آيرلندا.. [email protected] كثيرون أولئك الذين تسلقوا سلالم الإنقاذ نحو المجد تحت حراسة الإنقاذ و رجالاته , منهم من إغتنى و منهم من تدرب على مهنة جديدة كالصحفي قليل الإمكانات الهندي عزالدين . تناول الكاتب الصحفي التكليف من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان للقيادي ياسر عرمان برئاسة وفد الحركة و سخر منه شماتة و سماه “خميرة عكننة ” و تهكم عليه و على والي جنوب كردفان ألسيد أحمد هرون الذي نسب إليه فشل القضاء على الحركة الشعبية في جبال النوبة ! كأن لم يحاول آخرن على مدى عقود من القضاء على تمرد يجبر البلاد على الإعتراف به . السيد عرمان , رغم إختلافي الفكري معه , إلا أنه “صباع أمير” ما تبقى من السودان , فالرجل كما وصفه الهندي بأنه ليس من مواليد جبال النوبة أو النيل الأزرق فلماذا يمثلهما ؟ و لعمري لو كان كل رجل ينحصر في ولايته أو إقليمه لكفى الله السودانيين شر تمدد بعض أبناء الأقاليم السودانية إلى الولايات التي يعيثون فيها فسادا الآن ً ! و لسأل الناس رئيس الجمهورية عن سبب حكمه للقضارف رغم أنه ليس مولوداً فيها و لطالبه الناس أن ينكفئ إلى “حوش بانقا” ! فهي مسقط رأسه فليفعل فيها ما يشاء بدل المجازر التي نصبها على طول البلاد و عرضها . إن ياسر عرمان هو ما تحتاجه الدولة التي فتكت العنصرية و القبلية بها , عرمان الذي طمس حدود الولايات و الجغرافيا و تخطى العرق و تجرد من كل إحساس زائف بالتفوق الكاذب الذي يعشعش في رؤوس كثير من قادة البلاد و مفكريها , عرمان هو المستقبل الذي نريد في السودان حيث أنه لم يدعي أنه من قريش أو من بقايا الأندلس أو من آل البيت ! هذا هو “العرمان” الذي تحتاجه الدولة السودانية من أجل إستمرارها و إستقرارها , مع تحفظنا على القيم التي يؤمن بها , و لكننا نتفق على أن البلاد يجب أن تحذوا حذو ياسر عرمان بالكفر بالجغرافيا و الحدود و دولة الكهنوت الجاهلية التي يسعى البعض لإحيائها في بلاد السودان عوضاً عن فردوس الأندلس المفقود زعماً. السيد الهندي عزالدين ؛ نعم لم يتمكن السيد أحمد هارون من إسترداد شبر من جبال النوبة , و لكنك في غمرة نسيت أن أحمد هارون ليس من مواليد جبال النوبة ! و لهذا فشل في أن يحرز تقدماً في تلك الجبال التي لم يعرف مداخلها و مخارجها , و لماذا لا تتطوع أنت و تذهب إلى جبال النوبة كي تمنع “مليشيات” الحلو و عقار من قصف كادوقلي ؟ و طالما أنك رجل من أنصار الإلتزام بحدود الجغرافيا , فلماذا تتدخل أنت في أمر ولايتين لم تراهما بعينك قط ناهيك عن أنك لم تنقطع لك “صٌرّة فيهما ؟ و قولك أنه دعي سكان الحاج يوسف عن سبب سكنهم هناك في وقت يسكن آخرون في الرياض و الدمام و الخبر و الفيحاء , أليس سكان الحاج يوسف أولى بملايين الأفدنة التي يتصدق بها رئيس الجمهورية و و حاشيته على الأغراب في بلاد السودان ؟ أ ليس سكان الحاج يوسف أولى بمليون فدان أعطيت لمحمد مرسي بعد أن “أكل” أبقارهم و عنزاتهم و إبلهم ؟ لقد سمت الحركة الشعبية الدبلوماسي و السياسي الخلوق ياسر عرمان على رأس وفدها دلالة على نواياها الطيبة فهي إشارة “قومية” مرسلة تأكيداً على قومية توجه قادة الحركة الشعبية ! و ماذ بعد أن يرسل أبناء جبال النوبة و النيل الأزرق و أبيي “جلابي” على رأس وفدهم ؟ و بالمقابل “كل إناء بما فيه ينضح” ! لقد أرسل الجلادون في الخرطوم جلاداً مثلهم على رأس وفدهم دلالة على النية المبيتة على إستمرار الحرب , هل تتول يا سيد هندي مقاليد أحمد هارون في غيابه كي تنجح في ما فشل هو فيه و تنزل الحركة الشعبية قطاع جبال النوبة من صياصيها و تخرجها من أوكارها بعد أن طهرت “بقلمك” النيل الأزرق من دنس التمرد ؟