نحن في الكلاكلة القبة، نعاني من كارثة بيئية وشيكة تتمثل في تلك الحفرة الكبيرة والعميقة التي نشأت عندما تم حفرها لأخذ التراب لردم الشارع الرئيس الذي يمتد حتى جبل أولياء (حفرة المعونة)… وحينها لم يكن يملك مخططوا المدن في مديرية الخرطوم آنذاك أي تصور لتمدد المدينة إلى هذا الحد والذي أدى إلى أن تمتد المساحة السكنية إلى ماوراء تلك الحفرة العجيبة بأميال عديدة وإلى ساحل النيل الأبيض بطوله الموازي للكلاكلات.. ثم إتسعت بعد ذلك تلك الحفرة لتصبح بمساحة أكثر من عشرة ألفا من الأمتار المربعة تقريبا وبعمق تم معه إختلاط مياه النهر القريبة بالمياه الجوفية تحت الحفرة مما أدي إلى فيضان دائم داخل الحفرة … وبسبب قيام الأهالي في غياب السلطة المحلية بأخذ التراب لبناء المنازل التي حولها… وقد توقف نقل التراب بعد فترة بمجهود من اللجنة الشعبية ولكن بعد أن إتسعت الحفرة إلى ذلك الحد الكبير … وإمتلأت بالمياة والنباتات الإستوائية ومنها نبات الخيزران الذي تؤدي زهوره إلى إحداث تلف في العيون بالإضافة لتوالد زواحف وحيوانات أخرى مضرة. وتفاقمت المشكلة البيئية بعد أن توقفت سيارات نقل النفايات من المنطقة فلم يجد الأهالي حول الحفرة بدا من رمي النفايات فيها … ويقوم نفر من كرام المواطنين بحرق هذه النفايات ولكن ذلك المجهود أقل من أن يتم به التخلص من النفايات بهذه الكميات الكبيرة… وقد أدى حرق النفايات خصوصا البلاستيكية إلى التأثير على مرضى الحساسية وضيق التنفس إلى درجة المعاناة المستمرة، حتى قرر بعضهم التخلص من منازلهم بالبيع والإنتقال إلى مناطق أخرى … حاولت اللجنة الشعبية بالكلاكلة القبة معالجة هذه المشكلة بأساليب متعددة منها ردم الحفرة، إلا أن مجهودها يعتبر قطرة في محيط بسبب حجم الحفرة وإتساعها .. الحل في نظري هو أن تعلن حملة قومية على مستوى الولاية لردم الحفرة بالأنقاض الترابية والأسمنتية غير الحاملة لنفايات، وذلك بالتعاون والنفير الكبير … ولو تسنى ذلك وتم إستنفار شاحنات الأنقاض من العمارات الكثيرة في العاصة فيمكن أن تردم هذه الحفرة في شهور قلائل ثم تعالج مسألة النفايات بإعادة سيارات نقل النفايات للمنطقة… ولكن ذلك يستدعي (وجيع) له إهتمام حقيقي ونفس طويل لإكمال هذا العمل ويحتاج هذا المشروع إلى البعد التام عن المصالح الشخصية وإصطياد المال الحرام في الماء العكر. فهل ياترى تتوحد الجهود للخلاص من هذه الكارثة البيئية المسماة حفرة المعونة؟ إذا نجحنا في ردم الحفرة وتسويتها فإنها سوف تصبح أرضا مسطحة ملاعب حرة للشباب والأطفال… وبقعة جميلة وسط الكلاكلة القبة بدلا عن مرمى نفايات وبؤرة كارثة بيئية.