في كل يوم تتكشف الفنان الراحل المبدع محمود عبد العزيز ” الحوت ” أو الجان كما يحلو لعشاقه . محمود بعد رحيله أصبحت الساحة الفنية خالية تماما من الإبداع في ظل التدهور المقزز في معظم من يدعون أنهم فناني شباب هذا باستثناء الرموز الموجودة حاليا أمثال حمد الريح ود البادية وعبد القادر سالم وآخرون الحوت كان إنسانا مثيرا للجدل وكان مانشيتا مربحا لكل الصحف لمجرد ذكر اسمه وأذكر قبل فترة من رحيله أرسل لي في ساعة متأخرة من مساء ذلك اليوم الصديقين العزيزين أبو هريرة حسين وعزيز الخير وقالا لي أن محمود ظل يتصل على هاتفك ووجده مغلقا ويريدك في أمر هام جدا وبالفعل تحدثت مع محمود الذي كان منزعجا وقال لي أنه اختار الحديث معي عبر ” الدار ” لسبب واحد فقط لأنه منفلت وأنت منفلت فضحك لذلك أبوهريرة وعزيز الخير لأن ” الإسبيكر ” كان سيد الموقف في حديث الحوت الساخن فقلت له ” انت منفلت براك يامحمود ” فضحك عليه رحمة الله كثيرا وقبل حوالي الأسبوع التقاني صديقه المقرب جدا والذي كان لا يفارقه في كل مناسباته الخاصة والعامة محمد صالح وقال لي أن هنالك رجلا اسمه ” ك ” من بحري وهو رجل مسكين أثار فضولنا بحضوره الدائم لغرفة الحوت الخاصة أثناء إجراء البروفات أوفي جلسات عادية وما أن يحضر هذا الرجل المسكين يقوم بتسليم الراحل محمود عبد العزيز مبلغ واحد جنيه فقط وبعد ذلك يخرج محمود من الغرفة الخاصة مطاردا هذا الشخص الذي ظل يعطيه الجنيه بصفه شبه متواصله وفي بعض الأحيان يحضر هذا الشخص إلى الجلسات الفنية والبروفات ولكنه لا يقدم للحوت هذا الجنيه . وبعد إلحاح طلبنا من محمود أن يخبرنا بقصة هذه الجنيهات التي يجمعها من هذا المسكين فقال هذا سر يجب أن تحتفظوا به فهذا الرجل عزيز نفس وصاحب حاجة وتقديرا له فهنالك شفرة بيننا عندما يكون في حالة ” فلس ” يقدم له هذا الجنيه وأنا أخرج خلفه لأقدم له أي مساعدة وأنا أحبه جدا لأنه بالفعل محتاج وصادق وعفيف ما أروعك أيها الحوت الرائع وأنت في كل يوم تتكشف حقيقة جديدة عن إنسانيتك . لك الرحمة والمغفرة والعتق من النار .