محمد آدم النور.. عشان تاني !!! ممنوع التدخين و التدخين ضار بالصحة ثم التمباك يسبب سرطان اللثة (تحذير من وزارة الصحة) … ممنوع الدخول إلا للعاملين (تحذير من المدير العام) … ممنوع الإقتراب و التصوير (منطقة عسكرية) … ممنوع رمي الأوساخ (تحذير من المحلية الفلانية) … ممنوع التحدث مع السائق (تحذير من نقابة السفريات البرية) ممنوع الوقوف بين اليافطتين (تحذير من شرطة المرور)… “ممنوع أكل التسالي”!!!! لم أعلم أي جهة صاحبة هذا التحذير …. هذه الحافلة تختلف عن بقية الحفلات في مظهرها و جمالها …. نصيبي اليوم كرسي نص في الصف الرابع من المقاعد الأخيرة …. تحركت الحافلة و بدأ الكمساري “يطقطق” في أصبعه طالباً قيمة التذكرة… بدأ كالعادة من الجهة الأمامية … الذين بجوار السائق أولاً ثم يتجه ناحية بقية الركاب … استدار ثم غير ملامح وجهه فجأة وقال للذي يجلس في أسوأ مقعد: يا بشر ما تاكل لينا تسالي هنا … كلمة يا بشر عند العامة في السودان تشبة إلى حد كبير كلمة يا حيوان … إلتفت إلى الكمساري و قال ليهو قلت شنو؟؟ رد ليهو و على الفور السمعتو … يا زول أنا قاعد أتف التسالي بالشباك … قالها في تحد: طيب و التحت الكبيتو دا شنو؟؟؟ ضحاكات !!!!!؟؟؟؟؟ … سأله مستفسراً: دي حافلة أصلاً و لا بيت الوالي؟؟؟؟ !!!! و بعدين تعال هنا.. شنو يعني ما تاكل تسالي هنا !!!!… إنتهز الكمساري هذه الفرصة و أظنه انتظرها بلهفة مثله مثل أي محاضر في ندوة أو محاضرة و يكون متمكن من الإجابة … (و على طول بيان بالعمل)، ضرب الكمساري بيده على الجانب الأعلى من الشباك و مباشرة فوق نفس المقعد الذي يجلس عليه آكل التسالي ثم قال له: أقرأ هنا … بعض من الركاب – بما فيهم أنا – مدوا رقابهم نحو الجهة التي أشار إليها الكمساري …. فإذا هي عبارة مكتوبة بشكل جمالي “ممنوع أكل التسالي” كانت أربعة عبارات موزعة في الجهة اليمنى و اليسرى من الحافلة بشكل منظم و مرتب …. قال له: ما أنا بقارئ … قالها و يريد أن يرسل رسالتين إحداهما لركاب الحافلة أنه نال حظ من التعليم و الرسالة الثانية يريد أن يغيظ الكمساري … ثم أردف أقرأ لي إنت … ودار حوار بينهم ليس بالقصير أخذني منه الركاب الذين يربتون على كتفي أن أناول القروش للكمساري وهذه مهمة أي شخص يجلس في كرسي النص … أصبحت أمسك منهم و ألتفت للكمساري عله يأخذ مني و يعطيني إنشاء الله أجر المناولة و لكنه لم ينتبه لأن الحوار كان ولا زال سيد الموقف .. فكان الذي في يدي مبلغ من الفئات المختلفة 20 جنيه ورقة واحدة، 10 جنيهات ثلاث ورقات، 5 جنيهات ورقتين، وجنيهان 3 ورقات و جنيه ثلاث ورقات و عندما انتبه الكمساري إلى مهمته الأساسية وجدني ممسكاً بهذه الفئات تحول فجأة ناحيتي مخاطباً: أها دي يعرفوها ليك كيف و حقت منو؟؟ و بسخرية زاد في ذلك: طيب ما تجي تشتغل معانا …. بالله رجع القروش دي لي ناسها يا أستاذ… تلفت خلفي في موقف محرج … بدأ الذين من خلفي يصيحون ال20 حقتي، العشرة ديك فيها نفرين ، ال … حسمهم: بالله يا جماعة ما داير كلام كتير أي زول يشيل قروشو من الأستاذ …. بدأت أرجع القروش لأصحابها … و احدة كاتمة ضحكتها و “مدنقرة” “تتخج” من الضحك حتى سال من عينها الدمع نتيجة لهذا الموقف المحرج سمعتها تقول لصحبتها التي بجوارها “عشان تاني” … طوالي استخدمت أسلحتي المضادة صائحاً يا كمساري تعال هنا شوف الزولة دي قاعد تاكل تسالي إنفجر ركاب الحافلة من الضحك … السواق: باااااالغت يا أستاااااااااااااااااااذ