حتي اذا صحت الرواية الانقلاب ليس هو الحل ويجب التركيز علي منع وقوع البلاد في براثن الفوضي والانهيار وعدم التحول الي مجرد ادوات في صراع المجموعات الاخوانية علي السلطة www.sudandailypress.net محمد فضل علي..محرر شبكة الصحافة السودانية ادمنتون كندا علي خلفية الانباء التي ترددت صباح اليوم عن وقوع محاولة انقلابية في الخرطوم واعتقال عدد من الضباط والشخصيات القيادية المعروفة في المجموعة الاخوانية الحاكمة هناك وعلي رأسهم الشخص المثير للجدل والشخصية التي نسجت حولها الاساطير ورئيس جهاز الامن السابق المهندس صلاح عبدالله الملقب بصلاح قوش نسبة الي عالم الرياضيات الهندي الشهير وتفوق الشخص المذكور في هذه المادة اثناء دراستة بكلية الهندسة وعلي الرغم من انتشار اخبار المحاولة الانقلابية يحق للناس بداية التحفظ علي صحة الرواية استنادا الي النهج العريق لهذه الجماعة في تغيير جلدها خاصة في ايام الازمات والتحولات السياسية واستنادا الي السابقة التي ليس لها مثيل في تاريخ السودان وتقاليد العمل السياسي في البلاد وعندما قال الترابي للبشير قبل ساعات من انقلابهم العسكري في يونيو 1989 اذهب انت الي القصر رئيس واذهب انا الي السجن وذلك في اطار التعمية والتضليل وصرف الانظار عن هوية الانقلاب الاخوانية الي حين ومع ذلك توجد الكثير من قرائن الاحوال التي تقول باحتمال صحة الرواية وقصة الانقلاب الذي تتحدث عنه الخرطوم ويتردد صداه وسط ملايين المنفيين من السودانيين في كل ارجاء المعمورة ووسائط الاعلام الاليكتروني واذا ثبتت هذه الفرضية وحدوث محاولة انقلابية فعلية يجب علي من يهمهم الامر من الكيانات والشخصيات المستقلة والجهات الاعتبارية المعارضة للنظام القائم في الخرطوم ان تلتزم ضبط النفس وعدم التعجل في تقييم الامور او اتخاذ ردود فعل متعجلة قد تحول الناس الي مجرد ادوات في صراع محتمل بين المجموعات الاخوانية المتصارعة علي الحكم وعملية دعم لهذا الفريق او ذاك بطريقة لاتدعم المصالح الوطنية العليا للبلاد و العمل علي انقاذها من الوقوع في براثن الفوضي والانهيار والقضاء علي ماتبقي من الدولة السودانية والبلاد اصلا تقف علي ارضية هشة وتحاصرها مشكلات داخلية في غاية التعقيد وتهددها ايضا تدخلات خارجية بلاحدود, ولننتظر مع المنتظرين حتي اشعار اخر حتي تتضح فيه الامور وحقيقة ماجري وصحة العملية الانقلابية من عدمها ليقرر الناس بعد ذلك في امرهم كل علي طريقته وفي النهاية لن يصح الا الصحيح.