نشرته جريدة السوداني عدد أمس 24 مارس 2013 السوداني تحاور علي كرتي على أرتفاع 28 ألف قدم ..! (2-2) ومشاهدات من الرحلة ..! ………………… لم يثبت إطلاقا أن السودان تدخل في شئون الخليج، وعهد التسعينات ولى وانتهى!!! هنالك تخوف مبرر من دول الخليج من المشروع الأممي للإخوان ويجب مراجعة موقف التنظيم الدولي للإخوان حول “الدولة الوطنية”..!!! بعض إسلاميي الخليج تبدر منهم تصرفات تثير الظنون حول خضوعهم لتنظيم دولي … ويجب عليهم الإبانة بوضوح …! السودان جاهز ومهيأ للتدخل ولكن يجب أن يكف هؤلاء عن التشويش…! الخارجية السودانية قطعت شوطا في التأهيل ورفع القدرات … وماضون في التوجه الأفريقي ..! ……………… من العسير جدا أن تعرف ما هو المطلوب من وزير الخارجية علي كرتي فالرجل عندما يعتلي المنصة في مرافعات ومواجهات بالإنابة عن بلاده ودولته وحكومته يبلي بلاء حسنا بل قد يجر هذا عليه بعض الإتهامات خاصة من بعض التكنوقراط والحرس الديبلوماسي القديم بإثارة التوتر في الأجواء الديبلوماسية والوضوح الزائد عن الحد. وعندما ينبري للمناقشات الداخلية في السودان حول تشكيل موقف السودان إزاء القرارات والمواقف الأممية والإقليمية ينفق جل وقته في إقناع الحزب الحاكم وقيادته وأجهزة الدولة ومؤسساتها بتفاصيل التفاصيل وتوقعات التوقعات ويأتي هذا في أجواء ملغمة بحملات مستعرة ضده … وبعد ذلك تنفتح عليه النيران وتتناوشه الأقلام التي لا تجرؤ على النيل من شخصيات بعينها وتحمله مسئولية كل العملية التفاوضية مع أن الرجل – بعد لأي وجهد – أوجد كرسي مراقبة للخارجية في طاولة المفاوضات ولكن ما أن تبرم الحكومة إتفاقا إلا تسكب بعض الأقلام المداد الغزير في توبيخ الخارجية ووزير الخارجية. دعونا نستكشف بقية المشكلات من خلال الحوار معه والذي اجريناه في طائرته الخاصة على فوق ذرى الجبال الرواندية العنيدة. ……………………. حاوره في سماء رواندا: مكي المغربي تصوير: أجبر أبوجبر ………………….. تحدثتم عن وضع إستراتيجيات جديدة ولكن هنالك دعوات لتغيير الولاء الإسلامي والتخلي عنه وربما يفهم البعض هذه المرونة التي تبدونها امام المستجدات ضمن هذا التوجه؟! هذه الهواجس لن تمنعنا من الصدع بما نراه حقا، ما اتحدث عنه بالتحديد هو طريقة التعبير عن الولاء الإسلامي إذا كانت غير مناسبة لهذه المعطيات والمستجدات فانها تأتي بنقيض أهدافها وتضعف التوجه الإسلامي ولا تقويه البتة. أريد أن أسأل … مثلا .. فيما يتعلق بجنوب السودان أو التوجه الأفريقي هل هنالك إستراتيجية ثابتة ثم بعد ذلك هددتها بعض العواصف أم أنه لا توجد إستراتيجية من الأساس؟! الصحيح وبكل أسف أنه لا توجد إستراتيجية وما أن تقوم بالتسويق لفكرة وجود إستراتيجية إلا تخرج أقلام بغرض التشويش بغير منطق ولا حجة ولا حتى معلومات صحيحة ..! هنالك تخوف من دول الخليج العربي إزاء الإخوان ودعاة التوجه الإسلامي السياسي … والسودان كان مصدر قلق خاصة إبان المؤتمر العام للحركة الإسلامية والذي لم يخف فيه البعض قلقه من التجمع الإخواني الكبير! سياسة الدولة واضحة جدا إزاء هذا الأمر، لم يثبت إطلاقا أن السودان تدخل في شئون دول الخليج أو استخدم أي آليات لإستضافة معارضات خليجية. هي أصلا سياسة عامة أن السودان لا يتدخل في شئون الدول الأخرى ولكن في قضية دول الخليج الموضوع واضح وقطعي. هنالك نماذج أخرى … هنالك دول تربطها بالسودان حدود ومجموعات سكانية مشتركة وخلافه بما يجعل الأمور ذات طبيعة مختلفة حتى من قبل نظام الإنقاذ ولكن في موضوع الدول الخليجية لا توجد مثل هذه الإشكالات كما ان الأصل أن هنالك تقدير وإحترام. ما نجزم به هو أن ظروف كل بلد يقدرها أهل البلد، وهنالك توافق بين الشعوب والحكومات في دول الخليج والسودان والسوادنيون يرتبطون منذ فترة طويلة بحكومات وشعوب الخليج العربي. نعم صحيح في بداية التسعينات كان هنالك عهد في السودان، ولكن هذا عهد قد انتهى وولى. هنالك صداقات حقيقية بين السودان وشعوب وحكومات الخليج العربي وللسودان سمعة ممتازة لمشاركته في مجالات التعليم والقضاء والصحة وإدارة المدن والخدمة المدنية وبالتأكيد السودان يريد تعزيز هذه السمعة الحسنة. أيضا السودان يخطب ود الإستثمار الدولي وخاصة الخليجي ومن غير المعقول أن يفتح أبوابه للإستثمار لدول ثم يؤوي معارضتها أو ما يهدد الإستقرار فيها. في حقيقة الأمر إذا ثارت شكوك حول هذا