صدق من قال حينما يموت الضمير تهاجر الحمامات البيضاء، و لا يبقى في الجو إلا غربان تنعق صباحا و مساء… والغربان في زماننا هذا ما أكثرهم.. والمعروف عن الغراب انجذابه للأشياء اللامعة والبراقة والملونة، وهذا ما يحصل مع غربان هذا العصر.. وليس مفاجئا أن ينضم إلى سرب الغربان غراب اسود القلب حاقد وطوله طول “النخلة وعقله عقل السخلة”، منافق متلون متبدل كالحرباء ذو رأس أصلع.. وبصفاته هذه يكون غرابا نادر الوجود، لو ألقيتم له ورقة ذات لون اخضر تراه يلهث وراءها.. هل علمتم من هو؟؟.. حسنا لن أطيل عليكم.. ولكن لا تكونوا متسرعين انه من كبار الفلاسفة أرعن ينادي ويحرض على قتل كل من يدافع عن عرضه وأرضه. انه الوليد الولد الوحيد.. وبسبب شغفه للون الأخضر كالباقين، ينعق وينعق وينعق.. معتقدا أن كنوز الأرض ستهبط عليه، يردد كما تردد أسراب الغراب المنتمي إليها “واعملوا على قضاء حوائجكم بالأمريكان… متناسيا أن لكل حكاية نهاية كما لها بداية، وان الدور سيأتيه.. وانه مهما علا وارتفع صوت الباطل.. سيأتي اليوم الذي يصدح به الحق.. فما طار طيرا وارتفع إلا كما طار وقع. إليك يا جنبلاط والى باقي الغربان..بحثت وبحثت عن كلمات وصفات لأوفيكم حقكم ولكني اعترف ان الكلمات تقف حائرة عاجزة عن وصفكم.. ولكن بعد جهد جهيد.. احمد الله أنني وجدت ما أهديكم إياه وهو ما قاله الشاعر: ولدي إليك وصيتي عهد الجدود الخوف مذهبنا نخاف بلا حدود نرتاح للإذلال في كنف القيود و نعاف أن نحيا كما تحيا الأسود كن دائما بين الخراف مع الجميع طأطئ وسر في درب ذلتك الوضيع أطع الذئاب يعيش منا من يطيع إياك يا ولدي مفارقة القطيع