[email protected] (الشرطة في خدمة الشعب) !! .. كان ذلك هو الشعار الذي ظلت ترفعه دائرة الشرطة فيما مضى إلا أن ذلك لم يعد له وجود في زمن الإنقاذ هذا منذ ان أصبحت هذه المؤسسة أداة قمع يستخدمها النظام في قهر الشعب وخنقه وكتم أنفاسه متى ما ارتفع صوته يطالب بحق من حقوقه الأساسية او حتى حين يقوم بحماية ممتلكاته الخاصة التي باتت عرضة لتغول ذئاب الإنقاذ التي لا تشبع ولا تقنع فكلما وقعت أنظارها الحادة على موقع يصلح للبيع او يثير شهوة الإستثمار لديهم إستولوا عليه وأستخرجوا له أوراق وشهادات و وثائق تثبت ملكيتهم له فمنذ ان أصبح القلم في يدهم وليس في يد غيرهم ومنذ ان بات القانون طوع بنانهم ولا يخدم سواهم أصبح الوطن والمواطن تحت رحمتهم يفعلون بأملاك الوطن ما يشاؤون ويستولون على ممتلكات المواطن كلما وجدوا ما يجتذب أطماعهم حتى ولو كان متجراً صغيراً والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة ولم تسلم منها مدينة او حتى قرية فقبل أيام قلائل هرعت مركبات الشرطة تحمل الجند والعتاد فيحسب من يراها أنها متوجهة إلى حلائب لتحريرها من قبضة من إستولوا عليها ولكن يفاجأ حين يشهدها وهي تحيط بميدان في حي المعمورة لتفرق جمعاً من الشباب كانوا يقفون لتحرير ملعبهم وساحة مسجدهم من قبضة أحد هذه الذئاب التي أرادها ان تكون توسعة لمدرسته الخاصة والتي يملكها نيابة عنه خاله الكندي.. هذا على سبيل المثال فقط لا الحصر فمثل ذلك حدث كثيرا من قبل ويحدث مع كل طلوع شمس ولن يتوقف عند حد معين طالما أضحى الأمر تنافساً حادّا ونوعاً من الغيرة بين المسؤولين من ولاة و وزراء ومعتمدين وغيرهم من مسميات لا تحصى ولا تعد.. يتنافسون في الثراء وزيادة رقعة ممتلكاتهم بأي أسلوب كان وإذا برز ما يعيق أطماعهم إستنجدوا بالشرطة التي تهب على الفور ولا تعصي لهم امراً حتى لو كان الأمر يقضي بإطلاق الرصاص على المواطنين العزل مثلما حدث بالأمس في قرية ام دوم حين خرج أهلها لحماية أراضيهم المتوارثة عن أجدادهم والتي هي الحيز الوحيد المتوفر للتوسع شرقاً إذ تحدها قرية الجريف شرق شمالاً وجنوبا تحدها سوبا وغرباً يحدها النيل فكان الحيز الشرقي هو المتنفس الوحيد والمدخر لمجابهة المستقبل ولكن مستقبل أبناء الذئاب هو الأهم فهم الأبقى وغيرهم ليسوا جديرين بالبقاء وبالتالي لا يوجد ما يحول بينهم وبين رصاص الشرطة الذي لايفرق بين المواطنين إلا حسب إنتمائهم فإن كانوا من الموالين سلموا وإلا ّ فموتهم وحياتهم متساويان في نظر النظام ولا يفرقون في ذلك بين طفل او إمرأة او رجل .. يموت من يموت ويفنى من يفنى فداءً للإنقاذ وأطماع ذئاب الإنقاذ … مات الصبي محمد عبدالباقي لكن عمره سيكون أطول من عمر جلاّده لأنه سقط من أجل حماية التراب و حفاظا ً على أرض الأجداد لا من أجل أطماع في حقوق الآخرين فطوبى له وطوبى لنا جميعاً طالما ان من بين فتيتنا من هو على إستعداد للموت من أجل الأرض والعرض وخسيء الجلاد الذي يميت الأحياء من أجل أطماعه !!