محمد فضل علي..محرر شبكة الصحافة السودانية ادمنتون كندا.. www.sudandailypress.net شهد جنوب السودان في الساعات القليلة الماضية تطورات درامية خطيرة بعد ان قامت جماعات مسلحة متمردة علي حكومة جوبا بالهجوم علي قوات تابعة للامم المتحدة في الاقليم وقتلت مايقارب ال 12 شخص بين مدني وعسكري من الجنود والموظفين في البعثة الدولية التابعة للامم المتحدة من قوات حفظ السلام العاملة في الاقليم واغلبهم من الهنود وتتناقل وكالات الانباء ووسائل الاعلام الدولية الخبر في هذه اللحظات دون ذكر تفاصيل ملابسات الحادث وكيفية وقوعه بينما تسود حالة من الصدمة والوجوم دوائر المنظمة الدولية والهند التي ينتمي اليها معظم الضحايا الذين قتلوا في هذا العمل الارهابي المشين والغير مقبول اي كانت الجهة التي قامت به وسننتظر مع المنتظرين تفاصيل الحادث وردود الفعل المتوقعة عالميا ومحليا,ويتلاحظ ان هذا الهجوم قد تزامن مع الاعلان عن زيارة مرتقبة للرئيس السوداني عمر البشير الي الجنوب الاسبوع القادم في اعقاب انباء شبه مؤكدة عن بداية تنفيذ اتفاق ضخ النفط الجنوبي عبر اراضي الدولة الشمالية ربما بطريقة تعمدت افساد نتائج هذا الاتفاق, ومن المعروف ان حكومة جنوب السودان ظلت تعاني من اختناقات اقتصادية ومشكلات مختلفة وحوادث نهب وتمرد محدودة ولكن الطريقة التي وقع بها هذا الحادث تؤكد ايضا ان التمرد بداء يتخذ طابعا اكثر تنظيما بطريقة ستضاعف مشكلات حكومة الجنوب التي ضربتها لعنة الانفصال المتعجل والمندفع عن كيان الدولة القومية في مقتل وستهز ثقة المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية في قدرتها علي السيطرة علي الامور في اقليم عاني لعقود طويلة من الدمار والحرب الاهلية وكان الحديث قبل هذا التاريخ عن وقوع حوادث من هذا النوع او اخفاق امني او اختناق اقتصادي يبرر بالخلافات مع الحكومة المركزية اثناء الفترة الانتقالية التي سبقت عملية الاستفتاء المتعجل لتقسيم البلاد ولكن بعد استقلال جنوب السودان يختلف الامر كثيرا في ظل المسؤولية التامة لكيان الدولة المستقلة والموجودة علي ارض الواقع في جنوب السودان عن حفظ الامن والقيام بواجبات الدولة المفترضة تجاه المواطنين , ومن المتوقع ان تظهر خلال الساعات القليلة القادمة المزيد من التفاصيل عن هذا الحادث الاليم وعن حقيقة الموقف الامني والسياسي في الكيان الوليد ودولة الجنوب وربما المزيد من التفاصيل عن حجم وماهية قوات التمرد التي نفذت الهجوم وسنري ايضا تاثير تداعيات هذا الحادث علي مستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب واذا ما كانت بعض الاطراف الجنوبية ستلجاء الي اتهام حكومة الخرطوم في هذه الحادث كما جرت العادة في الكثير من الاحداث المتفرقة التي وقعت في المرحلة التي اعقبت استقلال جنوب السودان علي شكل توترات مستمرة وحرب استنزاف وتبادل للاتهامات بين الجانبين الذين يعاني كل منهم من مشاكله الخاصة ولكن حالة الانهاك التي اصابت الطرفين اجبرتهم علي الاسراع في توقيع الاتفاق الاخير لضخ النفط عبر اراضي الشمال وهو الاتفاق الذي من المفترض ان يكون دخل حيز التنفيذ في ساعة وقوع هذا الحادث الخطير الذي ستترتب عليه ردود فعل دولية ومحلية واقليمية واسعة في الساعات القادمة.