لوح نافع علي نافع بمحاسبة كل من يخرج عن (رؤية الحزب) – المؤتمر الوطني – في التصريحات الإعلامية ، فيما أعتبر إحكاماً للعسكريين والأمنيين لقبضتهم على الحزب الحاكم ، على خلفية صراعات الأجنحة حول وراثة عمر البشير . وعقد المكتب القيادي برئاسة عمر حسن البشير اجتماعاً تركز حول رؤية حزب المؤتمر الوطني بعد أن ظهرت تيارات داخل أروقة الحزب رحبت بتصريحات البشير بعدم اعتزامه الترشح مرةً أخرى، ويدعم هذا التيار ترشيح علي عثمان محمد طه، إلا أن مصادر كشفت ( أن التيار العسكري والأمني والذي يضم بكري حسن صالح وعبد الرحيم محمد حسين ونافع علي نافع يقاوم ترشيح طه ويفضل بقاء البشير في منصبه ، ويكتسب هذا التيار شرعية استمراره في بقاء البشير لضعف قواعدهم داخل الحزب والحركة الإسلامية واعتمادهم على آلية البطش العسكرية والأمنية )، وقالت المصادر ( هو ذات التيار الذي أحبط ترشيح غازي صلاح الدين لتولي الأمانة العام للحركة الإسلامية وبعد مواليه من ما يسمون أنفسهم ” إصلاحيين”، مدعومين بجموعات من ( سائحون) وشباب الحزب ، ولوح نافع علي نافع بمحاسبة منسوبيه الخارجين على رؤيته عند التحدث لوسائل الإعلام. واعتمد المكتب القيادي ورقةً أعدها نافع نفسه حول التحدث برؤية حزبه، وكان القيادي أبراهيم غندور قد أعلن أن علي عثمان محمد طه هو الشخص المؤهل لخلافة البشير، إلا أن قطبي المهدي أكد على ضرورة استمرار البشير في السلطة لمدة خمس سنوات أخرى، وأقرت ورقة نافع كيفية معالجة التصريحات السياسية داخل الحزب، وقررت أن يكون نائب الرئيس لشؤون الحزب نافع علي نافع معبراً رسمياً عن الرؤية الجامعة على أن يحدد ناطقاً رسمياً لكل قطاع يعبر عن رأي الحزب في كل مستوى وعن مخرجات اجتماعات القطاع المعني. وأوضح نافع في تصريح صحفي عقب الاجتماع، أن الورقة تمت إعادتها لأمانة الإعلام لمناقشة هذه الموجهات على مستوى القطاع السياسي ومن ثم ترفع ما تراه للمكتب القيادي. وأعتبر ناشط سياسي ل(حريات ) التطورات انقلاباً داخل الحزب ضد علي عثمان الذي بدأ يهيئ نفسه للرئاسة بعد أن أعلن البشير رفضه الترشيح ) وقال ( هذا يعني أن تبدأ مهرجانات النفاق السياسي والتباري في اظهار الولاء للبشير بتهديد كل من يفصح عن موقفه المناوئ )، وأضاف ( هذا التيار العسكري الأمني يكتسب شرعية وجوده من استبداد البشير )، ورأى ( لو ظهرت مستجدات واضطرت البشير للانسحاب عن المسرح السياسي بسبب المرض أو الموت أو ضغوط أكبر منه فسوف يتحالف العسكريون والأمنيون ضد طه ، ويبدو أن نافع يهيئ نفسه لخلافة البشير بالتحالف مع بكري وعبد الرحيم وأسامة عبد الله، )، سخر الناشط السياسي قائلاً ( طموح نافع يعميه عن حقيقة مهمة وهي أن الوصول لقيادة المؤتمر الوطني والترشح للرئاسة يعني الدخول إلى عش الدبابير ،وهي الجهة التي ستحسم الصراع والأرجح أن يستفيد العسكريون من تحركات نافع ليسددوا له الضربة القاضية في اللحظات الأخيرة إما بترشيح البشير نفسه، أو التنازل لأحد أصدقائه من العسكريين تحت الضغوط الصحية والاقليمية والدولية)، إلى ذلك أعتبر الناشط السياسي (ورقة نافع واصراره على السيطرة على الحزب والتهديد بمحاسبة الخارجين عن رؤيته هو تأكيد على تراجع مساحات الحرية حتى داخل الحزب نفسه، وهو ما يجب أن يفهمه المهرولون من المعارضين نحو الحوار مع المؤتمر الوطني، لأن حزب لا يتيح الحرية لعضويته ، كيف له ان يرضى بمشاركة الآخرين ؟ ) وأضاف ( نافع يتوعد عضويته بالمحاسبة وليت من يحلم بالحوار يعي هذه الحقيقة ، وهي ان التيار الأمني بوجود البشير أو بغيابه سوف يحول كل البلاد إلى زنزانة ضيقة يزج في غياهبها كل السياسيين بما فيهم المطالبين بالاصلاح داخل الحزب نفسه ، ولا سبييل غير النضال الشعبي ).