الامر فلا بد أن يكون هنالك تشويش إستخباري غربي على الحكومات الصديقة فالغربيين يستغلون التنسيق والتعاون مع بعض الدول بغرض التأثير السالب على السودان مع أنهم يتعاونون مع السودان ذاته على مكافحة الإرهاب ثم يجتهدون في دق إسفين بينه وبين الآخرين. بإختصار هنالك هواجس والحل هو التقصي والحوار حول كل شيء … إذا كان هنالك من يعمل من وراء ظهرنا يتم توقيفه أو إذا لم يكن هنالك شيء تنتهي القصة. أيضا لا ننسى أن حكومات وشعوب الخليج قدمت دعما للسودان في أحلك الظروف وهنالك مشاريع خيرية قائمة ومدعومة من الخليج والسودان لا يعض اليد التي تمتد إليه بالخير. هنالك تخوف خليجي من المشروع الأممي للإخوان المسلمين خاصة وان التنظيم الدولي للإخوان يتعامل مع الإخوان في كل مكان بإعتبارهم فروعا له، وهذا ما يجعل أهل الخليج ينظرون للإخوان وكل الإسلاميين بإعتبارهم تابعين لإخوان مصر..!! الدول الخليجية لها الحق في هذا التخوف، ولكن هذا الأمر لا يشمل السودان. نعم صحيح هنالك تنظيم دولي للإخوان المسلمين ولكن قيادة التنظيم في السودان سابقا رفضت الإنصياع لهذا التنظيم الاممي أوالإئتمار بامره ورجحت ان لكل بلد واقع يحكمها وقيادة مبايعة تخصه. حتى هذه القيادة في السودان عندما قالت أن هنالك بيعة أخرى غير بيعة ولي الأمر تم تغييرها ولم يعد لها تأثير. حسب تقديري … يجب أن تراجع صيغة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين حتى يتم التوصل إلى صيغة سليمة وبذلك تزوال المخاوف. وعلى كل مجموعة في وطنها أن تبذل مجهودا في توضيح موقفها. السودان له صلات قوية بالتنظيم العالمي!! ليس مأثورا عن السودان أن نسق أو كانت له علاقات بالتنظيم الدولي فيما يتعلق بشئون روافده وفروعه. السودان يلتقي مع التنظيك العالمي في التوجه الإسلامي العام وهذا أمر يلتقي فيه مع جهات عديدة بما في ذلك أحزاب وكيانات وحكومات. هنالك توجه في فكر الإخوان يفسره البعض بانه إستهداف للدولة الوطنية وربما يكون الغرض تفكيكها لصالح المشروع الأممي المؤسس على فكر الإخوان..؟! مواطنو الخليج لهم الحق في التفكير المستقل، ولهم الحق في إنتقاد هذا التوجه لان أي محاولة لتفكيك الدولة الوطنية ستكون مجرد قفزة في الهواء. وليس هنالك نظاما دوليا يستحق أن يخلع المواطن من اجله عبائة إنتماءه الوطني خاصة إذا كانت الدولة الوطنية لا تمنع التوجه الإسلامي والدعوة إليه كما تترك له مساحة واسعة للتفاعل مع هموم الإسلام عبر العالم. أحيانا يخطئ بعض الإيلاميين لأن لديهم تصرفات لا تعطي قيادة بلادهم القناعة الكافية بأن هذه التصرفات ليست لها أثر سالب على دولهم. وعليهم أن ينتهجوا منهجا واضحا في التمييز بين الدولة الوطنية والفكر الخاص بها. الموضوع يتجه الآن نحو خلافات عميقة ومستمرة. وربما يظهر تصنيف جديد أشبه بتصنيف (دول الضد) عقب حرب الخليج وإحتلال وتحرير الكويت … وهو دول الربيع التي يحكمها الإخوان وتعتبر الوريث الشرعي لموقف (دول الضد) إبان أزمة الخليج. ما هو الدور المرتقب للسودان لتفادي هذه الكارثة السياسية التي ستضعف قوة العرب والمسلمين؟! أولا على السودان الإبانة والوضوح في هذا الشأن، نعم صحيح منهج السودان ممتاز ولكن أحيانا تبدر احاديث متفرقة تحدث تشويشا على منهج السودان. هنالك أصوات نشاز لا تمثل منهج السودان ولكن ينبغي مراجعة هذه الظاهرة. وهذا ما يمنح السودان مقدرة أكبر على التغيير في العالم العربي. هل تقصد أن السودان غير مهيأ حاليا؟! السودان جاهز ومهيأ… لكن هذه نصيحة إضافية لمنع التشويش على مقدرة السودان … أنا أريد أن أتاكد اننا نقف على ارض ثابتة ومن ثم ننطلق. لو عدنا للخارجية، ما هو الجديد في الخارجية غير المحطات الافريقية الجديدة؟ الخارجية قطعت شوطا في التدريب ورفع القدرات وتحسين الأداء هنالك ضبط لمستويات الجودة ولعلك تابعت في الصحف (بعض المضاعفات) لإمتحانات اللغة الأنجليزية .. هذه مجرد جزء من برنامج كبير وهذا البرنامج متستمر. عزيزي القاريء … ربما يكون من سوء حظنا أننا بعد وصلنا هذه النقطة الهامة كانت قد انقضت قرابة الساعتين من الحوار المتواصل مع السيد الوزير والذي تخللته بعض الأعمال الإدارية مع السيد السفير أحمد يوسف… لقد أحسست بأنني أرهقت الوزير فتوقفت … هذا الرجل لم يسترح أو يستجم حتى خلال ساعات سفره. ولكننا على موعد مع لقاء آخر بإذن الله تعالى.