتقريب، وغير ذلك في فترة قصيرة! حسناً، كل من يسافر الى كمبالا سيحصل على فرصة للتوقيع على كرتلة الجبهة الثورية ومن لا يملك جماعة سياسية سيتم عمل جماعة له سيصمم لها النشطاء/ الخاملون شعاراً ويمنحونها اسماً مختصراً هو جماع الأحرف الأولى من اسمها بالإنجليزية ثم ينظمون لها حفلاً صغيراً يتبرع فيه قادة منظمات المجتمع المدني ب(رش الحديقة) و(رص الكراسي) شكراً لشاعر الشعب محجوب شريف على العبارتين الثريتين وابوالقاسم إمام بالتقديم والبقية بالتلويح للكاميرا. حين تكتمل التوقيعات ويتم التعرف على الصورة الفائزة سيدرك 99 موقعاً على الوثيقة أنهم خسروا فيما سيكسب واحد الجائزة الصغيرة وهي تذكرة سفر على الخطوط الجوية الإثيوبية ولقاء مع ثابو مبيكي في أحد فنادق أديس أبابا! * بعد نشر هذا العمود، نقلت الأنباء خبر توقيع السيدين محمد مصطفى زمبور (رئيس رابطة أبناء دارفور بجنوب السودان) ومحمد اسحق كسكندي (رئيس رابطة دارفور بيوغندا) على ميثاق الفجر الجديد! ترى ما هي المعايير المطلوبة للتوقيع على الميثاق؟