[email protected] الأستاذ الزبير احمد الحسن امين عام الحركة الإسلامية وعضو البرلمان [ طالب بتوفير جندى بالشروط الإسلامية ، ( وقال ) إن الإستهداف ليس عمليات محدودة فى جنوب كردفان والنيل الأزرق واوضح ان إسرائيل تتحد بالمكشوف ، ( وزاد) نعلم ان هناك طابوراً خامساً فى القوات المسلحة ، وحذر من مخاطر الإستهداف ودعا الأحزاب والبرلمان لدعم الجيش ميدانياً . وشدد على ضرورة شن عمليات هجومية ومعارك فاصلة تقضى على التمرد ] انتهى ماأشبه الليلة بالبارحة فى هذا البلد المرزوء.. فعندما جاءت مايو مسنودة بالحزب الشيوعى السودانى وتم التلاقح بين المدنيين والمؤسسة العسكرية ، افضى للصراع العنيف الذى افقدنا الكثير من الدماء السودانية الزكية على راسها المرحوم الرائد/ هاشم العطا ،والرائد/ فاروق حمدالله ، والمقدم / بابكر النور، ومن المدنيين المرحوم عبدالخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ وكرام الرجال الذين إفتقدناهم فى الليل السودانى الأول .. كان ذلك الواقع المحزن الذى نتج عن محاولات المؤسسة المدنية التزاوج مع المؤسسة العسكرية .. وانتصرت المؤسسة العسكرية يومها .. وثانية تكررت التجربة فيمابين الأنقاذ والحركة الإسلامية وراينا المساجلات بين الإسلامييين والعسكر واطروحات الإنتقال من الشرعية الثورية الى الشرعية الدستورية ..وخلافاتهم عن الدولة يحكمها الحزب ام الحكومة ..وانشقت الجماعة على النحو الذى رأيناه ..ومؤتمر الحركة الإسلامية الأخير لم يكن الا شبيه الليلة بالبارحة ..وحديث امين عام الحركة الإسلامية بالأمس يمثل إعادة لعقارب الساعة ..وقد جانبه التوفيق تماماً وهو يتحدث عن ( طابور خامس داخل القوات المسلحة ) فى تقديرنا ان مثل هذه المعلومة تعنى القوات المسلحة اكثر مما تعني الحركة الإسلامية ، التى لديها من المشاكل المتشابكة الكثير من المناقص فى الجوانب الفكرية والتنظيمية .. والاستاذ الزبير عندما يتحدث عن ( توفير جندى بالشروط الإسلامية ) قول غريب ومحيِّر.. فهل كان الجنود خلال ربع القرن الماضي تختارهم الإنقاذ بشروط غير إسلامية؟) وهل يعنى امين عام الحركة الإسلامية ان تكون قواتنا المسلحة -والتى تميزت عبر تاريخها – بالإنتماء والتوجه القومى ، وكأن سيادته يريد ان يمحو كل الإثنيات التى تعيش فى السودان بجرة قلم .. والاهم من أسلمة الجنود هو طرح الإسلام بمستوى يرتفع بقيم المسلم ويرغب فيه غير المسلم هذا هو المطلوب من الحركة الإسلامية ان كان لديها ماتقدمه فى هذا المنحى من حيث الفكر او السلوك ..اما قول السيد الزبيروتشديده على ضرورة شن عمليات هجومية ومعارك فاصلة تقضى على التمرد.. فهو قول يخلو من القراءة التاريخية ..ويخلو مما وعظتنا به الجغرافيا بنظرة عابرة لخارطة السودان الحالية.. ويخلو من الحنكة السياسية ..ويجافى شعار الإسلام (السلام عليكم) .. والشاهد ان الحكومة فى وادى وامين الحركة الإسلامية فى وادٍ آخر ..ففى الوقت الذى تعمل الحكومة على فتح ابواب الحوار ولو على إستحياء ..تأتى الحركة الإسلامية بالخطاب التعبوي والحربي .. فإذا كانت العمليات الهجومية تملك حلاً لما فقدنا ثلث السودان وولدت دولة الجنوب .. واذا كانت للحكومة رغبة صادقة فى تسوية سياسية تحافظ على ماتبقى من هذا الوطن المكلوم فان مثل حديث السيد الزبير لايسير فى هذا الإتجاه رغم علمه المسبق بان الإحتراب ماهو إلا مزيداً من الدم السودانى المسفوح .. فالثابت كونياً الان ان الحرب اليوم ليس فيها منتصر ولامنهزم ..ومامضى فيه الأمين العام من قول فهو قول معيب من كل النواحى اتيته .. والمتمردون مواطنون سودانيون لهم ماللسيد الزبير وان اختلفت الرؤى والوسائل .. ولقد فاوضت الحكومة الراحل جون قرنق ووصلت به الى ان يتحدثث من داخل المؤتمر الوطنى فمالمشكلة فى مفاوضة الآخرون .. المطلوب من الحركة الإسلامية ان تترك الخبز لخبازه… وسلام ياااااااااوطن